إفقار العرب والمسلمين مطلب إستراتيجي!

لطيف السعيدي

إفقار العرب والمسلمين هدف غربي إستراتيجي مدروس بدقة متناهية، يشترك في تنفيذه كل من عادى العرب والإسلام.

بدأ هذا الهدف بالتحقق مباشرة بعد ١١ سبتمبر بتجميد المساعدات العربية الخليجية للمسلمين حصرا في الدول العربية والإسلامية الفقيرة، مثل اليمن والباكستان والهند وأفغانستان ودولاً في أفريقيا وجنوب شرق اسيا وغيرها، بحجة تنظيم القاعدة وإرهابه، فأغلقت مساجد ومدارس ودور أيتام ومآوى للمسنين والمشردين وتوقفت مساعدة الفقراء والمحتاجين وغيرها .

ثم تم غزو العراق وتدميره وحرق مزارعه الواسعة ونخيله، وسرقة أرشيفه ومتاحفه ومدخراته النقدية والعينية، وقتل وتهجير أهله بكذبة أسلحة الدمار الشامل.

ثم جاءت ويلات حصاد الربيع العربي وكيف دخل فيها الغرب وروسيا والصهيونية وإيران وتوزيع الأدوار بينهما، وما حصل ويحصل في تلك الدول إلى اليوم، لا يعلمه إلا الله، ثم أصحاب المصيبة.

والآن جاء الدور على أقطار الخليج العربي بحجة محاربة تنظيم الدولة الإسلامية، وما يترتب على ذلك من شراء مفرط للأسلحة لمحاربتها بزعمهم.

وفي العراق يجري دعم قادة الميليشيات الإرهابية لقتل المسلمين في هذا البلد، بذريعة محاربة الإرهاب المزعوم، وهم الإرهاب (ولم تدخل الفلوجة إلى الآن أي مساعدة غذائية، سوى الوعود التي كتبنا عنها الكثير، مقابل سرعة ما دخل عين العرب وسنجار للأكراد واليزيديين لأن أمريكا والصهيونية راضية عنهم).

ثم لماذا لا تسرِّع أقطار الخليج العربي وتركيا من دعم ثوار سورية لمحاربة نظام الأسد الإرهابي والميليشيات الإرهابية القادمة عبر الحدود والمتجمعة في سورية، وعلى رأسها حزب نصر الله، المدعومة روسيا وبصمت مجلس الأمن الدولي، بدل من دعم قادة الميليشيات المجوسية الصفوية الإرهابية في بغداد؟!

ذلك دليل واضح على أن الأمور تسير بإرادة دولية خارجية مفروضة على دول الثراء العربي هكذا يفهم المتابع .

فضلا عن تدهور أسعار النفط بطريقة غير مسبوقة!

بهذه الطريقة يكون الإفقار العربي والإسلامي ترويضا لمصلحة الغرب والصهيونية وروسيا ونظام الملالي المجوسي الصفوي في طهران. وكأن هذا الثراء نقمة على العرب، حيث وجد لمحاربة المسلمين أنفسهم بأنفسهم، كما هي الجيوش الجرارة وقادتها المتدربون في أفضل أكاديميات العالم المتطور، إضافة إلى الأسلحة التي كدّسها الحكام لمحاربة شعوبهم، والأمثلة كثيرة وواضحة للعيان فذاك جيش بشار في سورية، وهناك في مصر جيش مبارك وخليفته السيسي وخرج علينا حفتر في ليبيا.

العرب هم أول الخاسرين، كما خسروا الأحواز وفلسطين والجزر الإماراتية والعراق من قبل ولبنان، والبحرين واليمن على الطريق والحبل على الجرار إذا لم تدركنا رحمة الله تعالى، وإن إحتفظ البعض بكرسيية الذي لا يحسد عليه مطلقا!

وعند ذلك لا يفيد الندم والقول (أكلت يوم أكل الثور الأبيض)!

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,038,812

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"