مثنى عبدالله
يطوي الأموات النسيان، فيغادرون على عجل ذاكرتنا المزدحمة بالأحياء، المشغولة بالحاضر والشاخص أمام الأعين من الأشياء. لكن هذا القدر لا يسري على أصحاب البطولة من الأفذاذ، فهم وحدهم من يصارعون النسيان فيطوونه، ويفرضون صورهم وسيرهم ومواقفهم علينا، ويزاحمون حتى الأحياء المشغولة ذاكرتنا بهم. صحيح أن كل الأحياء مقامات وقامات، لكن من هرول التاريخ خلفهم كي يخلدهم، هم الأعلى قامات ومقامات منا نحن الأحياء، لأن كرامتهم أن التاريخ قضى زمنا يلهث خلفهم ليفوز بشرف تخليدهم، بينما نلهث نحن خلفه عسى أن يخلدنا.





