في أدناه الحلقات الثلاث من مقال السيد صلاحالمختارعن الحملة الصهيوغربية على السعودية ودعم (إسرائيل الشرقية)، ننشرها معاً في ملف واحد.
1
صلاح المختار
"لقد برهنا نحن سياسيو بعد 2003 على أننا مجموعة من اللصوص الطائفيين الجهلة"
موفق الربيعي
الاعلام في الغرب لاهم له منذ اعدام النغل الفارسي نمر النمر الا هذه القضية وكل الاحداث الكارثية تراجعت الى الخلف بما فيها كوارث الابادة اليومية لعشرات العراقيين والسوريين واليمنيين والليبيين والقتل المتعمد بدم بارد لشباب وشابات فلسطين ونقله تلفازيا في تحد صارخ لكل العالم ، فأميركا الرسمية والاعلامية وكذلك بريطانيا تشنان حملات وصف مسعورة قليل بحقها ضد السعودية ومن يقف معها ضد الغزو الفارسي الذي لم يعد تهديدات بل خطوات حدثت ووجدت اثارها على ارض العراق وسوريا واليمن وانتشرت في المغرب العربي في ليبيا والجزائر وتونس وغيرهما ناقلة ما زرعته في المشرق العربي من الغام طائفية خطيرة.
ولعل موقف اهم شبكات الاعلام الالكتروني وهي ياهو ذات الانتماء الصهيوني والموجهة من الحكومة الأميركية ومؤسساتها الاستخبارية والاعلام الأميركي بشكل عام يبدي دعما قويا ل(إسرائيل الشرقية) بشكل ملفت للنظر ومعاديا للسعودية بشكل صريح وغير مسبوق وهو تحول جوهري له دلالات كثيره فهو يصور نغل (إسرائيل الشرقية) نمر النمر على انه ضحية (العداء السعودي للمذهب الشيعي)!
ولم يقتصر العداء للسعودية في أميركا على الاعلام بل تدخل الحكومة الأميركية بصورة رسمية معركة كسر العظم مع السعودية فالناطق الرسم باسم البيت الابيض - اي المتحدث باسم اوباما - يصرح ان "السعودية تتحمل وزر الغليان الطائفي باعدامها لما اسمته "امام الشيعة في السعودية" ويحذر السعودية مما اسماه (مغبة خلق المشاكل او النار الطائفية ما بين السنه والشيعة) !!! كأن السعودية وليس (إسرائيل الشرقية) هي من اشعلت النار الطائفية !!! ولهذا انتبه صحفيون أميركيون لهذا التزوير فعلقوا عليه بالقول ان النظام السعودي موجود بايديولوجيته الحالية منذ عقود ولم تتفجر ازمات طائفية بسببه بل هي تفجرت بعد وصول خميني للحكم وهذه حقيقة واضحة للمنصفين الباحثين عن الحقيقة .
ومن كثرة التركيز على شيطنة السعودية يقول صديق عربي أميركي الجنسية (ان الناس قد زهقت من المبالغات في تغطية موضوع نمر النمر على صفحات شبكات الياهو واخبار ايران التي برزت كحليف استراتيجي لأميركا ضد العرب والمسلمين وارهابهم ! يا ريت السعوديين يطلعون الى هذه الحملة التي لم نشاهد او نقرأ مثلها منذ عام 1973- حرب اكتوبر والمقاطعة النفطية العربية - فهي والله هذه المرة يقصد منها سوء كبير وعظيم) انتهى كلام صديقي .
السؤال المركزي هو : لم تعلن أميركا وبريطانيا دعمهما المطلق والمتطرف ل(إسرائيل الشرقية) وعداءهما للسعودية ودول الخليج العربي الان وفي هذه المرحلة التاريخية الخطيرة من تاريخنا المعاصر بعد ان ادى دعمهما ل(إسرائيل الشرقية) الى تدمير العراق وسوريا واليمن ؟ وهل لهذا التعاقب والتتابع في مواقف أميركا تجاه العراق وسوريا واليمن والان تجاه السعودية وشقيقاتها رابط عضوي لابد من اكتشافه قبل فوات الاوان ؟ ولكي تكون صورة العداء للعرب واضحة خصوصا السعودية ودعم (إسرائيل الشرقية) من الضروري قراءة ما نشر في اعلام أميركا وبريطانيا خلال اليومين الماضيين في الروابط المرفقة تحت وهي كافية لاثبات انهما تدعمان بقوة رسميا واعلاميا الموقف الايراني وبلا اي غموض او تردد ، ولهذا سنناقش تداعيات ذلك الموقف وماهو المطلوب من العرب .
1-الهدف المباشر حاليا هو الاعداد لتقسيم السعودية بدعم غربي تحت غطاء خرق السعودية لحقوق الانسان وهي نفس المعزوفة التي استخدمت لمحاصرة العراق تمهيدا لغزوه وتدميره فليس ثمة شك بان هذه الحملة لا تختلف من حيث النوعية عن الحملات التي شنت ضد العراق وبطريقة مسعورة ايضا لاجل شيطنته امام العالم تمهيدا لغزوه وتدميرة وتقسيمة ، فالنمر هنا يشبه بازوفت البريطاني الجنسية الايراني الاصل والذي اعدم نتيجة لقيامه بمحاولة تجسس في العراق لصالح بريطانيا وربما غيرها فشن الغرب حملة ضخمة من الاكاذيب والتشويهات ضد العراق مهدت للعدوان عليه لاحقا نتيجة لشيطنته كله ، ولهذا فليس صحيحا اعتبار الحملة الغربية ضد السعودية سعارا مؤقتا سوف ينتهي بدون نتيجة سوى الضرر الخفيف بل يجب اخذ العبر مما حصل في العراق وهو ان الغرب لا يشن حملة اعلامية الا كي تتبعها وبصورة حتمية اعمال عدائية تنتهي بغزو او عدوانات عسكرية اذا فشل التحريض الداخلي .
2-التغييرات السكانية الضخمة التي جرت في العراق وسوريا حتى الان يجب ان تكون امام اعين قادة السعودية لانها تأتي في اطار خطوات تقسيم الاقطار العربية وتذويب الهوية العربية عن طريق تقليل نسبة العرب وزرع المستوطنين الفرس محلهم بصورة كبيرة بأجبار ملايين العرب على الهجرة تماما مثلما حصل للفلسطينيين قبل ذلك . وهذا ما سنراه غدا في السعودية ودول الخليج العربي اذا لم نواجه الامر بجدية وتخطيط مسبقين ، فسوريا شهدت تهجير ثمانية ملايين عربي الى خارجها طبقا لاحصاءات الامم المتحدة الرسمية واغلبهم في سن الشباب ومن العراق هجر عدد غير محدد بدقة لكنه ليس اقل من ثمانية ملايين ايضا ، وجلب الى سوريا والعراق سكان من الفرس او من اتباعهم وحلو محل المهجرين ، والاستقبال الالماني الحار لهم يؤكد ان التهجير ليس نتاج عنف اعمى بل عنف غائي هدفه تهجير الملايين من اجل اهداف متعددة من بينها :
أ-حل المشكلة السكانية الخطيرة في دول اوربية تواجه موت شعوبها سكانيا نتيجة تراجع الولادات تحت النسبة الطبيعية وهي فوق الاثنين بالمائة ولهذا فمن يظن ان الكرم الالماني هو السبب في استقبال مليون سوري حتى الان واهم ولا يعرف العقلية الغربية الانتهازية والانانية ، فالتهجير سيتواصل وبكميات اكبر حالما ينتهي فصل الشتاء وهذا هو السبب في تعمد الغرب افشال كل الحلول السلمية وبالتعاون مع روسيا لاطالة الازمة لتحقيق هذا الامر . كما لا يستبعد ابدا ان روسيا يالذات التي تعاني مثل المانيا من مشكلة تراجع النمو السكاني قد تكون خططت لتهجير الاف وربما ملايين السوريين اليها لتحسين النمو السكاني ايضا .
ب- الهدف الستراتيجي الثابت هو الاصرار على تنفيذ مستلزمات سايكس بيكو الثانية اي تقسيم وتقاسم الاقطار العربية ومن يظن بان هذا الهدف مستحيل عليه ان يعيد النظر والا سيجد نفسه اما مقبورا او مهاجرا ، فالغرب وخلفه وفوق ووراءه الخطط الصهيونية المعادية للعرب يسير وفقا لهدف مركزي وهو انهاء الهوية العربية بشرذمة العرب طائفيا وهو ما تقوم به (إسرائيل الشرقية) بكفاءة عالية ، وهنا يكمن السر الاول لدعم الصهيونية الغربية لها بشكل كامل منذ اوصلت القوى الغربية خميني للحكم ، بينما يتراجع التقسيم العنصري قليلا وهو ما نراه في الموقف من انفصال الاكراد في العراق وسوريا بعد تشجيع شديد لانفصالهم في سنوات غزو العراق الاولى والانتقال لزرع بذور التقسيم على اسس عنصرية في المغرب العربي .
وحينما يتم تقسيم العراق وسوريا واليمن فان الخطوة التالية والحتمية هي السعودية اولا ، فتقسيمها هو الخطوة الجوهرية التي ستجعل بقية دول الخليج العربي تتساقط تلقائيا وبلا اي جهد فارسي في احضان (إسرائيل الشرقية) ، كما انها الخطوة الاجبارية على مسار زيادة وتائر شيطنة الاسلام وتشجيع التطاول على الرسول الكريم وهو ما نراه الان مثلا في مصر – وليس في اوربا وأميركا فقط - ويتم بوقاحة عجيبة من قبل اعلاميين ومن فضائيات مصرية بضرب صحابة النبي اولا وهي خطوة تمهيدية لضرب سمعة النبي لاحقا وفقا لقاعدة (انك تعرف من اصدقائك) .وجعل التطاول على النبي ممكنا ليس سوى تمهيد لابد منه لغزو مكة والمدينة وربما تدمير الكعبة وقبر النبي وسط اقل احتجاج ممكن .وطبعا عندما تصل الامور ال هذا الحد تكون السعودية قد قسمت بين القوى الاقليمية والدولية في تطبيق عملي لاركان خطة التقسيم والتقاسم .
ولهذا فان الحملة ضد السعودية لن تتوقف عند حد شيطنتها بل سوف تصل فيما بعد الى مرحلة شرذمة كل الكتل السكانية السعودية وسوف يشمل ذلك حتى امراء الاسرة السعودية فنرى امراء يتقاتلون فيما بينهم من اجل البقاء او السيطرة على منطقة تكفي لبقاءه حيا ، والقوات المسلحة السعودية سوف تقسم وتشرذم كما حصل للجيش اليمني والليبي ، والقبائل سوف تجد نفسها مجبرة على خوض صراعات داخلية دموية وهو ما رايناه في العراق وليبيا واليمن ، وتنتقل الشرذمة الى الطائفة الواحدة فالسنة سوف يتشرذمون ويتحولون الى مذاهب متناحرة بعدائية متطرفة والشيعة كذلك سوف لن يبقوا معسكرا واحدا فغدا سوف نرى انصار ولاية الفقية يتذابحون مع غيرهم ...الخ مثل ما نراه الان في العراق .
وتبدأ العمليات بأغراء البعض بانه سينجو لو تنازل فيتنازل لكنه يكتشف بعد فوات الاوان ان تنازله كان مقتله كما حصل للقذافي فرغم كل تنازلاته للغرب قتل شر قتلة ، وكما يحصل في السودان حيث ان الغرب والصهيونية ضغطا على السودان كي يقبل بانفصال الجنوب على امل كاذب بغلق ملفات دارفور وغيرها من الالغام لكن الذي حصل هو ان جنوب السودان وقع اسير التشرذم الداخلي الدموي والسودان الاصلي وجد اكثر من دارفور تفور وتتسع وتتعقد ، اضافة لما هو بالغ الخطورة وهو الاستخدام الاوسع للنظرية الصهيونية (شد الاطراف) والتي تقوم على دفع جيران العرب غير العرب في اسيا وافريقيا للاشتباك معهم في صراعات حول المياه والحدود وغيرها فبعد ايران جرت اثيوبيا للصراع ضد العرب في السودان ومصر وغدا ستجر دول اخرى غير عربية للدخول في صراعات مفتعلة مع العرب .
الهدف الذي وضعه المهندس الأميركي هو عدم السماح ببقاء قوة مؤثرة على مستوى القطر كله وجعل كل زعيم مؤثرا فقط على مجموعة صغيرة وفي منطقة محدودة في حالة صراع عدائي لا ينتهي مع غيره ، تقسيم القطر يبدأ بزرع بذوره اولا وتوفير امكانية لأميركا للسيطرة على كل الاجزاء بسهولة ثانيا من خلال التحكم في الاطراف المتصارعة ، بينما الثروة تبقى بيده هو فيترك الكل يتقاتلون.
2
3- ولئن كانت أميركا هي المهندس الاكبر لما يجري ودون منازع فان (إسرائيل الشرقية) هي المقاول الاقليمي الاكثر كفاءة في تنفيذ خطة اثارة الفتن الطائفية وبلا منازع ايضا ، فأميركا تستخدم (إسرائيل الشرقية) لتحقيق الاهداف التي وضعتها وعجزت عن النجاح في تنفيذها لانها بلد غريب وغير اسلامي فاعتمدت على ما يسمى ب( لص الدار ) والذي لايشك احد بانه من سرق فيبقى يسرق حتى لو دارت حوله الشبهات بفضل وجود من يستمر بالثقة به – اليست تلك حالة حزب الله مثلا ؟- ف(إسرائيل الشرقية) البلد الاسلامي يملك وسائل اثارة الفتن الطائفية بعكس (إسرائيل) الغربية وأميركا وقبلهما بريطانيا وفرنسا بسبب غربتها عنا ولذلك فالاعتماد على لص الدار خير وسيلة لاكمال السرقات دون كشف اللص .
أميركا زرعت لتحصد هي وليس اداتها (إسرائيل الشرقية) التي ستلقى لها عظمة كبيرة لكنها تبقى عظمة ببقايا لحم بينما الوطن العربي سيصبح لو نجح المخطط عبارة عن امارات وجمهوريات قزمة تسيطر عليها عصابات متخلفة مثلما نرى في ليبيا والعراق واليمن مثلا ، باستخدام ساقطين ومتخلفين مثل موفق الربيعي وحيدر العبادي ونوري المالكي وغيرهم ، كي تستمر عملية القضم التدريجي لبقايا الهوية العربية وتدفنها تحت اطنان الدماء وملايين الجثث.
لمن تخدم هذه النتيجة ايضا غير أميركا ؟
بالطبع فان المستفيد الاكبر هو (إسرائيل) الغربية التي لم تكن حتى في اشد احلامها سعادة تتخيل وصول العرب لما هم فيه الان وكل ذلك بفضل الدور التدميري ل(إسرائيل الشرقية) .
3- دومينو الخليج العربي: ان ابرز حقيقة لابد من الانتباه اليها دائما هي ان السعودية اذا قسمت انتهت كافة دول الخليج العربي الى الابد لذلك فالتركيز العدائي على السعودية ليس سوى تمهيد لتدمير شامل لكافة الاقطار العربية الخليجية وبلا اي استثناء بما في ذلك سلطنة عمان لانها عنق الزجاجة في الخليج العربي على الاقل . هنا نجد القواسم المشتركة بين ما جرى ويجري في سوريا والعراق وليبيا واليمن وما بدأ يحدث في السعودية والمغرب العربي ومصر والسودان فالمطلوب الان هو تواصل خطوات التقسيم عبر تأجيج الفتن الطائفية والعرقية وتركها تتصاعد ومنع اطفاء حرائقها .
وهذا يقودنا الى الانتباه الى واحدا من اهم تكتيكات ادامة الصراع فما يمارس الان هو ادارة الازمة بدل حلها فالازمات يجب ان تستمر وتتناسل متكاثرة بمتواليات هندسية لسنوات او عقود من اجل انضاج شروط تذويب الهوية الوطنية وفتح طريق التقسيم بجعله خيار الكتل الجماهيرية التي اوصلتها عذاباتها الى مرحلة القبول باي حل يضمن توقف بتر الرؤوس وقتل النفوس والطرد من الوطن بما في ذلك قبول تقسيم الاقطار وتتغيير الهوية القومية والوطنية والردة لهويات ما قبل الامة .
وبما ان الوطنية تكوين نفسي مضاف الى تكوين الانسان – بالتربية الاجتماعية الطويلة - وتحول الى طبيعة ثانية بحكم الزمن والتربية فان تغييره يحتاج لعقود من الزمن ولهذا فان الحل السريع – مثل انقلاب عسكري - للازمات العربية المصطنعة لا يصل الى تفتيت الهوية حتى وان جرحها ، وتجربة الانظمة الفاشية والديكتاتورية والفاسدة اثبتت انها لا تستطيع مس الهوية الوطنية بل بالعكس تزيد من عنفوانها وترسخها لهذا فان البديل الوحيد لخلخلة الهوية الوطنية وتذويبها هو تعرضها ولسنوات او عقود طويلة لكوارث الموت اليومي والعذاب نتيجة التجويع المنظم والتشريد المبرمج ونزع كل التكوينات الاخلاقية والقيمية من الانسان بوضعه امام موت محقق اذا لم يتقبل الردة الى هوية ماقبل الوطنية فيلجأ لطائفته او اصله الاثني او منطقته او قبيلته وفي كل الحالات فانه يتخلى عن الهوية الوطنية والرابطة القومية رغم انهما القوة الاساسية لتماسك الشعب ووحدته الفولاذية .
ولن تفسر ظاهرة عدم وضع جدول زمني لانهاء التفاوض بالوصول الى اتفاق بخصوص الازمة السورية وتواصل التفاوض حولها وقبلها حول قضية فلسطين مثلا لعدة سنوات وربما عقود الا في ضوء الانتباه لنظرية ادارة الازمة وليس حلها والتي تقول بانك تستطيع ابقاء الازمة مشتعلة وتتوسع وتتعمق وتزداد خطورة عبر تفاوض تتغيير فيه المشاريع والمقترحات وتقبل ثم ترفض الى ان تصل لهدفك الحقيقي من اشعال الازمة ، لهذا ووفقا لهذه النظرية فقد اداروا ازمة احتلال فلسطين بتخديرنا بالحلول السلمية والتفاوض الماراثوني والذي مضت عليه عدة عقود دون حل حقيقي ، بل ان كل الخطوات التي اتخدت مثل اتفاقيتي كامب ديفيد الخيانتين واوسلو لم تكن الا سرقة للوقت من اجل تثبيت واقع مر وتلك كلها مكاسب ل(إسرائيل) الغربية وأميركا وخسارة فادحة للعرب ، والان تجري عملية مشابهة حول سوريا والعراق وليبيا واليمن .
4-ان أميركا تواجه ازمة بنيوية خطيرة – شيخوخة الرأسمالية الأميركية - وهي عاجزة بسببها عن خوض حروب شاملة لهذا تتوكأ على (إسرائيل الشرقية) بالدرجة الاولى في تنفيذ سايكس بيكو الثانية وكل الادوار الاخرى اقل اهمية بكثير من الدور الايراني وتلك احدى اهم حقائق الصراع الميدانية التي يشكل تجلها انتحارا حقيقيا .
5- (إسرائيل الشرقية) تواجه احتمال الانهيار الكامل نتيجة تفاقم ازمتها الاقتصادية بصورة غير مسبوقة حيث وصل الناس الذين يعيشون تحت خط الفقر الى اكثر من 40% من السكان بالاضافة لاستنزاف ليس مواردها فقط في حروب التوسع الامبريالي الفارسي التي نشهدها منذ سنوات في العراق وسوريا واليمن وليبيا والمغرب العربي وغيره بل ايضا استنزاف موارد العراق ايضا ، فلقد نجحت (إسرائيل الشرقية) في مواصلة توسعها الامبريالي بواسطة المال العراقي عن طريق اعطاءها اكثر من 80% من موارده والاكتفاء برشوة حوالي 20% لنغولها في العراق من السرقات والنهب الفردي والحزبي !
وتلك الحالة ادت الى سرقة اكثر من تريليون دولار كما اعترف بهاء الاعرجي حينما كان نائبا لرئيس الوزراء اضافة الى سرقة نفط عراقي وبصورة يومية من قبل (إسرائيل الشرقية) وسرقة الاليات والمصانع وكل ثمين في العراق وهذا يجعل ما سرقته طهران اكثر من تريليوني دولار منذ الغزو وسخرته للتعويض عن تراجع ونضوب مواردها لتمويل التوسع الامبريالي .
الان وصلت الخزينة العراقية الى مرحلة الفراغ الكامل فاعلن رسميا ان هذا العام سيشهد العجز عن دفع رواتب الموظفين العراقيين وهو امر لايعني فقط كوارث اضافية لشعب العراق بل ايضا تحد خطير للتوسع الامبريالي الفارسي في الوطن العربي والتهديد بالانهيار الشامل للمشروع الامبريالي الفارسي الذي خططت له بريطانيا وأميركا منذ منتصف السبعينيات واوصلت خميني للحكم من اجل تنفيذه واذا نهار هذا المشروع فان كل خطط سايكس بيكو سوف تنهار ويحصل العكس تماما وهو نهضة قومية عربية غير مسبوقة نظرا لادراك العرب حقيقة ما جرى وما يجري .وهنا يكمن اهم اسباب الدعم الصهيوغربي ل(إسرائيل الشرقية) فانهيار التوسع الامبريالي الفارسي يعني انهيار المشروع الصهيوني الغربي في الوطن العربي ايضا مادامت (إسرائيل) الشرقية هي الرافعة الاساسية للجهد الصهيوغربي العام ، ولهذا فان الغرب مستنفر الان لدعم (إسرائيل الشرقية) ومنع انهيارها .
اما اهم ما يجب التذكير به فهو ان (إسرائيل الشرقية) ورغم ما تتصف به عقلية حكامها من عناد وغرور وعنجهية فان مقاتليها ليسوا بمستوى قتال طويل ومنظم وانما هم عبارة عن اندفاعات بشر غسلت ادمغتهم وما ان تهتز القناعات المصنعة حتى ينهاروا ، ولدينا خير امثلة في العراق حيث هزمت (إسرائيل الشرقية) في حرب الثمانية اعوام مع العراق رغم انها كانت تمتلك طاقات قتالية هائلة ونادرة نتيجة عمليات غسل الدماغ وتصوير الموت كانه ذهاب للجنة ، كما ان تجربة العراق بعد الاحتلال اثبتت نفس الحقيقة حيث ان المقاومة العراقية هزمت ايران وعصاباتها ولم تصم ، واخيرا وليس اخرا فان المقاومة السورية الحقت بقوات سرائيل الشرقية هزيمة منكرة اجبرت الروس على التدخل لمنع سقوط نظام بشار ، وكذلك الحوثيين في اليمن حيث انتقلوا من الاندفاع الشديد الى الانهيارات الكبيرة رغم تفوقهم على المعارضة اليمنية بالسلاح .
لهذا فان اي حرب تفرضها (إسرائيل الشرقية) ستكون في صالحنا خصوصا لان مصدر تأثير أميركا الاساس هو اعتمادها عليها في تنفيذ مخططات تدمير الاقطار العربية فاذا حيدنا (إسرائيل الشرقية) فان أميركا ستفقد اهم ادوات تدمير العرب بنشر الطائفية .
وقرأت ملاحظات مغفلة من الاسم ورد فيها ما يلي (يكفي العرب وعرب الخليج خاصة حكاما وشعبا عدم شراء المنتجات الايرانية من الاسواق ومنع استيرادها ستنهار ايران خلال شهر لا اكثر ويتعفن عندها كل شيء ، شهرا أيها العرب في الخليج وتتوسل ايران بكم ؟ شهرا ايها العرب اقضوها بأكل المعلبات من أي مكان تستوردوه ،جنوب شرق اسيا أو أي دوله عدا إيران وألعراق . شهر وترون رد فعل الشارع الايراني ، واذا رتبتم الامر لشهرين فستحل كارثة في ايران ولا يبقى لديها أي مخالب فهم على شفا حفرة عمقوا هذة الحفرة.وامنعوا سفر ألموالين وعملائهم واحجزوا أموالهم المنقولة وغير المنقولة في بلادكم لكل من يؤيدها .وأوقفو الحوالات وألتحويل شهرا واشترو التومان كل 10 الاف بدولار ، سفرو ألمحرضين منهم الى ايران والذين يطالبونكم بعمل انساني او اخلاقي اسلامي وقولو اذهبوا وعيشو مع الايرانيين ، سدو الموانئ بوجة بضاعتهم .)
هذا هو ما قرأته وكما هو وفي الواقع يبدو مقترحا مهما واذا طبق فسوف يجعل (إسرائيل الشرقية) تتوسل بالسعودية ودول الخليج العربي وبذل اكبر من توسلاتها بعد ظهور ردود فعل عالمية وعربية غاضبة على الاعتداء على السفارة السعودية في طهران .
3
7- اكدنا منذ تدخلت روسيا في سوريا ان قصة وجود خلاف جوهري ايراني روسي كذبة مبرمجة لان الاصل في التدخل الروسي وقبل كل شيء هو مصالحها القومية ، ومن الضروري عدم اغفال انه تدخل تم برضا أميركا واوربا رغم وجود خلافات فالغرب المتضعضع اقتصاديا والمتأكل سكانيا والمفخخ عسكريا– بسبب هشاشةجنوده - يحتاج لطرف اخر يوقف انهيار المشروع الامبريالي الفارسي وشريكه الاكبر المشروع الامبريالي الصهيوغربي ، ولهذا فان تدخل روسيا كان لايقاف انهيار (إسرائيل الشرقية) بمد حبل الانقاذ لها بالتدخل العسكري المباشر واعطاء (إسرائيلالشرقية) فرصة الارتياح واستجماع قواها ومنع المزيد من تدهور ازمتها الداخلية كي تعود في مرحلة اخرى تكون روسيا هي الاخرى قد وصلت مرحلة الاستنزاف الخطر لها في سوريا . اذن يجب ان نلاحظ ان سايكس بيكو الحالية ليست غربية وصهيونية فقط بل هي روسية ايضا .
نحن الان بأزاء تلاق علني ضد الامة العربية كلها غربي صهيوني فارسي روسي لاشك فيه واذا لم نعيد النظر بطرق مواجهتنا لما يجري فلن يكون مصيرنا الا القبور والمهاجر فما هو الحل ؟ هل نملك القدرة على الحاق الهزمة بكل هؤلاء لاعداء وكيف ؟ بكل تأكيد نستطيع ولكن بشروط محددة ابرزها :
اولا : المطلوب الان اولا وقبل كل شيء هو الدعم الكامل للسعودية التي اثبتت الشهور الماضية وبعد ان تيقنت بانها هدف مباشر لتأمر متعدد الاطراف انها غير السعودية التي عرفناها حتى عام مضى ، فقد تغيرت المعادلات السابقة فيها وحولها بما في ذلك نهج القيادة السعودية الذي استبدل بسرعة لمواجهة الخطر المميت للعنصرية الفارسية وتبنت نهجا دفاعيا يستبطن المبادرة الاستباقية ، وهو نهج كان مطلوبا منذ زمن والان نراه يعمل بقوة وجدية ، فعاصفة الحزم وما اعقبها من نتائج وتفاعلات اكدت ان السعودية تخوض معركة بقاء ووجود هوية وليس صراعا عاديا .
كل عربي يريد المحافظة على هويته القومية العربية وهويته الوطنية القطرية ، وبغض النظر عن خلافات هنا او هناك ، عليه دعم النهج السعودي الحالي بقوة لانه الامل الرئيس في وجود قوة عربية تواجه العدو الالد لنا وهو (إسرائيل الشرقية) بجدية واصرار اثبتته الايام الماضية حينما اعدمت النغل الفارسي نمر النمر وردت على ارهابية رعاع الفرس في الشارع والحكومة بقطع العلاقات الدبلوماسية فورا ثم اقدمت البحرين على موقف شجاع وهو قطع العلاقت تبعتها عدة اقطار عربية في خطوات ايجابية تدل على استيقاض الامة كلها لمواجهة الخطر الفارسي .
والسعودية التي تنهض الان بقوة مطالبة وبجدية كاملة بان تقدر الدور الاساس للمقاومة الشعبية المسلحة في كل من العراق وسوريا واليمن ، ولعل اهم خطوة في هذا السياق هي الدعم الفعال للمقاومة العراقية لان كسب معركة العراق سوف يوفر على الامة العربية كلها خصوصا على السعودية المخاطر والتكاليف الناشئة عن خوضها الحرب مباشرة ، فالنصر في العراق بتحريره من الاستعمار الفارسي سوف يؤدي حتما الى غلق البوابة التي تسربت وتتسرب منها (إسرائيل الشرقية) ونغولها لكافة الاقطار العربية الاخرى .
وعندها ستقلب كافة المعادلات الحالية ويصبح العرب المهاجمون وهي التي تتراجع امام ضربات حركة التحرر الوطني العربية ، وما يجب التأكيد عليه هو ان جيوش السعودية والتحالف الاسلامي يمكنها تجنب التورط في حروب مباشرة ومتعددة الجبهات بدعم المقاومة الشعبية العراقية بطريقة فعالة والاخيرة هي التي تتولى وليس التحالف مهمة تصفية الفرس ونغولهم واجتثاثهم ، ونؤكد وستثبت الايام ذلك بان هناك على الاقل مليون عراقي مدربين وجاهزين للقتال فورا ضد (إسرائيل الشرقية) ولن يتوقفوا الا في طهران هذه المرة ومهما كانت التضحيات كبيرة نتيجة الظلم غير المسبوق في كل تاريخ العراق الذي يعانون منه الان .
ثانيا : المطلوب الان لضمان النصر لامتنا العربية هو زيادة الطرق على رأس (إسرائيل الشرقية) باتباع سياسة هجومية شاملة لاتتوقف ابدا لان توقفها يسمح ل(إسرائيل الشرقية) بالتقاط الانفاس واعادة تنظيم صفوفها واول طرق يسبب الكوارث ل(إسرائيل الشرقية) ويكفي لانهيارها بسرعة ويجردها من اغلب عوامل قوتها هو دعم هدف تحرير الاحواز فالاحواز هي كلمة السر الاولى والاهم في انهاء الخطر الفارسي الى الابد ومن دون تحرر الاحواز واستقلالها لا امل لنا بأنهاء الخطر الفارسي الذي سيستجمع قواه ويعود لمحاربتنا بحقد اكبر لافعى جرحت فزاد اصرارها على الانتقام كما اثبتت تجربة عودة الفرس للحرب بعد 1400 عام بوصول خميني للحكم . والاحواز اذا استقلت فانها ستجرد (إسرائيل الشرقية) مما يلي :
أ-من اكثر من 80% من مصادر دخلها القومي والذي تحصل عليه من نفط وغاز الاحواز .
ب-الارض الزراعية والمياه حيث ان الاحواز هي المصدر الرئيس للمياه والارض الزراعية لان بقية (إسرائيل الشرقية) هضاب جرداء اهم واخطر مشاكلها الجيوبولتيكية هي النقص الحاد جدا للمياه والارض الزراعية فاستقلال الاحواز سيزيد من الضغط الاقتصادي على النخب الفارسية المتطرفة والمعادية للعرب .
ج-الدعم الستراتيجي وليس التكتيكي لكافة القوميات الخاضعة للاستعمار الفارسي مثل الاذربيجانيين والاكراد والبلوش وغيرهم فهذه القوميات تقوم بين فترة واخرى بانتفاضات استقلالية تقمع نتيجة عدم دعمها ووقوف الغرب والصهيونية مع (إسرائيل الشرقية) بصفتها ذخيرة ستراتيجية هي الاهم بالنسبة للمخططات الغربية والصهيونية وكما اكدت تجربة العراق والمنطقة كلها . ان استقالال القوميات المضطهدة سيزيد من ازمة (إسرائيل الشرقية) الاقتصادية ويفاقم عجزها عن خوض حروب توسع امبريالي جديدة ويحصر الوجود الفارسي في مناطق الناطقين اصلا بها ، وهكذا تعود (إسرائيل الشرقية) الى حالتها الاصلية وفقا لاسمها الاصلي وهو بلاد فارس .
د-قد يقول معترض بان العالم لن يسمح بدعم القوميات المضطهدة من اجل الاستقلال وردنا واضح فنحن نخوض معركة بقاء او فناء ولدينا الامكانيات المطلوبة لردع العدوان وضمان امننا القومي من موريتانيا حتى اليمن لذلك لا يجوز التوقف عند هذه النقطة الاعتراضية الا لدراسة كم هي حقيقية ولنتذكر دائما بان (إسرائيل الشرقية) وليس نحن من بدأ بشن الحروب علينا والتوسع على حساب اراضينا وثرواتنا ومواطنينا والتدخل الرسمي في شؤوننا الداخلية . لو كانت أميركا والصهيونية قادرتان على تقرير مايجري وحسم الامور لفعلتا منذ زمن ، لكنهما تواجهان ومثل (إسرائيل الشرقية) ازمات خطيرة جدا منها فقط ازمة تناقض التركيبة الاقتصادية لأميركا ففي حين انها اغنى دولة في التاريخ الا انها الدولة الاكثر مديونية في التاريخ ايضا وهذه نقطة ضعف قاتلة تمنعها من خوض حروب مفتوحة، يضاف الى ذلك التبلور الكامل لواحدة من اهم مقاتل أميركا وهي التراجع الهائل في معنويات الجندي الأميركي وهو ما اثبته اضطرار أميركا للانسحاب العسكري من العراق نتيجة بسالة المقاومة العراقية ! وفي ضوء ما تقدم فان ضرباتنا يجب ان توجه الان والحديد الفارسي ومثيله الأميركي حاران لا ان ننتظر حتى يبردا .
ومنذ انهاء الاعتماد على الذهب في دعم الدولار (الغاء اتفاقية يريتون وودز) فان أميركا تتعرض لتأكل قوتها وتقترب شيئا فشيئا من حافة الانهيار الاقتصادي بعد ان وصل دينها العام الى اكثر من 18 تريليون دولار وهذا يعادل اكثر من 95 % من ناتجها القومي الاجمالي وهذا يعني انها تأكل بالدين وتحارب بالدين واي تطور مفاجئ ورئيس سوف يرميها في قعر التلاشي ، لهذا فانها انسحبت من العراق ووكلت (إسرائيل) الشرقية لتقوم باكمال مخطط تدمير العراق تمهيدا لتقسيمه . فاذا اتبع العرب سياسة مدروسة لمواجهة كافة الاحتمالات فان أميركا ومن معها سوف تكون عاجزة عن منع تقسيم (إسرائيل الشرقية) وهو الان الهدف القومي العربي الاهم من اي هدف اخر مادامت هذه الدولة تكرس كل امكانياتها لتقسيم وتقاسم اقطارنا مع الصهيونية الغربية .
ثالثا : ويمكن لدول الخليج العربي الطرق على راس (إسرائيل الشرقية) عبر السلاح الاقتصادي ايضا فبالاضافة لخفض اسعار النفط فان المقاطعة التجارية لها سوف توجه ضربة خطيرة للاقتصاد الايراني لان اغلب تجارة (إسرائيل الشرقية) تمر وتتم في اقطار عربية خليجية فاذا اتفقت دول الخليج العربي على مقاطعة (إسرائيل الشرقية) اقتصاديا فانها ستواجه كارثة لا حدود لها بتفاعل هذا العامل مع العوامل الاخرى المذكورة سابقا .
رابعا : ان الاقطار العربية غير الخليجية مطالبة الان بتقديم الدعم للسعودية ليس فقط لرد جميل السعودية لها طوال عقود بل اصلا ، وقبل كل شيء ، لان الخطر الايراني يشمل كافة الاقطار العربية وبلا اي استثناء وهذا هو وقت اثبات صواب الوعود للسعودية بدعمها ، وما فعله الرئيس السوداني عمر البشير يدل على انه رجل يلتزم بكلمته والان حان وقت تنفيذ الرئيس المصري السيسي لوعده الشهير الذي لخصه بكلمات فيها بلاغة (مسافة السكة) اي دعم دول الخليج العربي اذا تعرض امنها للخطر بسرعة لا يتجاوز زمنها مسافة نقل القوات ، وهاهي السعودية تحتاج الان وليس غدا لدعم سياسي مباشر وصريح من مصر مع الاستعداد للدعم العسكري اذا احتاجت اليه السعودية . ان الدعم العربي الجدي للسعودية في مواجهتها مع (إسرائيل الشرقية) لن يرعب هذا العدو اللئيم فقط بل سيجعل أميركا ومن معها يفكرون عشرات المرات قبل مواصلة دعم طهران .
خامسا : وربما يكون الدرس التاريخي الاهم المستخلص من تجاربنا الغنية مع الشوفينية الفارسية هو استحالة تراجعها عن اهدافها الا اذا اجبرت بالقوة وهو ما فعله العراق بتركيع خميني بقوة السلاح بعد ان رفض التفاهم وعندها اصبح رئيس جمهورية ايران محمد خاتمي يستقبل وزراء عراقيين بالقبلات ، مثلا عندما استقبل وزير الخارجية العراقي وقبله ونقل ذلك تلفازيا مع ان ذلك مخالف للبروتوكول ! نقول ذلك لانه ربما يقول البعض بان من الممكن حل المشاكل بالتهدئة وهذا ليس سوى تخدير وتأمر واضحين على العرب فلقد كشفت اوراق كافة الاطراف ولم تعد هناك اوراقا مخفية و(إسرائيل الشرقية) اصيبت بجرح كبير بسيف السعودية ومن معها ، ولهذا فان اخطر وهم هو تصور انها ستقبل بالتراجع الا كتكتيك مؤقت بعد ذلك ستعود لتوجيه ضربات اشد حقدا وتخريبا تماما كالافعى التي تجرح فتهرب لكنها تعود لتلدغ بسم اشد قتلا . لهذا فالمعركة الحالية رغم محدوديتها دشنت مرحلة لا يمكن التراجع عن مفاعيلها وتفاعلاتها واثارها مهما ابدت طهران نوايا حسنة .
واخيرا قرأت خبرا يوحي بان الموقف السعودي مستند على ستراتيجية شاملة لاعادة ترتيب كل شيء داخلها بما في ذلك اجراء اصلاحات داخلية تقدم للناس الاقل دخلا مكاسب مادية كبيرة لاجل قطع الطريق على التدخل الخارجي من خلال استغلال بعض الثغرات الداخلية ، والخبر هو ان تركيا اكملت انشاء مليوني وحدة سكنية في السعودية وهذه الخطوة تعد احدى اهم ضمانات زيادة التلاحم الشعبي مع القيادة السعودية واستمراريته ، ولهذا فان الاصلاح الداخلي وبكل صراحة هو مفتاح الاستقرار والنصر السعوديين ، كما انه الاقل تكلفة ماديا من شراء صفقة سلاح لانه يضمن تماسك الجبهة السعودية الداخلية ويمنع استغلال ثغراتها من قبل الاعداء ويعزز كافة الاجراءات السعودية في مواجهة التحدي الايراني .
هذه بعض ملامح خارطة الطريق لمواجهة الانحياز الصهيوأميركي ل(إسرائيل) الشرقية وضمان النصر الحاسم .