كيف تم تعيين أبو الغيط أميناً لجامعة الدول العربية؟!

عمر حامد

من ابرز المشاهد التي رسخت في اذهان المتابع العربي بالنسبة لوزير الخارجية المصري الاسبق احمد ابو الغيط في عهد الرئيس الاسبق حسني مبارك، وهو جالس يضع رجلا على رجل في لقاء تلفزيوني مع احدى المحطات المصرية في عام 2008 وهذه حركة ليست مستحبة في الثقافة العربية، حينها قال"القمة العربية لما تعقد لازم تعقد بالارادة المشتركة والتصديق والموافقة للرئيس مبارك والملك عبدالله".

 

وفي سؤال لمقدم البرنامج"انه كلما اكتمل النصاب نقص" رد ابو الغيط منتفضا "ايوه احنا مصر" ورد عليه احد مقدمي البرنامج "مصر الي بوزت القمة" اكد له ابو الغيط "ايوه احنا مصر".

وبرر ذلك انه يجب ان يكون ذلك وفق اهداف معينة وليس فقط شعارات، قالها صراحة نحن مصر من افشلنا القمة التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة من اجل غزة التي كانت تتعرض لحرب من قبل الكيان الصهيوني في عام 2008.

بل ان ابو الغيط لم يكتفِ عند هذا الحد بل قال مقولته الشهيرة التي هدد فيها أهل غزة حال دخولهم الأراضي المصرية "اللي هيعدي حدود مصر هنقطع رجله"، فيما كان اهل غزة يعانون الحصار والجوع وشحة المواد الغذائية والطبية!

بل ان اعلان العدوان على غزة من قبل العدو الصهيوني جاء من عاصمة العروبة، القاهرة، وإعلنت حينها وزيرة خارجية الكيان الصهيوني آنذاك "تسيبي ليفني" من مصر الحرب على قطاع غزة وهددت باجتياحه، وسحق حركة حماس، وابو الغيط لم يعقب على تلك التصريحات، ما أثار غضبا عربيا مما اعتبروه تآمراً من قبل الحكومة المصرية مع الكيان الصهيوني لقتل اهل غزة!

كما ألقى ابو الغيط باللوم على حركة حماس، وحملها مسؤولية ما يحدث في غزة!

وقد استشهد في ذلك العدوان 1328 شخصا وجرح  5450 اخرون من بينهم 926 مدنياً و412 طفلاً و111 امرأة.

ويعتبر احمد ابو الغيط من قبل الشارع المصري والعربي من اسوأ وزراء الخارجية المصريين، الا انه اختير لمنصب أمين عام جامعة الدولة العربية خلفا لنبيل العربي الذي تنتهي ولايته نهاية يونيو/ حزيران المقبل.

وجاءت الموافقة على تعيين أبو الغيط امينا عاما للجامعة، بعد إرجاء التصويت بسبب تحفظ قطر والسودان. وسيشغل أبوالغيط المنصب لمدة خمس سنوات تنتهي في يونيو 2021.

وأعقب تلاوة قرار تعيين أبوالغيط تعليق من وزير خارجية قطر أوضح فيه أن بلاده تطالب الأمين العام الجديد أن يعمل من خلال المنصب على إزالة أسباب تحفظها على تعيينه، معلنا موافقة بلاده على التعيين حفاظا على التوافق العربي.

لقد حرصت مصر، وما تزال، على ان يكون منصب امين عام جامعة الدول العربية محصورا لشخصية مصرية، وقد تسبب هذا المنصب في مشاكل في السابق بين مصر، بينما ترغب عدة دول أخرى في أن يكون المنصب متاحا أمام بقية المرشحين.

وأثيرت آخر أزمة حول المنصب في عام 2011 عندما اضطرت مصر لترشيح نبيل العربي وزير الخارجية في الحكومة المؤقتة التي أعقبت تنحي مبارك.

وقد رشح مصطفى الفقي لشغل المنصب، في عام 2011، لكن لم يحدث توافق عليه فاضطرت إلى ترشيح العربي الذي شغل المنصب بعدما سحبت قطر ترشيح عبدالرحمن العطية.

يشار الى ان التونسي الشاذلي القليبي تولى منصب الأمين العام للجامعة خلال فترة نقل المقر إلى تونس بعد توقيع مصر معاهدة (السلام) مع العدو الصهيوني في عام 1979 وحتى عودة المقر إلى القاهرة في عام 1990.

والسؤال كيف تم التوافق على تعيين ابو الغيط لمنصب الامين العام لجامعة الدول العربية؟ هل عجزت الدبلوماسية المصرية أن تقدم دبلوماسيا غير ابو الغيط لهذا المنصب، مصر التي فيها الكفاءات الدبلوماسية الكثيرة.ام انها تعتبر ضربة لدول عربية بعينها؟

 اعتقد ان الجامعة لا تعد رقما او مؤثرا في مسار امة عربية مثخنة بجراح الحروب والازمات، سيما في العراق وسوريا وفلسطين واليمن وليبيا، كما ان الحكومات العربية لا يهمها رأي الشعب العربي في شخص مثل ابو الغيط اثار الجدل ومازال يثيره مع توليه هذا المنصب.بل المهم لدى هذه الحكومات ان تكون الجامعة واجهة فقط لكيان عربي جامع امام المجتمع الدولي، الا انها ثلاجة لقرارات لا تسمن ولا تغني من جوع.

وهذا تسجيل لحديث أبو الغيط الذي أشرنا إليه في أعلاه