حكومة العالم الخفية تجتمع في مدينة دريسدن الألمانية

الصورة: مقر انعقاد اجتماع مجموعة بلدربرغ في دريسدن، وفي الإطار رئيسها الحالي، هنري دي كاستريس

جمال قارصلي‏

لا تشبه إجتماعات ما يسمى بحكومة العالم الخفية إجتماعات القمة السنوية لمجموعة دول الثمانية ‏الصناعية الكبرى، أو قمة العشرين لوزراء مالية الدول الغنية، بل هي أهم منها بكثير وتتسم بالسرية ‏التامة.

 

المشاركون في إجتماعات الحكومة الخفية هم من أهم الشخصيات العالمية، وذات التأثير الكبير، ‏وهم من يضع الخطوط العريضة للسياسة العالمية وللمشاريع والمخططات الكبرى. هذه المخططات يتم ‏تحويلها،  بعد الإقرار بها، إلى مجموعة الثمانية أو مجموعة العشرين للتنفيذ. ‏

حكومة العالم الخفية تجتمع بشكل دوري ومرة واحدة في السنة، وذلك في شهر أيار أو حزيران من كل ‏عام، ومكان إجتماعها في هذا العام كان من نصيب مدينة دريسدن ‏Dresden‏ الألمانية.‏

من يحضر هذه الإجتماعات عليه أن يلتزم بما يسمى بقاعدة "‏Chatham-House‏" والتي تنص على ‏عدم الإفصاح عن أسماء من شاركوا أو تحدثوا في هذه اللقاءات. فلهذا لا ترشح أية معلومات عن نتائج ‏تلك الإجتماعات، ولا يمكن للإعلام أن يدخل إلى تلك الاجتماعات أو يتطلع على تفاصيل ما يدور فيها، ‏حتى لو حاول صحفيا ما، أن يأخذ بعض الصور عن هذا اللقاء، ولو من مسافة بعيدة، فمن الممكن أن ‏يعرّض نفسه لخطر الضرب والإهانة، وكذلك يمكن أن يتم حجز معداته الشخصية للتصوير.

‏الشخصيات التي تشارك في هذه الإجتماعات السرية تكون من ذات الحظ السعيد، والتي يُفتح لها كل ‏أبواب التسلق إلى أعلى المناصب الدولية.‏‎إذ  ‎لا يتم دعوة أحد إلى هذه اللقاءات إن لم يكن من النخبة في ‏مجتمعه، أومن فئة الرؤساء والملوك والجنرالات وضباط المخابرات وأصحاب المؤسسات الإعلامية ‏والمالية ومصنعي السلاح والبترول. من هؤلاء على سبيل المثال توني بلير وباراك أوباما وهيلموت ‏كول وهنري كيسنجر وجورج بوش وشخصيات عالمية كثيرة.

هذا اللقاء السنوي يُطلق عليه إسم لقاء ‏بلدربرغ "‏Bilderberg‏" نسبة إلى المدينة الهولندية التي تم فيها أول لقاء لها في عام 1954 وبمبادرة ‏من الأمير برنهارد آنذاك.

تركز إجتماعات مجموعة "بلدربرغ" عملها على دعم أغنى الأغنياء ‏والمؤسسات المالية الكبيرة في العالم. في هذه الإجتماعات السرية تشارك كذلك عوائل المال الكبيرة في ‏العالم، مثل عائلة روتشيلد وعائلة بوش، وكذلك ممثلي المحافل الدولية المختلفة من فرسان مالطا ‏وأمثالها، ولوبيات السلاح والدخان والبترول. الرئيس الحالي لهذه المجموعة هو هنري دي كاستريس "‎ ‎Henri de Castries‏" والذي يتبوأ منصب مدير شركة التأمين الفرنسية الشهيرة أكسا "‏Axa‏".‏

ما يهم الحكومة الخفية هو السيطرة على العالم بشكل كامل وحتى على الأفراد، وذلك بواسطة ‏التكنولوجيا الحديثة من وسائل إتصال وتنصت ومراقبة، وهي تعمل على تحويل الأشخاص إلى ‏مخلوقات زجاجية شفافة، ظاهرها مثل باطنها، وأسرارها الشخصية معروفة لدى رجالات هذه ‏المنظمات، والتي لها باع طويل وتأثير كبير في كل أنحاء العالم، وعلى أعلى المستويات.‏

في صباح يوم الخميس 9 حزيران انطلقت في مدينة دريسدن إجتماعات الحكومة الخفية، والتي ستدوم ثلاثة أيام، أي ‏من التاسع إلى غاية الثاني عشر من حزيران / يونيو، والتي سيشارك بها حوالي 150 شخصية نخبوبة ‏من كل أنحاء العالم، ولهذا سخرت بلدية دريسدن أكثر من 400 رجل أمن من أجل حماية هذا اللقاء ‏السري.

حسب المعلومات الواردة، فإنه قد تم تقديم طلبات ل 19 مظاهرة أو وقفة إحتجاجية في ‏دريسدن ضد هذا اللقاء من قِبَلْ أحزاب يمينية متطرفة وكذلك أحزاب يسارية.

من المتوقع أن يكون ‏على جدول أعمال إجتماع الحكومة الخفية في دريسدن مستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ومن ‏سيورثها في منصبها الحالي كمستشارة لألمانيا!

هذا فقط مثال بسيط على مدى تدخل الحكومة الخفية ‏في شؤون دول العالم مهما كبرت أو صغرت، وما يحصل في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك ما يحصل ‏من توتر بين روسيا وحلف الناتو، هو ليس بعيدا عن مقررات هذه الحكومة الخفية التي تحكم العالم من ‏خلف الستار.‏

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,040,164

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"