لا تستبعدوا.. واشنطن تعتزم نقل حربها الى البر العراقي!

ضياء حسن

أبدأ مقال اليوم باشارة الى مقال نشر لي وحمل عنوان (اهو بلاء ام بلاءان واكثر؟!!) تضمن  توقعي لما ستسفر عنه لعبة واشنطن مما اسمته مكافحة ارهاب داعش.

حيث جاءت النتيجة كما توقع المقال بأن تسفر الخطة الاميركية عن فتح ابواب العراق مشرعة امام قوات النظام الايراني باسلحتها التي بادرت الى تخطي الحدود العراقية بداعي مشاركة ميليشيات ما سميت بقوات الحشد الشعبي  للدفاع عن المقدسات الدينية في بغداد والنجف وكربلاء ولكنها انتشرت مع ميلشيات طائفية وسهمة في عمليات اسهم بقيادتها الجنرال قاسمي قائد قوات فيلق القدس التابع مياشرة لخامنئي حيث شاركت في عملية استعادة ناحية بامرلي كما شاركت هذه القوات الايرانية وهي اجنبية في مهاجمة مدن المحافظات المنتفضة الى جانب بقايا جيش الدمج الطائفي وباسناد من مقاتلات التحالف الدولي وفي مقدمتها الاميركية مع الاشارة االى حدوث تطور جديد في مستوى التدخل الايراني في الشان العراقي بعلم من واشنطن او بسكوتها عليه سنتحث عنه لاحقا .

ولكي نكون في صورة الاحداث لابد ان نراجع صيرورة الحقائق على الارض العراقية بدءامن: 1- قرار بوش بحل جيش العراق الوطني بتهليل من الايرانيين وعملائهم الطائفيين المحليين وكضرورة اقتضتها مصلحة سيدة ما يسمى بالعالم الحر وهي مصلحة الراسمالية المتصهينة  كما جاهر بذلك بايدن وهو يخاطب الناخبين معلنا مفاخرته بانتمائه للحركة الصهيونية وان لم يكن يهوديا ولحق به اوباما فجاهرهوالاخر تصريحا بانه يدعم حق اليهؤد باقامة دولة على اساس ديني بخلاف الشرعة الدولية التي يقوم عليها ميثاق الامم المتحدة الذي عارض ويعارض الاعتراف بالدول القائمة على اساس التعصب الديني اوالطائفي اوالاثني فالاعتراف بالدول يقوم على اساسه تمثيلها للشعوب .

فلم يات حل جيشنا البطل بهدف الخلاص من باس هذا الجيش الوطني وقدرته على استعادة اقداره بسرعة هائلة تمكنه من معاودة اعادة بناء صروح الخير كما حدث في اثرالعدوان الاميركي التسعيني الاول وما تلاه بوش الصغير معبا من كنيسته المتصهينة وهو يقود ابشع واحط عدوان شهدته البشرية مع بداية القرن الحادي والعشرين افصحت  فيه الولايات المتحدة عن حقدها الاعمى على شعب امن مسالم لم تكتف بضرب اقتداره حسب وانما بادامة عدونيتها لاكثر من احد عشر عاما تلت وقف اطلاق النار في الحرب العالمية الثالثة ضد العراق مستخدمة قذارة النظام الايراني والارهابيين وكذلك عناصر الميليشيات العراقية ممن سقطت ذممهم فتقصدت ان تعيد تشكيل الجيش العراقي استنادا لقرار دمج الميليشيات القادمة من ايران اضافة الى ميليشيات الاحزاب المحلية الدينية التي تدين بالولاء لطهران وقد دربت واشنطن هذا الجيش ليكون قوة لاثارة الفتن بين ابناء الشعب الواحد

لذلك لم يكن غريبا ان يبدو مثل هذا الجيش ماهرا في اداء مهمات تصفية اهلنا العراقيين منذ تنصيب الجعفري رئيسا  للوزارء ليتولى اولى خطوات اغتيال العراقيين بدلا عن الاميركيين!!.

لذلك لم يستغرب العراقيون ان ينهارهذا الجيش امام ثلة من الرعاع الارهابيين دون ان يطلق طلقة واحدة من الاسلحة الاميركية المتطورة التي حملها معه من بغداد ابرز قادته وخصوصا اؤلئك الذين لم يتوانوا عن استعراض عضلاتهم المنفوشة امام المواطنيين العراقيين وكانت لهم مواقف غدر بحق اهلنا المنتفضين ،لكن ارادة السماء كانت لهم بالمرصاد فاخزتهم ففروا

مهزومين وبان معدنهم الرديء تلاحقتهم لعنة الله الابدية.

2- ماذا وقع وجاء متوافقا مع ما توقعناه ايضا وينقسم الى جزئين الاول يتصل بفعل ايراني مريب تقصد التدخل بالشان العراقي اقدمت عليه طهران بادعاء انها تستجيب لاداء ما يطلبه منها العراق فمن هي الجهة المخولة بذلك ومن هو صاحب الصلاحية  الدستورية ،اهي الاحزاب الطائفية ام الحكومة بوجود البرلمان ام يكفي ان تفعل طهران ما تريد بمجرد ابلاغ  رئيس الوزراء او احد الوزراء الاتباع لنظام ولاية الفقيد كما اعتاد على ذلك العميل هادي العامري الضابط المنتسب لقوات فيلق القدس الايراني حتى انه سخرجميع طاقات وزارة النقل التي تولى مسؤوليتها لخدمة الجهد العدواني الايراني المنحاز لنظام بشار الاسد بما في ذلك  نقل الاسلحة والاعتدة لجيشه العدواني والتي كانت توجه الى صدور اهلنا السوريين !!

ونجد من المناسب ان نعرف اكثر بما فعله نظام الملالي من تدخل صلف في الشان العراقي  باعتراف عدد من مسؤوليه عسكرا ومدنيين سقط عنهم الحياء وتصوروا خطا ان بلادنا اضحت ضيعة مشتركة لهم ولاسيادهم اليانكيين.

وهذه هي افعالهم وادعاءاتهم تدل على سفه مقاصدهم واعوجاج سلوكهم ولنبدا بما تفوه به قائدالقوات البرية الايراني احمد رضا بوردستان حول استعداد قواته للتصدي لداعس اذا اقتربت من حدود ايران مستدركا بكلام ايضاحي لا يصدر عن عاقل مدعيا (بان الخطوط الحمر لحدود بلاده هي ابعد بكثير عن حدودها على الارض  في اشارة الى امكانية قيام قواته بعمليات عسكرية داخل دولة مجاورة وتحديدا العراق لضرب داعش).

واضاف بوردستان قائلا في تصريح للتلفزيون الرسمي _بثته الشرقية نيوز_ في 29 ايلول الماضي ان القيادة العسكرية الايرانية عرفت خطوطا حمراء لحدودها وهي ابعد بكثير عن حدودها الحقيقية على الارض وان تم الاقتراب منها من قبل داعش فان قطعاتنا ستتصدى وتوجه وضربات قوية لها ، وكشف بوردستان عن قيام قواته بتدريبات وصفها بالجيدةلما اسماه ((الجيش العراقي)) وقال ان طهران تنوي تزويده بخبراتها في مجال التصدي للمجاميع الارهابية. 

وعلى نفس المنوال اوردت الشرقية نيوزايضا تصريحا في نفس التوقيت 29-ايلول الماضي ولكنه صادر عن مسؤول ايراني اخر يتواجد في مدينة البصرة بصفته قنصلا عاما لايران في  المحافظة_ماين ومفتصل_ ليتحفنا ببشرى ادعى فيها بان الحكومة الايرانية لم ترفض طلبا للحكومة العراقية ضمن اطار دعمها لمكافحة الارهاب وقد كشف حميد رضا ابادي وهذا اسمه كذب جون كيري وزير خارجية اوباما لادعائه بان واشنطن لن تسمح لايران بالمشاركة في عمليات مكافحة ارهاب داعش ، مؤكدا ان هذا الموقف نهائي ولا يقبل المناقشة  فكيف يفسر لنا كيري ما ادعاه ابادي وكيف نفسر صمته وغيره من بلابل الادارة الاميركية الذين يتناوبون في التعليق على تصريحات الاخرين الصغار منهم  وحتى الكبار فعلام الصمت على ابادي الذي كشف زيف الادعاء الاميركي برفض مشاركة عناصر النظام المعمم في لعبة مكافحة داعش وهو ضالع في دعم الارهاب كما اعلن ذلك الاميركيون انفسهم وهم يعلنون تورطهم عبر تصريح رسمي لقنصلهم في البصرة الذي اعلن فية وبمستوى عال من الوقاحة الصفوية بان

الحكومة الايرانية نفَذت حتى الان جميع طلبات الحكومة العراقية ضمن اطار دعمها ضد الارهاب وان اي طلب ستقدمه ستسعى طهران لتلبيته على الفور، فماذا تقول واشنطن في هذا الابلاغ المقصود وخصوصا بعد ان صارت تشم منه رائحة التحدي ؟!!

ثم ماهو رايها في تصريح قائد القوات البرية احمد رضا بوردستان فهل الاميركيون عاجزون عن الرد عليه ام ماذا فهو يتحدث عن افعال وقعت وتتصل بعلاقة الولايات المحدة بالشان التدريبي لجيش السلطة العراقية وهي من اختصاص واشنطن على وفق ما نص عليه الاتفاق الامني الستراتيجي العراقي -اميركي ، اضافة الى ما تضمنه من تصريح اوقح مس اعتبارات السيادة  الوطنية للحدود العراقية باعلانه ((ان القيادة العسكرية العسكرية الايرانية عَرّفت خطوطا حمراء لحدودها وهي ابعد بكثير عن حدودها الحقيقية على الارض وان  تم الاقتراب منها من قبل مايعرف بتنظيم داعش فان القَطعات القتالية ستتصدى لها بتوجيه ضربات قوية!! وفي هذا ’’استهانة واستصغارا’’بجوقة الحكام الطائفيين الحاليين والحق يقال انهم يستحقونها عن جدارة ، فمن هان عليه تهجير شعبه وذبح اهل العراق تهون عليه كرامته التي علقها رخيصة باذيال ولاية غدر الفقيه . 

وفيه اهانة اكبر للشيطان الاميركي الرهبر الذي استجدى غل الشيطان القمي الدموي الاصغر  ليفجره في وجه شعب كريم ابى ان يسكت على ضيم وظلمة صنعها محتل صغير امتاز رئيسه بالرعونة ،وتابى ارادة الله وعدله الا ان تسقطه اخيرا ليقع حبيس عار تناول انفاس المخدرات  على يد شرطة ولايته، فهل يستدرك حكام واشنطن اليوم ما ال اليه مصير بوش الذي كرم بلعنة حذائين عراقيين، فيكفوا عن التعامل مع شعب العراق بنفس الاسلوب العدواني الذي ادى ببوش الى مزرعة الضياع ، نقول متسائلين هل سيذهب هؤلاء الى الصواب على غير عادة سابقيهم ام انهم للضباع سيختارون كما تدل على ذلك نواياهم المغلفة بالحيل؟!!

وللقراء نسوق ما كشفه  النائب الاول لرئيس مجلس محافظة صلاح الدين جاسم محمد حسن العطية في تصريح لشبكة السومرية نيوز يوم الخميس 24 من ايلول الماضي ان عشرات المستشارين العسكريين الامريكيين  يتواجدون الان في قاعدة "سبايكر"، للتنسيق والاشراف على العمليات العسكرية، كما اكد ان 13000 "جندي" اميركي مع الياتهم العسكرية ينتظر وصولهم خلال الايام القليلة القادمة الى القاعدة للمشاركة في تحرير محافظة صلاح الدين باسناد من الطيران الحربي الامريكي.

وعلى الرغم من نفي الادارة الامريكية ارسال جنود امريكان الى العراق والاكتفاء بارسال مستشارين عسكريين فقط، الا ان الواقع هو ارسال 13 الف مرتزق ممن يطلق عليهم مصطلح ((PMC)  Privet Military Combat)) اختصارا لجيش القوات الخاصة المرتزقة

وهؤلاء كانوا في السابق جنود ضمن قوات الجيش الامريكي الرسمي، وبعد تسريحهم انتقلوا للعمل في شركات امنية لديها عقود سرية مع الادارة  االامريكية للقيام باعمال لا تستطيع واشنطن القيام بها من خلال جيشها النظامي الرسمي لاسباب سياسية اواعلامية اواجرائية او امنية، وتستخدم الادارة الامريكية هؤلاء المرتزقة للقيام باعمال ارهابية مثل الاغتيالات وزرع المتفجرات  وتاجيج الصراعات والحروب الاهلية او ان يقوموا بالمساعدة في اخضاع الشعوب للسلطات التي تدور في فلك السياسة الامريكية او لاحتلال مناطق لا تستطيع قوات تلك الانظمة القيام بها، او غيرها من العمليات السرية التي تخدم اهداف السياسة الامبريالية الامريكية واول من تحدث عن هؤلاء المرتزقة هو (دونالد رامسفيلد) وزير الدفاع زمن الرئيس (بوش/ الابن)...

وتضيف السومرية ان هؤلاء "الجنود المرتزقة" تابعين للجيش الامريكي النظامي كونهم خارج الخدمة، لكن الواقع هو ان جميع بياناتهم وتوجيهاتهم واهدافهم تاتيهم من الادارة الامريكية..

ويخضع هؤلاء "الجنود المرتزقة"  لقاعدتين اساسيتين:

1- اذا قتل احدهم فلا يعترف بذلك ولا يعلن عن مقتله.

2- اذا تم اسر او اختطف اي منهم فلا يعترف بذلك او يروج لامره.

جدير بالذكر ان الاحصائيات الامريكية العسكرية الرسمية لعدد القتلي في العراق منذ الغزو عام 2003 لايزيد عن خمسة الاف جندي، في حين ان من قتل فعلا من "الجنود المرتزقة" هو عشرة اضعاف ذلك الرقم او اكثر.

فماذا يعني هذا غير حقيقة واحدة ان الجيش الرسمي الاميركي لن يتدخل في الحرب الجديدة  بل جيش المرتزقة وهو اميركي مبطن بوجود ايراني مسبق مسكوت عليه من قبل واشنطن الحريصة على استمرارالتنسيق مع طهران كشريك اساس لها في داعم لعدوانه التدميري للعراق . وليس غريبا ما نقله لنا الزملاء في مجموعة العراق فوق خط احمر وهو ما دعا  اليه رئيس مجلس النواب الاميركي جون بونيرالقوات الاميركية لمحاربة تنظيم الدولة على الارض .

 وتاتي هذه الدعوة متوافقة في توقيتها مع تصاعد الانتقادات الاميركية لخطته الخاصة بمحاربة داعش وجاء راي رئيس مجلس النواب الاميركي في اطا مقال نشرته صحيفة الغارديان البريطانية يوم 29 ايلول الماضي الذي انتقد فيه سياسة اوباما لتدمير التنظيم مضيفا ، بانه اذا كان الهدف هو تدميره كما يقول الرئيس فهو يعتقد ان استراتيجية اوباما ستطلب توجيه ضربات جوية اكثر لطردهم من الاراضي العراقية، مشيرا الى ان في نقطة ما يجب ان تكون اقدام احدهم على هذه الارض؟ّ!

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,057,608

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"