(نصر) بطعم الهزيمة

ذكرى محمد نادر

التوافقات غير المعلنة، في الاتفاق النووي الإيراني، بدأت تأخذ ملامحها على الارض.

 

الفلوجة.. هي المستهل لتنفيذ المشروع  الأميركي الايراني.

البذرة الوطنية  التي كانت ستنشر عبقها، في ساحة الاحتفالات، على  حناجر شباب ثائر يحلم بوطن آمن والعابرة لمشروع الطائفية: ايران برة برة..  اني عراقي اني، خل يسمع سليماني.

طُوِّقت، وطُوِّح بها قبل أن تقوى على سوقها!

توقفت إلى حد استنكارها، مطالب الجماهير، بمحاسبة الفاسدين، واعيد المختلفون بعصا الطاعة، إلى تضامن شكلي، ليجمعهم مرة أخرى (رابطهم الطائفي وسبب بقائهم).

ايران لن تفلت العراق من يدها، خصوصا وانها تربح حربها بدماء عراقية لا قيمة لها عندها!

وهي لن تخسر فيها اموالا، (فمن لحم ثورنا تطعمنا الرصاص والقنابل)!

وبإسناد جوي أميركي.. (قائد القوات الأميركية) صرَّح انهم زادوا طلعاتهم الجوية بهدف القضاء على داعش، ففي تخطيطهم الحالي للمعركة وصولا لصفحة التقسيم: الجو مهمة أميركية، وعلى  ايران تولي مهمة الارض!

القوات التي تحاصر الفلوجة 20 الفاً من قوات عسكرية منظمة حسب جريدة الاندبندت.. ميليشيات من الحشد الشعبي لا يعلن لها عددا.. قوات من ابناء عشائر الغربية بلغ قوامها 4000 شخص (يقال انها هددت أو انسحبت، اعتراضا على  القصف العشوائي على مدينة الفلوجة).

قوات شرطة، وقوات امنية، وعناصر من الحرس الثوري، واشخاص مطلوبون لبلدانهم بتهم الخيانة وتهديد السلم الوطني، عناصر من حزب الله اللبناني. جيش ألكتروني يتباهى القائمون عليه انه تجاوز (حتى اخر قراءة لي للمشرفين عليه 35 الف شخص  يشنون حربا تطالب في معظمها:اغسل وجهك بدم الوليد الفلوجي!

راجمات، وصواريخ، وطائرات مغيرة، وقاسم سليماني، يتبختر بين القبلات، والشعارات المتوعدة بقطع رأس الافعى!

كم يبلغ عدد القوات التي تحاصر الفلوجة؟ هذا امر قابل للتخميين لا للحصر، لكنها تتجاوز الالاف، لتقابل في قتالها 500 إلى 700 عنصر من داعش، بينما وحسب  آخر تقييم للامم المتحدة ان عدد المدنيين يبلغ في أقل تقدير 50 الف!

داخل الفلوجة حصار آخر، جوع، وخوف، ودمار، وحراب داعش في نحور المدنيين.. لا يوجد مشفى، ولا دواء، ولا سيارات اسعاف أو مسعفون.

المدنيون مهمتهم تنحصر بانتظار هوية من يقتلهم.. فقد اختلفت عليهم السكاكين!

النصر الذي سيتحقق بهذه الجحافل، لن يكون نصرا وطنيا فالقبلات ستطبع على خد (سليماني).. اليد القوية للأب الروحي!

قرار النصر الذي سيعلن توقيته ليس عراقيا، فهو على خارطة التوقيتات وضع بشكل محسوب بين أصحاب الشأن !

(النصر) القادم، هو (نصر) بطعم الهزيمة، وهو مسمار آخر في نعش العراق!

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,049,084

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"