فصام يوم الجيش العراقي

علي السوداني

ثمة حقيقة قد لا يختلف ويتناطح حولها إثنان ، إلّا من كان منهما في صدره مرض وفي رأسه ‏علة ، وهي أنّ الحاكم السياسي في كل العالم ، هو من يأمر الجيش والجيش ينفّذ. 

 

أميركا مثلاً لم تحاسب أو تعدم جنودها الغزاة الذين قاموا بجرائم إبادة جماعية في العراق ‏واستعملوا فيها اليورانيوم والفوسفور الأبيض والقنابل المحرّمة . وأميركا المتوحشة أيضاً ، لم ‏تعاقب حتى الضباط والطيارين الذين استعملوا القنابل الذرية وقتلوا نحو ربع مليون إنسان في ‏هيروشيما وناغازاكي باليابان .

كردستان العراق وهي الآن دولة مستقلة عملياً ونفسياً ، أصدرت ‏هي الأخرى عفواً بعد الغزو عن كل الضباط والوزراء الأكراد العاملين قبل الغزو ضمن منظومة ‏ونظام الرئيس صدام حسين، وبعض هؤلاء ممن شارك بمعارك كانت ساحتها كردستان وكثرة ‏من ضحاياها أكراد .

المحمية الخضراء ببغداد المريضة سجنت وأصدرت أحكام إعدام ضد قادة ‏جيش العراق الشجاع النزيه المهنيّ ، والسبب هو أنّ وليّها خامنئي ما زال غارقاً في لعبة الثأر ‏وليس بمقدوره نسيان واقعة كأس السم والزقنبوت، يومَ تجرعهُ كبيرهم الذي أرضعهم الدجل والشرّ ‏في ثمانينيات القرن البائد.

هكذا احتفل العراقيون المنقسمون المفصومون بيوم الجيش العظيم ، ‏فواحدٌ مهووس موتور مريض جاهل يقول لك إنّ ضباط الجيش السابق الذين تحولوا من سجون ‏الوحوش الأميركان إلى زنازين المحمية الخضراء ، إنما هم من أزلام نظام صدام حسين ‏ويستحقون الإعدام ، وعندما تقول له وفق قاعدة القياس والمقارنة العادلة والجدل بالتي هي ‏أحسن إنَّ علينا إذن أن نسجن ونعدم بالرصاص كلَّ الضباط والسياسيين العراقيين القائمين الآن ‏على عرش الحكم ، لأنهم هربوا وجبنوا وسلموا ثلث العراق وسلاحه إلى داعش قليلة العدد والعدة ‏‏. هنا يضحك صاحبك على طريقة (كفيان شرّ ملّا عليوي) ويختم هزيمته الحوارية بجملة "على ‏كلٍّ"‏!

ولكي تكتمل الصورة وتتنظف من التزوير والنفخ ، نقول إنّ حرب الأعوام الثمانية مع إيران هي ‏حرب خميني التي أشعلها تحت شعار (تصدير الثورة وتحرير القدس عن طريق تحرير بغداد)، ‏وأيامها بال الدجال على الثورة وأفتى بجواز استيراد السلاح من (إسرائيل) إبنة الشيطان الأكبر في ‏واقعة إعترفت بها إيران وعمائمها وأفنديتها ، اسمها فضيحة ايران غيت أو إيران كونترا .

في ‏تلك الحرب أيضاً استعمل جيش خميني السلاح الكيمياوي ضد مدينة حلبجة العراقية الكردية . ‏وبسبب حرب خميني المجنونة الطائفية، حصلت قضية الكويت ، وبهذه السلسلة المأساوية ، ضاع تأريخ جيش العراق ‏الشريف ، وتاهت وتغبّشت وتضببت صورته النبيلة الجميلة.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,621,389

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"