ملاحظة تمهيدية
هذا البحث كنت قد كتبته تهاية عام 2008 ونشرته على نطاق محدود بداية عام 2009 ونتيجة تطور مواقع التواصل الاجتماعي أعيد نشره الآن، لأنه يستجيب في هذا الوقت لحراك سياسي تشهده الساحة العراقية.
نزار السامرائي
محدّدات التقارب بين أطراف الحركة الوطنية العراقية
نزار السامرائي
كلمات لا بدّ منها
هذه دراسة ميدانية حاولت فيها العودة إلى خزين الذاكرة التي عايشت ميدانيا أحداثا مر بها العراق قبل الاحتلال وبعده، ودول أخرى تعرّضت للاحتلال وأخذت منها ثلاث تجارب رئيسة، ولهذا ستبدو الدراسة خالية من المراجع والمصادر.
تمهيد:
قد يكون من المهم معرفة ظروف بلدان تعرضت للاحتلال في ظروف مماثلة أو متقاربة مع الظرف الناجم عن احتلال الولايات المتحدة الأميركية للعراق، والأساليب التي تم اعتمادها في مواجهة المحتلين، وكذلك في توحيد الخطاب السياسي لفصائل المقاومة، وتنسيق العمل فيما بينها من أجل تسريع مهمة التحرير.
هناك ثلاث تجارب ملهِمة لشعوب العالم في اعتماد طريق الكفاح المسلح للوصول إلى هدف التحرير، من دون إغفال صفحات العمل السياسي شرط عدم التقاطع مع أهداف العمل المسلح، وشرط أنْ يكون معبّرا عن أهدافه ومتطابقا مع خاصية التمرحل في طرح الخطاب السياسي، وهذه التجارب هي:
1 – التجربة الفيتنامية: يتألف الشعب الفيتنامي في غالبيته الساحقة من الديانة البوذية، وتنتمي أقلية منه إلى الديانة المسيحية على المذهب الكاثوليكي والذي انحصر في جنوب فيتنام، نتيجة عمليات التبشير التي رافقت الوجود الفرنسي في البلاد، فنظر إليه على أنّه نتاج مرحلة استعمارية، وحصل تطابق أو تقارب بين الديانة البوذية والعقيدة الشيوعية على الصعيد السياسي في رفض الاحتلال الفرنسي في المرحلة الأولى، ثم ضد الاحتلال الأميركي في المرحلة الثانية من كفاح الشعب الفيتنامي، وعلى الصعيد العقائدي بالإيمان بفكر متداخل في الأسس العقائدية للديانة البوذية مع الفكر الماركسي الذي تم تطويعه في آسيا ليتناغم مع الواقع المحلي في الدول التي تبنت الشيوعية كخيار أيدلوجي لها، ولهذا كان أمرا طبيعيا رؤية الكهنة البوذيين وهم يحرقون أنفسهم بعناد لافت للنظر في شوارع سايغون دعما للثورة ضد الاحتلال الأميركي، وطيلة زمن الاحتلالين الفرنسي والأميركي لفيتنام، لم تبرز على السطح تناقضات على أسس عرقية أو دينية إلا ما وقع لعائلة نغوين دييم الكاثوليكية التي حكمت لبرهة وجيزة في فيتنام الجنوبية، ثم تعرضت لانقلاب عسكري دموي، وضع حدا لأي طموح لنشر المسيحية في بلد يعتنق البوذية – الشيوعية، ويبدو أنّ تماسك جبهة القوى التي كانت تقاتل ضد الاحتلال في كل مراحله، يعود لقوة الحزب الشيوعي وزعامة الرئيس (هو شي منة) في المجتمع الفيتنامي، وهكذا لم يطفو على السطح ، انقسام سياسي أو عرقي أو ديني خلال الحرب الفيتنامية رغم جسامة التضحيات التي قدمتها فيتنام بشطريها جراء الغارات الجوية الأميركية على الشمال، أو نتيجة وجود بضع مئات من الآلاف من الجنود الأميركان في الجنوب، ولم تصب التجربة الفيتنامية بمرض التشظّي الذي عادة ما تصاب به حركات التحرر بعد تحقيق الانتصار على الأعداء الخارجيين، ويبدو أنّ للماركسية الآسيوية أثرها الكبير في تماسك القيادة الفيتنامية حتى بعد رحيل قائدها التاريخي (هو شي منة).
2 – التجربة الجزائرية: يتألف المجتمع الجزائري من المسلمين الذين يتبّعون المذهب المالكي، ما عدا استثناءات ضئيلة حصلت في السنوات الأخيرة نتيجة عمليات التبشير المسيحية التي تتنافس عليها كنائس كاثوليكية وبروتستانتية، أو التي تتولاها إيران لتحويل بعض المواطنين نحو المذهب الجعفري الاثني عشري مستندة في ذلك على الوهج الإعلامي الذي تم إضفاؤه على حزب الله اللبناني المرتبط سياسيا ومذهبيا بإيران في إطار (ولاية الفقيه)، هذا من حيث الديانة، أمّا من حيث التركيب القومي في الجزائر، فالبلاد شأنها شأن معظم بلاد المغرب العربي، تعدّ من المجتمعات المختلطة، إذ يعيش فيها البربر إلى جانب العرب، وبرغم عدم دقة الإحصاءات التي يقدّمها كل طرف، ويحاول التقليل من النسبة السكانية للطرف الآخر، إلا أنّ هذه القضية لم تطف على السطح إلا بعد أنْ تم توظيفها سياسيا من قبل جهات تسعى لإثارة أسباب الانقسام في بلدان تعايشت مئات السنين دون أية مشكلات حقيقية، وعلى أية فرضية حول نسبة البربر قياسا إلى عدد سكان الجزائر، فإنّ ما يعنينا في هذه الورقة هو المدى الذي أثرت فيه التعددية العرقية في الجزائر، على وحدة حركة التحرر الوطني الجزائري أثناء الكفاح الوطني ضد الاستعمار الفرنسي وبعد الاستقلال.
من المعروف أنّ حركة التحرر الوطني الجزائري انطلقت في بداياتها كذراع عسكري لتنظيمات سياسية، لم يكن للتنوع القومي دور في رسم مساراتها، إذ أنّ ما هو شائع في عموم بلاد المغرب العربي، أنّ الإسلام ملتصق مع الانتماء للأمة العربية، فلا توجد فواصل بين العروبة والإسلام، ولعلّ الثورة الجزائرية مدّت جذورها عميقا في الوجدان الوطني، حينما أقامت حاجزا دينيا بين حضارتين وثقافتين، في طرفها الأول الحضارة والثقافة العربيتين، تواجهها في معادلة الصدام الحضارة الغربية، والتي يشكل الاستعمار الفرنسي رأس الحربة فيها، وحتى في تصدي الشعب الجزائري للاحتلال في بداية نجاحه في السيطرة على الجزائر عام 1832، كان الإسلام خلفية الصدام والقرآن شعاره، ولم يسقط هذان العاملان في أي وقت من مراحل التململ الوطني ضد الاستعمار حتى اندلعت الثورة الجزائرية في 1 تشرين الثاني/ نوفمبر 1954، فقد وجد الثوار أنّ سياسة الفرّنسة التي اعتمدتها سلطة الاحتلال، كانت حافزا قويا للرد على محاولات طمس لغة القرآن، وحين اختار حزب الشعب الذي كان يقوده (مصّالي الحاج)، التعاون مع الفرنسيين ضد الثورة، فإنّه لم يفعل ذلك من منطلقات عرقية أو مذهبية بل من خيار سياسي محض، وكذلك الحال بالنسبة لكل الذين تعاونوا مع المحتل وقاتلوا أبناء شعبهم، والذين اختاروا الجنسية الفرنسية والإقامة فيها.
وحافظت جبهة التحرير الوطني الجزائرية على وحدتها، وواصلت دارة المعركة السياسية من السجن، وبنفس الوقت حافظت على دورها القيادي مع المقاتلين في الداخل ومع قيادة جيش التحرير التي كانت تتخذ من تونس مقرا لها، لكنّ النصر الذي تحقق باتفاقية إيفيان لعام 1962 لم يحافظ على وحدة البندقية التي قاومت المستعمر، وحصلت الانقسامات منذ الأيام الأولى حينما تمت الإطاحة بحكومة بن يوسف بن خدّة المؤقتة، والتي أعقبت حكومة فرحات عباس، ولم تتوقف دوامة صراع ما بعد النصر إلا بانقلاب 19 حزيران / يونيو 1965، ولكنّ هذه الانقسامات والتشظي لم تخرج من خلفيات عرقية أو طائفية أبدا.
3 - التجربة الفلسطينية:- تبقى القضية الفلسطينية من أكثر القضايا إثارة للتأمل من بين تجارب العالم المعاصرة، فإذا كان معروفا أنّ حركات التحرر يمكن أنْ تعاني من بعض الانقسامات بعد أنْ تنجز أهدافها في مواجهة عدوها المشترك، لأنّها تنتقل إلى مرحلة الصراع الداخلي، فإنّ (الثورة الفلسطينية) عاشت مرحلة الانقسام، ليس بين فصائلها المختلفة، وإنّما داخل كل فصيل ومنذ بداية انطلاقته، فمنظمة فتح والتي كان لها دور الريادة في إطلاق الرصاصة الأولى في 1/1/ 1965 أي بعد عقد ونصف من قيام دولة إسرائيل، عانت من الانشقاقات ولمّا تزل في بداية الطريق، وخرج من تحت عباءتها كوادر قيادية ناصبتها العداء ودخلت معها في حرب تصفية حسابات ، كانت تقتبس من كل مرحلة شعاراتها، و تطرح لها تبريرات فكرية وسياسية ومن بينها المجلس الثوري الذي قاده أبو نضال، وفيما خرجت منظمة فتح الانتفاضة وبعدها خرجت منظمة فتح الإسلام، وظلت المبررات تلك عاجزة عن أنْ ترقى إلى مستوى الحد الأدنى من قضية عادلة يمكن أنْ تستدرج قوى متشابهة في مشاريعها إلى حلبة صراع دموي في بعض صفحاته.
إذا ألقينا نظرة سريعة على مكوّنات الشعب الفلسطيني، فسوف نراه يتألف في غالبيته العظمى من العرب المسلمين السنّة، وهناك أقليات مسيحية ودرزية وقليل جدا من البهائيين، لكنّ هذا التنوع لم ينعكس بأية درجة على ما عاشته فصائل الحركة الفلسطينية من صراعات، بل يمكن الجزم بأنّ الصراعات كانت على أشدها في أوساط الأغلبية الساحقة من أهل فلسطين، وهم العرب المسلمون السنّة، والذين لم تبرز عندهم الطائفية قبلا بأي قدر من المقادير حتى دخلت إيران على خط التقاطع بحثا لنفسها عن مواقع نفوذ تحت لافتة دعم المقاومة الفلسطينية.
ربمّا تكون القضية الفلسطينية، أكثر قضية أفرزت في ساحة الصراع في الوطن العربي، منظمات وتشكيلات وفصائل، كلها ترفع شعار التحرير، ولكنّها جميعا تعيش حالة تنافس غير مشروع على توسيع قاعدتها الشعبية على حساب الأطراف الأخرى، أدى في بعض مراحله إلى اقتتال نتج عنه سقوط ضحايا من جميع الأطراف، وبسبب طبيعة الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وبسبب توزع الفلسطينيين بعد عام 1948 على معظم بلاد المشرق العربي، فقد كان لكل بلد من هذه البلدان حضورا في هذه القضية وإنْ اختلف حجم هذا الحضور من بلد لآخر، وكذلك دخلت الأيدلوجيات والمعتقدات الدينية والقومية والماركسية على خط الصراع الحقيقي أو المفتعل، بين فصائل المقاومة الفلسطينية، ولم تتمكن منظمة التحرير الفلسطينية من الارتقاء بدورها إلى حد الفصل في المنازعات، وتنسيق الجهد المقاوم، بل ربمّا تحولت المنظمة في كثير من مراحل نشاطها إلى جزء من الأزمة الفلسطينية وليست جزءً من الحل، وأرى أنّ صراع الزعامة في الوسط الفلسطيني يأخذ بعدا أبعد مدى من أية تجربة اخرى في العالم ، فطبيعة الصراع وتعقيداته كانت تملي على كل الزعامات تعليق التناقضات الثانوية إلى ما بعد إنجاز هدف التحرير، ولكنّهم جميعا انساقوا وراء صراعات تدور كلها دون استثناء حول دور كل واحد منهم في الساحة أو دور منظمته، ثم يحاولون إلباس ذلك أردية فكرية أو سياسية تتناغم مع كل ظرف من الظروف السائدة وقتها.
وكما انشطرت منظمة فتح إلى أكثر من تشكيل ترفع كلها شعارا واحدا أو شعارات متقاربة، وكل منها يعتبر نفسه الخط الصحيح الذي يريد الحفاظ على مسار النشأة الأولى، فإنّ الجبهة الشعبية تشظّت إلى ثلاث منظمات على الأقل تحمل الاسم نفسه مع إضافات طفيفة، وانسلخت منها منظمات اخرى بأسماء بديلة، ومع صعود ما يصطلح عليه (بالصحوة الإسلامية) والدعوة إلى العودة إلى روح الإسلام، برزت على الساحة الفلسطينية حركات مثل الجهاد الإسلامي، التي كان يجب أنْ تحتفظ ببوصلة مسارها يكون الخطأ فيها بأقل مستوياته، ولكنّها سرعان ما عانت من التشرذم، وانسلخت عنها حركة (حماس) ولم يستطع أحدّ أنْ يتبين سببا وجيها واحدا يدعو إلى هذا الانقسام داخل الحركة الدينية، فإذا كان الانشطار في الحركات اللادينية يمكن أنْ يجد له تبريره وتفسيراته، فإنّ انشقاق حماس عن الجهاد الإسلامي وكذلك وجود تيارات مختلفة داخل حماس نفسها، لم يصمد أمام التفسير الوحيد له وهو البحث عن دور قيادي في وسط لا يتاح لأحد أنْ يقود في أي اتجاه، وربمّا أوصل صعود حركة حماس إلى واجهة الحكم الوضع الفلسطيني برمته إلى انشقاق ليس على مستوى التنظيمات بل على مستوى الوطن بكامله.
لقد دحضت حالة الانقسام والانشقاق على مستوى الحركات الثورية، فكرة أنّ الصراع فيما بينها لا يبدأ إلا بعد تحقيق النصر، فالصراع الفلسطيني – الفلسطيني كان في أوجّه ولم تتحرك القضية الفلسطينية خطوة واحدة على طريق النصر، وربمّا يعود جزء من سبب ذلك إلى أنّ الشعب الفلسطيني يواجه عدوا من طراز خاص، استطاع أنْ يمدّ أذرعه في بعض المفاصل المؤثرة في قدرة الفصائل الفلسطينية على التنفس في أجواء صحية، ولعب على التناقضات وأنزلها من صالوناتها الفكرية إلى شارع المواجهات الميدانية.
العراق أين موقعه في التجارب العربية والدولية؟
في البداية قد يكون من المهم جدا أنْ نحدد، أنّ مصطلح (الحركة الوطنية العراقية) سوف لن ينصرف إلى الكتل والتيّارات والأحزاب السياسية والدينية والطائفية والعرقية، التي انخرطت في العملية السياسية التي أنشأها الاحتلال الأميركي عام 2003، وحيثما سيرد هذا المصطلح فإنّه سينصرف إلى القوى التي قاومت الاحتلال وناهضته سواء تلك التي تصدت له بالسلاح أو بالعمل السياسي من قوى منظمّة في أحزاب و تيارات أو قوى هلامية لم تجد لنفسها الوعاء الذي يعبر عنها على نحو دقيق، أو تلك التي ستكون في أي ظرف على استعداد لقطع صلتها بمشروع الاحتلال وعمليته السياسية قطعا بائنا بينونة كبرى، وليس مجرد مناورات للكسب السياسي المؤقت.
وبالمقابل فإنّ أي طرف انسلخ عن خيار المقاومة بالفكر أو بالممارسة وانخرط أو اصطف إلى جانب الاحتلال أو العملية السياسية وفي أي من مؤسساتها، سوف تنسحب عليه المقاييس نفسها التي يتم اعتمادها في التعامل مع القوى الداخلة في العملية السياسية، وتستوي في هذا التوصيف، الأطراف التي شاركت في العملية السياسية ووجدت نفسها وقد دخلت في مأزق سياسي تاريخي، فأرادت أنْ تبحث لنفسها خطوط رجعة أو رد اعتبار، دون قناعة بقطع الارتباط مع ماضيها، فاعتمدت أساليب الضجيج بصوت عال، لما يطرح من قوانين وقرارات، لمجرد أنْ تزيل عن نفسها تاريخا لم يعد بالإمكان التنصل منه أو آثاره المدمّرة التي لحقت بالعراق، ولكنّها تحتفظ بخطوط اتصال ساخنة مع حلفاء الأمس، وهذا النمط من السلوك الاستعراضي ربمّا يكون أكثر خطرا على الحركة الوطنية من أعدائها المكشوفين.
ويمكن إعطاء وصف وطنية أو وطني على التيارات أو الأشخاص ممن تتوفر فيهم الشروط التالية:
1 – كل تيار أو شخص رفض الاحتلال وما ترتب على العملية السياسية التي جاء بها، وعبّر عن الرفض بالفعل أو القول بما يفيد ذلك الرفض.
2 – كل تيار أو شخص يؤمن بالعراق الواحد غير القابل للقسمة أو التجزئة.
3 - كل تيار يؤمن بأنّ العراق جزء من الأمة العربية، والإسلام دينه الرسمي.
4 – كل تيار أو شخص لم يرتبط بمشروع أجنبي يتعارض أو يتقاطع مع المفاهيم أنفة الذكر.
5 - كل من تاب عمّا ارتكبه من فعل أو قول يتعارض أو يتقاطع مع المفاهيم المذكورة، يمكن أنْ يجد ترحيبا به بين القوى الوطنية.
الواقع الديني والقومي والمذهبي في العراق
يتألف الشعب العراقي من حيث الديانة، بأكثر من 96 % من المسلمين، ومن حيث الانتماء القومي، يشكل العرب ما نسبته 85% من السكان، ولكنّ هذين الرقمين يخفيان وراءهما تاريخا متصلا من العقد التي تخبو حينا لتبرز بقوة أحيانا أخرى.
فحينما نقول إنّ نسبة المسلمين إلى عدد السكان تزيد على 96% فإنّنا سنجد أنّ السكان المسلمين هم سبب العلل السياسية والتخلف الذي عاشه العراق منذ بداية نشوء دولته الحديثة ولم يأت ذلك من جمود في العقيدة الإسلامية أو لأسباب فقهية، بل كان على الدوام لأسباب سياسية، تارة تأخذ طابعا عرقيا مثل ما كان يحصل بشأن الملف الكردي، الذي لم يرتبط بإخفاق الحكومات بقدر ما كان يعكس نوايا لا تستطيع الحركة الكردية المجاهرة بها دفعة واحدة، فكانت تقّسطها على الزمن كي لا تستعدي عليها أبناء الشعب العراقي، وتارة اخرى تأخذ طابعا طائفيا يقتبس شعاراته من تظلمات، بعضها يخفي ارتباطات بأجندات إقليمية، تستغل عواطف مشروعة لتصبها في أهداف غير مشروعة.
أولا: مكونات الشعب العراقي الدينية
1- المسلمون والذين ينقسمون مذهبيا إلى:
أ – السنّة،
ب– الشيعة، وهناك طوائف أخرى من المسلمين أو المحسوبة عليهم.
وينقسمون من حيث الانتماء القومي إلى عرب وأكراد وتركمان.
2- المسيحيين وينقسمون إلى:
أ – الأرثدوكس،
ب– الكاثوليك،
ج– البروتستانت وهي طائفة بدأت تنمو مع نمو النشاط التبشيري للكنيسة البريطانية والأميركية في بعض مناطق شمال العراق، ويتوزعون على قوميات الكلدو- آشور والأرمن.
3- اليزيدية ويتواجدون في شمال العراق ويتركز ثقلهم في سنجار والشيخان ولهم تواجد في بحزاني وبعشيقة.
4- الصابئة المندائيين والذين يعتبرون أنفسهم أقدم ديانات التوحيد في الأرض.
5 – وهناك ديانات باطنية تجهد نفسها في خطابها المعلن للالتحاق بالدين الإسلامي، ويوجد القليل من اليهود أيضا.





