بدأت فجر يوم الثلاثاء 23 أيلول/ سبتمبر أولى الغارات الجوية لقوات التحالف الدولي بقيادة أمريكا على سوريا، والتي قامت على مبدأ علميات ضد تنظيم داعش، ودعم للمعارضة السورية المعتدلة ضمن تحالف دولي للقضاء على الإرهاب الذي يعتبر داء مميتا، ولدعم الشعب السوري أيضا لاستعادة الأمن والوحدة والتطور لهذا البلد المنكوب» كما صرح مصدر مسؤول على هامش تأكيده على مشاركة القوات الملكية الجوية السعودية في العمليات الجوية.
مع أول ضربة جوية لقوات التحالف كانت الحصيلة عشرات القتلى ومئات الجرحى والتي لم يستطع البيت الأبيض ان ينفي ان كان بين هؤلاء الضحايا مدنيون ام لا. مع بداية هذه الهجمات للتحالف على سوريا دعونا نجلب التحالف السابق على العراق ونطرح نتائجه في هذا المقال قبل ان نتجه إلى حقيقة ماهو مستهدف أتباعاً لما تم أستهدافه من قبل قوات التحالف الدولى في ضرباتها الجوية الأولى على سوريا.
غزو العراق واحتلاله عسكرياً من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وقوات التحالف في 2003م، مازال يعاني العراق منه حتى هذه اللحظة. بدأ هذا التحالف حربه بإسم خلاص الشعب العراقي وشعوب المنطقة من إرهاب محتمل بسبب أسلحة الدمار الشامل ومبررات أخرى منها عدم تطبيق نظام صدام حسين للكثير من قرارات الأمم المتحدة التي تتعلق بالسماح للمتفشين الدوليين بالقيام بعملهم. إضافة الى إمتلاك حكومة صدام حسين علاقات مع تنظيم القاعده وتنظيمات إرهابية أخرى تشكل خطراً على أمن العالم وأستقراره. أتجه هذا الغزو في أول حربه على تدمير التراث الثقافي العراقي وحضارته حيث تم عمداً حرق المكتبات والمتاحف الأثرية وأرشيف الإذاعة والتلفزيون. كما تم أحراق المكتبة الوطنية وتم سلب ونهب المتحف الوطني. إضافة أنه في هذا الغزو تم إستخدام العديد من الأسلحه العشوائية والمحرمه دولياً كالأسلحة الحارقة من نوع نابلم والقنابل العنقودية والذخائر الفسفورية البيضاء والتي استخدمت داخل مناطق مكتظه بالسكان. علاوة على الإعتقالات التعسفية التي تمت على النساء والرجال وتم ذالك من خلال تخصيص القوات الأمريكية أكثر من 400 مركز أستجواب يمارس فيه شتى أنواع التعذيب إضافة إلى الإعتقالات التعسفية والتي فيها خرق واضح للقانون الدولي وهذا نتج عنه تخصيص قوات التحالف بقيادة أمريكا أكثر من أربع سجون إضافية غير سجون وزارة الدفاع والسجون السابقة منها سجن أبوغريب وسجن بوكا وسجن كرويد واحد وكرويد اثنين لإستيعاب العدد الكبير من المساجين تحت الفقره الرابعه من قانون الإرهاب والتي تقول تقارير أنها طالت أكثر من مليون عراقي مابين عام 2003 حتى عام 2010..
من خلال ما تطرقنا إليه من نتائج لتحالف سابق تم فيه ضرب العراق بقيادة أمريكا نعود الاَن لنرصد الأهداف التي تم أستهدافها جوياً من قبل قوات التحالف والتي حسب روايتها جاءت ايضاً لمحاربة الإرهاب في سوريا والعراق. بدأت العمليات العسكرية للتحالف في مدينة الرقه بأكثر من 18 غارة جوية وبأكثر من عشرين غارة جوية في مدينة البوكمال. وشمل القصف أيضاً سبع غارات أخرى في مدينة الرقه استهدفت بالأساس مبنى المحافظه ومعسكر الطلائع ومبنى فرع أمن الدوله. إضافة إلى غارات جوية على مطارات عسكرية ومدينة تل أبيض وعين عيسى. إضافة إلى سبع غارات على بلدة كفر دريان في ريف أدلب على الحدود السورية التركية وأستهدفت هذه الغارات حيين سكنيين في البلدة أوقعت العشرات من القتلى بينهم نساء وأطفال حسب مصادر حقوقية تم نشرها في تقرير للجزيرة. حسب هذه التقارير لا نشاهد الا استهداف للبنى التحتية لسوريا وقتل بالمجمل للمدنيين السوريين من خلال أستهداف مدن وأحياء سكنية مؤهلة بالسكان. ضم دول عربية للتحالف لايضفي على هذا الإعتداء اي شرعية بل يجعلنا نتساءل عن ماهو المستقبل
لدول عربية تشارك في قصف دول عربية أخرى. هذا التساؤل يقودنا ايضاً الى تساؤل اَخر من المستفيد من هذه العمليات العسكرية مستقبلاً ولماذا لم يتم دعم المعارضة المعتدلة في بداية تحركها المسلح في بداية الثورة والتي كان بمقدورها سد أي طريق لدخول هذه الجماعات المسلحة إلى سوريا والسؤال الأهم لماذا لا يتم هذا الدعم الا من خلال تشكيل تحالف دولي تقوده أمريكا بضربات جوية تستهدف الأحياء السكنية!.
الإعتداء لاينتج الا التطرف وما يحدث الآن إعتداء لا يختلف عن ماتم في السابق في العراق وحتى ولو شمل هذا التحالف دول عربية. من خلال أولى الضربات نستطيع أن نستنتج أن المستقبل مظلم فيما يخص سوريا وأن التطرف سوف يزداد خصوصا ان المشكلة لا تُحل بمشكلة أخرى وأعني بذالك دخول قوات أجنبية لممارسة القتل وأستباحة الدماء في المنطقة. كان الأجدر أن يتم ذلك من خلال تحالف عربي ودعم عربي للمعارضه هناك والتي سوف تجنب حتماً المزيد من القتل والدمار والتطرف للمنطقة العربية.