نريدها بحق منازلة عربية مصيرية مع العدو الفارسي

كمال عبدالكريم

جاء قرار قطع العلاقات السعودية من جهة والعرب من جهة أخرى مع إيران متأخرا كثيرا قياسا بالإعتداءات والتدخلات العدوانية الفارسية في شؤون الأقطار العربية، ابتداء من الأحواز والجزر العربية الاماراتية الثلاث، حتى العراق وسوريا ولبنان واليمن والبحرين وأخيرا المملكة العربية السعودية.

 

لكن الخطوة الحكيمة التي قامت بها المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، كشفت، رغم تأخرها، الوجه الحقيقي لإيران أمام العالم والرأي العالمي بعد أن كانت تخفي هذا الوجه القبيح خلف ستار الدين والإسلام.

إننا نعرف والعالم أجمع بأن إيران لن تقف عند حدود معينة في عدوانها على العرب وتوسعها على حساب المنطقة، وذلك من خلال دغدغة عواطف ومشاعر بعض المخدوعين بولاية الكفر والإلحاد في قم وطهران واستخدامهم كبيادق في مشروعها القومي، وهذا الأمر يحتم على العرب والعالم الوقوف مع السعودية بوجه هذا النظام الإرهابي الذي تجاوز كل الأعراف والقوانين السماوية التي ترفض العدوان والإعتداء على حقوق الآخرين من أفراد وجماعات وشعوب.

الأمر الثاني هو تأخر العرب أيضا في بلورة مشروع يقوم على دعم الشعوب غير الفارسية  والتي تقع تحت وطأة الإحتلال والجور الفارسي الصفوي في جغرافية ما تسمى إيران، لأن دعم هذه الشعوب على أساس رؤية واضحة المعالم سوف تمكن العرب من تغيير المعادلة في المنطقة وتقليم أظافر هذا الكيان الفارسي العدواني الذي لا يؤمن بالحوار ولا بعلاقات حسن الجوار.

فقد استطاعت إيران أن تخوض المعركة مع العرب بعملائها بالنيابة عنها، لذلك نرى اليوم بأن الفرصة سانحة للعرب في تبني القضية الأحوازية ودعم شعبها بكل أنواع الدعم وكذلك قضايا الشعوب غير الفارسية في إيران.

تنفذ إيران ومنذ عام 2003 مشروعها القومي الفارسي على أرض الواقع، في ظل سكوت عربي وتآمر دولي على الأمة مما جعلها تتمادى أكثر وتعتدي على أرض العروبة والإسلام ومهبط الوحي والرسالة، المملكة العربية السعودية، التي تعتبر وعبر التأريخ منارة البشرية في إحقاق الحق وإرساء دعائم العدل في كل أرجاء المعمورة، لذلك نرى ومن وجهة نظرنا بأن العدوان الإيراني لا يمكن أن يتوقف إذا لم يتم إطلاق رصاصة الخلاص على هذا الوحش الهائج من خلال دعم الشعب العربي الأحوازي وتمكينه من تحرير الأحواز لوقف نهب ثرواته من قبل إيران التي تستخدمها في مشروعها العدواني على العرب.

إن دعم  الشعب العربي الأحوازي وكذلك الشعوب غير الفارسية، من أتراك وأكراد وبلوش وتركمان، في نضالهم ومقاومتهم المشروعة للإحتلال الفارسي يجب أن يكون ضمن استراتيجية العرب لضرب إيران ونظامها الإرهابي في الصميم.

وإذا لم يتمكن العرب في هذه المرحلة الحساسة من الحد من طموحات إيران وإفشال مخططاتها سوف تتوغل في المنطقة العربية وتتدخل في الشؤون الداخلية للعرب أكثر من أي وقت مضى، لأن إيران تعتبر الوضع المتدهور في بعض الأقطار العربية والتلاعب بعواطف شعوب المنطقة هي الفرصة التاريخية والسانحة لإحكام سيطرتها وتثبيت قواعدها على المدى البعيد في الأقطار العربية.

إذن لا تراجع من خوض غمار المنازلة مع هذا العدو التأريخي للعرب الذي يبقى كما كان أسلافه غارقا في الحقد والعدوان.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,055,886

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"