حصار #الفلوجة.. الموت جوعاً أو حرقاً

‏مصطفى حامد

‏أطلق سكان محليون من مدينة الفلوجة (55 كم غرب العاصمة العراقية) نداءات استغاثة عاجلة للمنظمات الانسانية المحلية والدولية لإنقاذهم من الموت، بالتزامن مع تحذيرات للسلطات الصحية بالمدينة من خطر يهدد حياة نحو ثلاثة الاف طفل بسبب انعدام الادوية والمواد الغذائية منها حليب الاطفال على وجه الخصوص.

 

وتدخل الفلوجة عامها الثاني بالحصار الذي تفرضه قوات الحكومة وفصائل من ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية وتمنع دخول المواد الغذائية والعلاجية للمدينة التي يقطنها نحو 100 الف نسمة يسيطر عليها مقاتلو تنظيم الدولة الاسلامية منذ مطلع العام 2014 إثر معارك عنيفة اندلعت عقب مهاجمة قوات تابعة لرئيس الوزراء السابق محافظة الانبار لفض الاعتصامات المطالبة بالاصلاح والمساواة.

وأعلنت مستشفى المدينة العام، الخميس الماضي، ارتفاع عدد ضحايا المدينة الى نحو 11 الف مدني بين قتيل وجريح، فيما أكدت وفاة سبعة مدنيين بينهم اربعة اطفال نتيجة انعدام الطعام والمواد الغذائية.

وفشلت هيئات الاغاثة في الدخول الى المدينة المحاصرة بسبب رفض قوات الجيش بادخال المساعدات للمدينة في سيناريو مشابه لبلدة مضايا السورية.

وتتعرض حكومة رئيس وزراء نظام المنطقة الخضراء، حيدر العبادي، لانتقادات دولية ومحلية بسبب استخدام قواته سلاح التجويع والقصف العشوائي على المدن التي يتواجد بها التنظيم المتطرف.

خلال ذلك قال أحد مواطني الفلوجة، ويدعى أبو حسن المحمدي، إن "المدينه تعيش كارثة إنسانية بسبب الحصار المفروض على المدينه منذ كانون الثاني/ يناير 2014 من قبل القوات الحكومية والحشد الشعبي سقط خلالها آلاف من القتلى والجرحى، كما تسبب بمنع دخول الغذاء والدواء.

وأكد أبو حسن (45) عاما أن المستشفى لا توجد فيها ادوية ولا اسطوانات اوكسجين وازدادت حالات الوفاة بسبب فقدان الدواء وخصوصا تلك المخصصة للأمراض المزمنة (أمراض السكر و القلب وغيرها ) ونفاذ مادة حليب الأطفال.

وأضاف المحمدي أن المدينة تعيش على ما يتم حصده من المناطق الزراعية من قرى زوبع والكرمة من محاصيل بطاطا والاعشاب والنباتات البسيطة مثل (السلق والخباز) لكنها نفذت لكثرة العوائل الموجودة، مؤكداً أن نفاذ مادة القمح والشعير دفع العوائل إلى طحن نبات الدخن المخصص لطيور الزينة لعدم توفر مادة الدقيق بشكل نهائي.

وتابع أن الوقود قد نفذ نهائي وأصبحت الحركه داخل المدينة مشلولة تماما، ويقول إن سعر برميل زيت الغاز وصل إلى مليون ومئتا ألف دينار وبرميل البنزين مليون ونصف، إن وجدا، كما أكد نفاذ مادة غاز الطبخ مما اضطر الناس إلى استعمال الأخشاب (الحطب) للطهي.

كما أضاف أن الكهرباء غير متوفرة حيث انقطع التيار الكهربائي من الشبكة العامة منذ يوم 15/7/2014 إلى يومنا هذا،/ حيث جرى الاعتماد على محطات توليد الكهرباء الاهلية لكنها توقفت عن العمل بصورة تدريجية بسبب نفاذ الوقود، مما أدى إلى توقف عمل محطات إسالة المياه للمدينة، إذ يقوم العاملون فيها بتشغليها في يوم الجمعة من كل أسبوع.

يشار إلى أن أكثر من 10 آلاف أسرة تعيش في المدينة، يعانون أياماً صعبة جدا من جوع ونفاذ دواء وقصف يومي مستمر، كما أن تنظيم داعش منع عوائل من الخروج من المدينة منذ أشهر/ اما الان حتى وإن سمح لهم بالخروج لا يوجد طرق مفتوحة بسبب الحصار.

ويتذرع نظام العبادي بأن المواد الغذائية تذهب إلى المسلحين في حال دخولها إلا أن الاهالي يؤكدون عدم تأثر مسلحي داعش بالحصار، حيث تتوفر لهم طرق مختلفة للحصول على ما يحتاجونه، على عكس السكان الذي يرفض التنظيم خروجهم من المدينة رغم محاولات عدة لوجهاء المدينة لإنقاذهم، لكنها باءت جميعاً بالفشل.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,627,547

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"