ليس فتنة طائفية!

نزار السامرائي

قبل بضعة أيام عرضت إحدى قنوات القتل على الهوية، سواء عبر أذرع مليشياتها على الأرض أو من خلال فحيح أفاعيها المسمومة عبر إعلام غبي بامتياز، عرضت برنامجا لأحد الوجوه الكالحة والتي لا تستحق الذكر والتي تحمل تعبيرات تقطر كراهية ومقتا، شتم فيها الخليفة الراشدي عثمان بن عفّان رضي الله عنه وأرضاه، مجهز جيش العسرة والذي بسببه عقدت بيعة الرضوان للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم والمبشر بالجنة مع تسعة آخرين من أقرب آل بيت النبي وأصحابه إليه، ذلك الخليفة الحيي الذي نال شرفا لم ينله أحد لا من قبله ولا من بعده عندما زوَّجه الرسول الكريم اثنتين من بناته، فاستحق على ذلك لقب ذي النورين. هذا الخليفة العظيم ليس بحاجة لدفاع أحد عنه، فهو أكبر منا جميعا علماء دين ومعميين وطارئين على هذه الوظيفة شاء من شاء ومن أبى فلينطح أقرب جدار إليه.

 

ولعل ما يثير الألم فيما قدم من نقد أو هجوم على مقدم البرنامج الذي تعمد الإقدام على هذا الفعل الذي لا يقل قبحا عن وجهه وسوادا عن ضميره الميت، والذي يستحق عليه الرجم لو أن هناك قوانين تحترم مقدسات العراقيين المسلمين، نعم لعل ما يثير الألم في طريقة العرض، أن من شجب ما جاء في البرنامج اعتبره تصرفا طائفيا يثير الفرقة والانقسام بين العراقيين على الرغم من أن الأمر أخطر من ذلك بكثير.

المجمع الفقهي و كذلك الكتل السياسية السنية في العملية السياسية كلهم وصفوا الأمر بالفتنة الطائفية ما عدا رأس النفاق "رئيس ما يسمى بديوان الوقف السني" وهو رجل تم تعميده في مكتب الولي الفقيه وريثا لابن سلول أو عبد الله ابن سبأ، فقد فضل إخفاء وجهه وتغييبه حتى تهدأ العاصفة.

لكن ما يثير التساؤل أن محللا سياسيا عربيا سنيا ظهر من السليمانية على واحدة من الفضائيات "العربية" وكان منافقا إلى حدود لا يتصورها عقل راجح فقد حاول أن يستعرض موضوعيته البائسة وحياديته المزعومة، وحاول أن يصور نفسه قافزا فوق الطائفية وعابرا لجدرانها، فقال إن هذا الفعل الطائفي مدان كما يدان فعل الفضائيات السنية التي لا تختلف عن فضائية البرنامج مثار البحث، وهنا تكمن المغالطة الكبرى، فهل هناك مراقب واحد يتمكن من إعطائنا دليلا أو مشهدا واحدا لفضائية سنية وهي تشتم رموز المسلمين سواء كانوا من آل البيت أو صحابة الرسول، هل هناك من يزعم أن مسلما صادق الإيمان وموحدا لله ومؤمنا بالله ورسوله، قد حاول النيل من الكرار علي بن أبي طالب كرم الله وجهه ورضي عنه، أو تجرأ في يوم من الأيام أن ينال من سبطي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين ابني الزهراء فاصمة بضعة الرسول رضي الله عنها، أو من سلمان الفارسي أو أب ذر الغفاري؟

ما عدا تلك الرموز تقبل الاجتهاد ولكن ليس القدح والشتم والتكفير.

أما إذا الحديث عن البدع والخرافات والأساطير وما أضافه الفرس إلى دينهم الجديد في محاولة لنسف الإسلام من الداخل تحت لافتة مهلهلة من زعم الولاء لآل البيت فهذا حديث علمي وتاريخي لا تدحضه الشتائم وإنما يمكن أن يرد عليه بمنطق وحجج مضادة، ولا يجيز لمن يدّخن كتفه ويحترق لسانه من التعرض لأولياء نعمته من الفرس، أن يصب حقده الفارسي على رموز الإسلام الحقيقيين الذين لن تتكمن كل أحقاد الفرس من إطفاء شمسهم.

أتمنى على السنة والشيعة وخاصة في العراق الذبيح على مشرحة الحقد الفارسي، على حد سواء، عدم صرف الانتباه عن المس والإساءة لرمز من رموز الإسلام وجامع كتاب الله عثمان بن عفان رضي الله عنه، واعتبار ذلك التطاول كضربة معول في جدار الإسلام وليس فتنة طائفية، فهو ليس كذلك، وليس حديثا عن شخص عابر أو مغمور في التاريخ العربي الإسلامي.

أننا نعرف أين موضع الحقد والوجع الفارسيين، إنه يكمن في أسباب زوال ملك كسرى وإطفاء نار المجوسية وانتصار القادسية.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,036,949

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"