بثت وسائل الاعلام والتواصل صورا لهدم الجامع الكبير في الرمادي جراء القصف الامريكي الصفوي عليه>
ونحن لا نبكي الاطلال بعد ان شاهدنا الارواح البريئة والدماء الزكية والخراب الذي طال المساكن التي كانت تأوي اهل الانبار الذين شهد العالم بحقهم في شرفهم وكرمهم وكرامتهم وقوتهم وبسالتهم واصالتهم وعروبتهم ،
إلا اننا نريد التنويه الى ان هذا الجامع الذي طالته صواريخ الخيانة والعمالة والاجرام من قبل ما يسمى بـ "القوات المسلحة" وميليشيات الحشد العشائري والخونة من ابناء العشائر والصحوات، هو الجامع الذي أحيا امة، وكان المعلم الاسلامي الانساني الاجتماعي لاهل الانبار انه جامع الشيخ العلامة الدكتور عبدالملك عبدالرحمن السعدي كبير مفتي العراق، والمرجع الذي لا يختلف فيه اثنان والعالم الذي لا يشق له غبار، اطال الله عمره، وكان من قبله المرحوم العلامة الشيخ عبدالجليل الهيتي ومن قبله العلامة محمد سعيد افندي التكريتي، انه الجامع الذي يضم المدرسة الدينية التي خرَّجت الاجيال من العلماء الذين شهد بحقهم القاصي والداني، انه الجامع الذي يضم مكتبة ضخمة كانت مصدر اشعاع ونور لطلبة العلم، انه الجامع الذي شهد من حلقات العلم ما شهد ومن المؤتمرات ما كان له حضور ومن الاحتفالات الدينية ما زهت به النفوس وتألقت به الافئدة، انه مأوى الفقراء والمساكين وذوي الحاجات الصعبة، لم يصب بأذى طيلة عقود طويلة حتى تجرأ الصفويون فوجهوا اليه صواريخهم حقدا وكراهية لكل من يحب الصحابة وال البيت الاطهار، واعلانا للضرار الذي وصف الله به المنافقين.
والمؤلم، بل الاشد ايلاماً، تبجح بعض من يدعي انه من شيوخ عشائر الانبار بأن ما اصاب الانبار كله من (داعش) حتى اصبح هذا الادعاء منفذا يتذرع به الصفويون للانقضاض على اهل السنة عموما وعلى اهل الانبار على وجه الخصوص، بحقد وكراهية تأريخية.
ولم يهتز لهم شارب ولا غيرة على اهلهم وبلدهم لان كل همهم ان يحقق مصالح شخصية لهم تحت هذه الذرائع.
كما ان المؤلم ان الساسة المنتمين الى اهل السنة نافقوا ودجَّلوا وخنعوا وارتضوا بما يجري لاهلهم، تحت هذه الذريعة، والا فما الفرق بين ان تقوم الميليشيات الشيعية بقتل اهل السنة وتهديم وحرق مساجدهم في ديالى وبين ان تقوم القوات المسلحة ومن ورائها المنافقون من اهل السنة وبتوجيه من الاحتلالين الامريكي والصفوي بهدم المسجد الكبير في الرمادي وهدم آلاف المساكن وقتل كثير منهم؟!