ما سرّ التـوقيت المتزامن ‏بين عمليات الإرهاب الأخيرة و"انتصارات" جيش بشّار؟! ‏

نبيل أبو جعفر

هل يُعقل أن ينطلي على عقول الناس مع قرب الحسم في مفاوضات جنيف حول عن صيغة البديل لبشار ونظامه، ‏هذا التوقيت المتزامن بين تكثيف العمليات الإرهابية المتتالية التي طالت مؤخرا عددا من بلدان العالم، مع بدء ‏الترويج لانتصارات جيش النظام السوري في العديد من القرى والبلدات وصولا لما سُمّي بتحرير مدينة تدمر من ‏تنظيم داعش الإرهابي، وتأييد عدد من كبار دول العالم وأممه المتحدة لهذا الحدث، وكأن فاعله ليس أحد أبرز ‏سادة الإرهاب منذ ما قبل خلق تنظيم داعش، في الوقت الذي لم يستهدف هذا الجيش على هامش معاركه الإبادية ‏ضد شعبه ضرب قوات داعش، على الرغم من كل البيانات التي تحدثت عن مواجهات ضارية معه  ، حتى أنه ‏عندما مرّ من جانبها وهو في طريقه لتحرير بعض المناطق في محيط حلب لم تتصدّ له وتركته يكمل سيره بسلام ‏‏. ولهذا جاءت أكثر صيغ التأييد دقة لهذا "الإنتصار" في ما كتبه رئيس بلدية لندن بوريس جونسون في صحيفة ‏التلغراف تحت عنوان "برافو الأسد" قائلا فيه  ... "من المؤسف الإحساس بالفرح للإنجاز الذي حققه أشرس ‏الأنظمة على وجه الأرض".‏

 

حقيقة داعش وما خلفها

وأكثر من ذلك ، ثمة ما يُثبت أن بعض هذه "الإنتصارات" قد تمت بوجود داعش ومشاركتها ، وقد كشف عن ‏جانب منه العميد اسعد الزعبي رئيس الوفد السوري المعارض في مفاوضات جنيف ضمن ندوة تلفزيونية عقدت ‏بعد ظهر الإثنين 28 آذار المنصرم بقوله"إن داعش قد وافقت على الإنسحاب من تدمر لأجل أن تمنح النظام قوة ‏دفع في محادثات جنيف ، وهي للعلم لم تُطلق على النظام ولم يُطلق عليها ".‏

واللافت للإنتباه، خصوصا لمن يستغرب هذا الكلام ولا يرى معقولية لكلمة "إنسحاب" بعد كل ما تردد

على ألسن المسؤولين السوريين حول جريمة تدمير كل آثار هذه المدينة التاريخية ، إعلان مدير الآثار السورية ‏مأمون عبد الكريم بقوله نصا "إن الكثير من الآثار ما زالت على حالها، وأن 80 بالمئة منها في حالة جيدة ".  ‏فماذا يعني هذا الكلام : هل داعش حريصة فعلا على سلامة الآثار وهي من الحجر ، ما دامت تعمل على تقطيع ‏رؤوس البشر بلا تمييز ، أم أن هناك اتفاقا ما على أن لا تُمسّ هذه الآثار . ولهذا نرى أن كلا من النظام وحليفه ‏حكام طهران مع تابعيهم حكام بغداد ، بالإضافة إلى القوتين الأكبر لا يواجهون داعش إلا بالتصريحات الرنانة ، ‏ويقتصرون "بطولات" حربهم الإبادية على ضرب الشعب السوري وتجويعه وتهجيره . والشيء نفسه يجري في ‏العراق المحتل. ‏

‏ تأكيدا لما سبق إيراده حول داعش وسرّ أسرارها ووجودها الذي جعلها في فترة زمنية قصيرة بهذه القوة ‏والجبروت الإرهابي المسيطر، يُهم التذكير بما يعنيه التصريح الذي أدلى به الجنرال ريموند أوديرنو ، رئيس هيئة ‏أركان الجيش الأميركي بتاريخ 17 تموز 2015  قائلا فيه من موقع المطّلع لا المتفرج ، "إن هزيمة داعش قد ‏تستغرق من عشرة إلى عشرين سنة، وذلك أبعد مما يعتقده الكثيرون" . وهذا يعني منطقيا أنه إما أن الأميركان قد ‏درسوا كل صغيرة وكبيرة عن هذا التنظيم غير المسبوق بكيفية إرهابه وكثافته ، وارتأوا تركه للزمن يسرح ‏ويمرح ما دام يحقق أهدافهم في المنطقة ، ولا يمثّل ذلك الخطر الداهم بالنسبة لهم ولا لحليفهم الصهيوني ‏القديم ولا حتى الجديد المتمثل بالنظام الإيراني ، بل على العكس يخدمهم في تخويف الشعوب وابتزاز الأنظمة ‏‏. ‏

‏..  وإما أنهم هم الذين صنعوه ، مع عدم استبعاد مساعدة حليفهم الجديد نظام الملالي الذي سبق له أن ‏ساعدهم على احتلال العراق واعترف بذلك علنا في أكثر من مناسبة وعلى أكثر من لسان . ولهذا  كافؤوه ‏على ذلك بإعلانهم الإتفاق النووي معه بأسلوب مسرحي ، الأمر الذي يعني عمليا تتويجه كـ "إسرائيل ثانية / ‏مسلمة " ، انطلاقا من كونه الأكثر إرهابا مثل داعش والأقدر في نظرهم على كبح جماح المنطقة ، وهو الذي لم ‏يحققه الحليف الأول طوال سبعة عقود من وجوده ، على الرغم من علاقاته الودودة مع معظم أنظمتنا والعديد من ‏منظماتنا أيضا.علما بأن علاقاته التسليحية مع الكيان الصهيوني لم تنقطع منذ افتضاح " إيران غيت" وما زالت ‏متواصلة عبر عدد من الشبكات ، دون أن ننسى ما كان يتم في الماضي في ظل الشعار القديم الجديد . الموت ‏لإسرائيل ، الموت لأميركا " وهو ما تحدّث عنه وعن ما لمسه شخصيا العميد الزعبى عندما كان في القوات ‏الجوية السورية ، حيث قال في سياق استعراضه لواقع التعامل بين النظام الإيراني والسوري واسرائيل أنه منذ أن ‏كان في مطار " السين " بين العام 1979 وحتى ما بعد العام 1989 كانت الطائرات الايرانية  تنقل قطع السلاح ‏وغيار الطائرات من " إسرائيل "  إلى ايران عبر الآجواء السورية، وتضطر احيانا للهبوط في بعض المطارات. كما ‏كانت تحمل الصوايخ والقنابل لقصف الشعب العراقي في المناطق المحاذية للحدود السورية وتضطر للهبوط في ‏مطار ديرالزور أو القامشلي أو و مطار” السين”. ‏

 

جهنمية ولاية الفقيه تحت الإختبار

هذه العشرة أو العشرين عاما التي قدرها الجنرال الأميركي لإنهاء داعش يمكن اعتبارها المهلة المعطاة للملالي ‏كي يقوموا بدورهم التحالفي الفريد بمستوى جهنميّته داخل عالمنا العربي ـ الإسلامي المعاصر الذي وصل إلى حد ‏التدخل العدواني المباشر في العديد من الاقطار العربية وهو ما نراه الآن . كما تجاوز هذا الحد إلى محاولة دسّ ‏جواسيسه عنوة داخل المنظمات الدولية ، كمحاولته فرض  ترشيح  إرهابي شارك في عملية احتجاز الرهائن ‏الأميركيين عام 1979 وهو حميد أبو طالبي كمندوب لبلده في الأمم المتحدة . أو في قيامه بغزو مخابراتي لمعظم ‏الساحات في العالم ، بدأه بتسمية مجرم إرهابي ومطلوب للإنتربول الدولي هو الجنرال محمد جعفري صحرارودي ‏رئيسا لطاولة المباحثات الثنائية بين بلده والولايات المتحدة التي عقدت في بغداد مع الأميركان ، وكان موضوعها ‏الأساس "بحث شؤون.. العراق" ! وقد حضرها السفير الإيراني كمستمع أو مجرد مشارك ، مع أنه كان من ‏المفترض ان يكون هو رئيس الوفد . ومع هذا لم يعترض الأميركان على ذلك بل رحبوا به على الرغم من علمهم ‏بخلفيته. أما آخر المنجزات التي أتحفتنا بذكرها وسائل الإعلام الرسمية الإيرانية فقد وصلت إلى حد الإعلان عما ‏اسمته نجاحهم في "تفكيك اللوبيات العربية المناصرة للمنافقين" ـ أي مجاهدي خلق ـ وهو ما تبجحت بنشره وكالة ‏فارس يوم 29 شباط . فبراير الماضي في تقرير مفصل تحت عنوان "القضاء على أحد اللوبيات العربية للمنافقين ‏في فرنسا بمساعدة المنفصلين عنهم " جاء فيه نقلا عن موقع ديدبان التابع لوزارة المخابرات الإيرانية أن " إحدى ‏المهام الجادة التي يقوم بها هؤلاء المنفصلين عن زمرة رجوي تتمثل في القضاء على اللوبيات السياسية المؤيدة ‏لهذه المنظمة ( التي كانوا فيها )، وأن آخر نشاطاتهم الناجحة في هذا الإتجاه قد تمت في باريس ، حيث التقوا ـ ‏حسب قول وكالة فارس نقلا عن الموقع المخابراتي ـ مع أحد اللوبيات العربية الذي كان على علاقة بالمنافقين ‏ويشارك في نشاطاتهم ". وأوردت الوكالة مزاعم تتعلق بتفاصيل هذا اللقاء وكيف تم "كسب " هذا اللوبي بجهود ‏مخبريهم !‏

مصير المجرمين واحد‎

هذه هي طبيعة هذا النظام وأساليب عدوانيته وتدخلاته أينما كان : يقول شيئا ويفعل نقيضه ، يُعارض علناً ويوافق ‏سراً. وهو في ذلك لا يُمارس "لعبة مزدوجة"، كما اسماها مايكل هيرش في مقال له بصحيفة "النيوزويك"، بل ‏أعمق من ذلك وأخبث. إنها طبيعة مزدوجة ومعقّدة قديماً وحديثاً، يُمارسها  في الداخل الإيراني وتجاه الجيران، ‏لاسيما في هذه الأيام والظروف التي لم يعُد أمامه إزاءها غير المضي في لعب "الورقة السورية " حتى النهاية ، ‏تيمّنا بقول خامنئي أمام مجلس أمن النظام " علينا أن ندعم بكل قوانا بشار ماليا وتسليحيا ومن حيث الجهد البشري ‏، لكي نبقيه في السلطة لأن مصيرنا جميعا أصبح مربوطا بمصير سورية وما علينا الا تركيز كل جهودنا في هذه ‏الحرب وليس أمامنا أي خيار آخر‎ ".‎

وهذا ما أكد عليه الدكتور سنابرق زاهدي رئيس لجنة القضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ضمن مداخلته ‏في الندوة قائلا ان "المعلومات الواردة من داخل أروقة النظام تفيد أن إيران الملالي كانت ضد الهدنة وضد وقف ‏إطلاق النار وكذلك ضد مجريات المفاوضات في جنيف. كما تفيد أيضا أن وتيرة نقل القوات من إيران والعراق ‏عبر مدينة عبادان ما زالت متواصلة.  وهذا معناه أن وقف اطلاق النار فُرِض على هذه القوات وإنها عمليا تنتهك ‏وقف اطلاق النار باستمرار، لأنها أصلا ضد مفاوضات جنيف ولكن لا تستطيع أن تعارضها علناً‎ ".

‎أي تماما مثلما لا تستطيع القوى الكبرى التمييز بين إرهاب وإرهاب ، فتتعامى عما يفعله كبارهم وتنزل جحيم ‏نيرانها فوق رؤوس الآمنين!‏‎!‎

 

 ‏۹۴/۱۲/۱۰‏‎ :: ‎‏۱۷:۰۳‏

با تلاش جداشده‌های سازمان صورت گرفت

نابودی یکی از لابی‌های عربی منافقین در فرانسه

 

اعضای جداشده در اروپا تمام تلاششان را می‌کنند تا دولتمردان و سیاسیون ‏اروپایی را تا جایی که امکان دارد از ماهیت درون تشکیلاتی این فرقه تروریستی ‏با خبرکنند.‏

به گزارش گروه فضای مجازی خبرگزاری فارس، سایت دیده بان نوشت: یکی از اقدامات قابل ‏توجه اعضای جداشده از گروهک تروریستی منافقین در اروپا، از بین بردن لابی های ‏سیاسی ‏

‏(نشر خبر وكالة فارس هنا)

 


 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,028,179

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"