علي جعـفر العـلاق
قلبُ يألفُ الأمكنة وذاكرةٌ ينهكها الحنين. تصلح هذه العبارة، كما أعتقد، تعريفاً لكل إنسانٍ مرهف، فثمة لحظاتٌ تظلّ مفعمةً بمشاعر فريدةٍ تتعلق بالمدن التي عرفناها، أو زرناها، أو ولدنا فيها أو قريباً منها. سأبدأ من أكثر تلك اللحظات إثارةً للضمير والوجدان. لحظةٌ بعيدةٌ وخاطفة، لكنّ معانيها البليغة ما تزال صالحةٌ للتأمل في حاضرنا الحافل بالموت وضياع المروءات. كان ذلك قبل ثلاثين عاماً أو أكثر بقليل. ولو لم أكن أنا، شخصياً، شاهد تلك اللحظة العجيبة، وضحيتها، أو بطلها إن شئتم، لما جرؤتُ على روايتها لأحد.





