عشاؤنا شخاطة!

محمد الرديني

تفتقت ذهنية المسؤول الاول في وزارة التجارة عن قرار اعتبره قمة في الانجاز والشعور بالتفاني وتقصي احتياجات هذا الشعب المغلوب على امره.

فقد اصدر فرمانا توزع بموجبه مبالغ تعويضية عن الحصة التموينية للشهور السابقة.
واستبشر الناس خيرا وهم يقراون هذا السطر ولكن ما ان اكملوا الذي بعده حتى اصيب معظمهم بدوار يشبه الى حد ما دوار البحر رغم انهم متاكدين ان سيقانهم على اليابسة.
القرار ينص على صرف 17 الف دينار للفرد وبمعدل 500 دينار يوميا.
اول ضحكة هستيرية ندت من كاتب الخبر الذي قال ان سعر "الشخاطة" بهذا السعر فهل علينا ان نشتريها ونضعها في صالون البيت ونقرأ عليها وعلينا الفاتحة.
اي وزارة تجارة هذه والتي من المفروض انها تعرف اسعار كل المواد المطروحة بالاسواق؟ ان وزيرها يصرف على ضيوف مكتبه اكثر من 20 شخاطة يوميا فهل يستكثر على اولاد الملحة ان يشبعوا بطونهم بما لذ وطاب مرتين بالشهر على الاقل.
ان الذي فكر بهذا القرار والذي ناقشه والذي اصدره، كلهم في الجهل والاستغفال سادرون.
صاح الاب ليلة امس الاول متوسطا صالون البيت باولاده الذين استغربوا رؤية شخاطتين تقبع في صينية كالحة اللون وقد وضعت في المكان المخصص لتناول العشاء.
صاح الاب:
اسمعوا ياولاد، طبخت لكم امكم احلى تشريب من عيدان "الشخاطة" وقسمت غلافها الى قطع صغيرة لتصنع منها اروع سندويج وبدلا من الملح الذي يصعب شراؤه هذه الايام فقد وضعت مسحوق الكبريت على السندويجات، بالعافية عليكم ياولاد.
وحين احتج اصغر الاولاد صاح الاب مرة ثانية:
ماذا تريدني ان افعل ووزارة التجارة توزع علينا الحصة التموينية مرتين في السنة وكانها تريد ان تعلمنا على التسول الرسمي؟
جلس الاب صافنا يفكر في الحالة التي وصل اليها، ولم تمر دقائق حتى علت وجهه ابتسامة كتلك التي يرسمها المرء حين يشعر بالمرارة وهو يواجه قدره ولصوصه ورجال الخبرة في الفساد الاداري والمالي والاجتماعي.
همس لنفسه بعد ذلك متسائلا:

كيف يتلقى العطشان الجوعان المحروم من كل شيء خبر زيادة عايدات النفط والتي تعني زيادة الدولارات في الخزينة التي كانت فارغة في بداية السنة الحالية؟.
لو كان هناك حكومة اصيلة لقدمت تقريرها الى شعبها المتضمن كل المصروفات وعلى مدار السنة.
ولو كان هناك مسؤول ذو ضمير لتفقد اطراف البصرة ليرى بعينيه اللتين سيأكلهما الدود كيف يعيش الناس هناك وهو نموذج صارخ للحياة التي يحيونها في معظم المحافظات.

 

فاصل نقدي

لم يعد شعبنا يهمه ماهو الرقم التقريبي لتكلفة علاج مام جلال في المانيا والتي دامت سنة ونصف، ومن الذي تكفل بدفعها، هل هي الحكومة؟ وتحت اي بند صرف؟ او حزب مام جلال؟ او ربما سعت الجالية العراقية في المانيا بالقيام بحملة تبرعات لتغطية التكاليف التي لم يعرف رقمها الصحيح بعد؟

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,624,714

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"