أحفاد مسيلمة الردة

نزار السامرائي

آخر فرية أطلقتها قيادة عمليات "تحرير الفلوجة" أن إرهابيا انتحاريا خرج مع العائلات التي فرت من القصف الجوي الأميركي والقصف المدفعي والصاروخي لمليشيات قاسم سليماني وحيدر العبادي فجّر نفسه في وسط العشرات من النساء والأطفال اللاجئين إلى "حنان المليشيات" في غفلة من أجهزة الأمن التي كانت "تقدم خدماتها الإنسانية الجليلة" للمدنيين الذين أفلتوا من الفلوجة فتطعمهم من جوع وتسقيهم من عطش وتؤّمنهم من خوف.

 

في هذه الحالة هناك سؤالان يجب طرحهما على غرفة أخبار قيادة العمليات وأيضا الفضائيات التي استجابت للكذبة ببلاهة

1 - إذا كان الأمر يتعلق فعلا بانتحاري فلماذا لم يفجّر نفسه وسط حشود المليشيات التي تنتشر بكثافة وكان بإمكانه "دخول الجنة بهم"؟

2 - إذا كان الانتحاري يقصد قتل العائلات  وليس قوات السلطة الطائفية فلماذا جازف وعبر معهم النهر أو الجسر ولم يفجر نفسه بها قبل الوصول إلى "الأحضان الدافئة للشرطة الاتحادية والحشد العشائري السني لمجلس محافظة الأنبار وقائممقام الفلوجة"؟

هذه الأكاذيب التي لم تحسن غرفة غوبلز الجديد  طبخها لتقدمها ضمن طبق المساء ولهذا لن تطلي على من يعرف جيدا أن غريزة الانتقام من الفلوجة رجالا ونساء وأطفالا تسري في عروق عناصر مليشيا الحقد الطائفي وتركت فيها ترسبات لن تنفع معها كل عمليات القسطرة أو زرع الشبكات.

وأعمت أبصارهم وبصيرتهم بطولات الفلوجة لأنهم يرون في كل امرأة وعاءً لإنجاب بطل مستقبلي وفي كل طفل مشروعا لبطل آت لا محال، فرفعوا شعارا تعاهدوا عليه مع خامنئي وسيستاني والعمائم القذرة سودا وبيضا، اقتلوا الأطفال حتى لو كانت أفواههم ترضع من أثداء أمهاتهم، وابقروا بطون الحوامل قبل أن يشب الأبناء ويطلبوا دَينا مستحقا وثأرا سيحين وقته مهما طال الزمن.

خير لكم يا قادة الجمع الضال، اعترفوا أنكم فجرتم عبوة ناسفة لتستريحوا من ثقل الجريمة وتريحوا العبادي من تبرير جرائمكم، لأن لا وقت لديه حتى يطلب من الآخرين تقديم شواهد وأدلة وأسماء الضحايا والجناة كي يعيد الحق إلى نصابه، وعند ذاك سيجد مسيلمة الجبوري نفسه مضطرا لاتخاذ موقف صعب وقاس جدا قد يفجر العملية السياسية بكاملها لأنه كرجل قانون وحده المؤهل للدفاع عن سنة العراق لأنه ممثلهم الوحيد والمنافح عنهم ولا يسمح لأحد أن يزايد عليه.

ومن لا يصدق عليه بالذهاب إلى رئيس الوقف السني وبقية الشلة الفاسدة من مجالس المحافظات السنية ونواب السنة ووزرائهم والمتحدث السني باسم الحكومة أو المتحدث الشيعي باسم رئيس مجلس النواب فسيجد عندهم خبر جهينة.