تصل إلى 500 جنازة يومياً، #النجف ... مشاهد جنائزية برعاية حوزة #السيستاني

الصورة: منظر عام لمقبرة منتسبي الحشد الشعبي في النجف.

‏أحمد حميد ‏

مشهد اكتظاظ جثث الموتى في مدينة النجف (180 كيلومتراً جنوب بغداد) أعاد الذاكرة إلى ‏مشاهد ضحايا الحرب العراقية- الإيرانية، خلال ثمانينات القرن المنصرم.‏

 

عبر مدخل شارع الطوسي وسط المدينة القديمة الفاصل بين المقبرة وضريح الإمام علي، ثمة ‏حالة من الرواج الجنائزي اليومي على مدار 24 ساعة من دون انقطاع.

إدارة العتبة العلوية ‏أعدت فريقاً لإدارة عملية نقل الجنائز عند استقبالها من أول الشارع إلى البوابة الرئيسة للمرقد ‏العلوي.

طاقم متكامل مكون من موظفين في العتبة مصحوبين بسيارات مخصصة للموتى، ‏لإيصال الجثث إلى الضريح والطواف بها حوله ومن ثم الصلاة عليها.‏

الموظف في العتبة العلوية زين العابدين خلف، قال «خصصنا طاقماً لاستلام ‏الجنائز عند بداية شارع الطوسي إلى باب ضريح الامام»، مبيناً أن «الطاقم يعمل على مدار ‏‏24 ساعة وفق نظام الفترات».‏

ويضيف خلف أن «المجموعة الأولى تبدأ من الساعة الثامنة صباحاً حتى الثامنة مساءً، ومن ‏ثم تبدأ الثانية باستلام المهام طيلة الـ12 ساعة المتبقية من اليوم أي حتى الثامنة صباحاً»، ‏مشيراً إلى «وجود حالة من التناوب بين الموظفين خلال العمل نتيجة كثرة توافد نعوش الموتى ‏إلى المدينة».‏

ومنذ انطلاق فتوى الجهاد الكفائي من قبل المرجعية الشيعية العليا في النجف، بدأ زبائن ‏الموت يتكاثرون مجدداً على المدينة في صورة مشابهة لتكاثر قتلى الحرب العراقية الإيرانية .‏

وهذا ما أكده علاء الحسيني، وهو رجل دين نجفي، إذ قال إن «النجف باتت تشهدُ ‏استعادة لذاكرة واقعية مؤلمة وهي حرب الثمانية أعوام المنصرمة، وكيفية تقاطر جثث قتلى ‏الحرب على مقابر المدينة»، مؤكداً «عدم توقف مشاهد النعوش المزركشة بالأعلام العراقية، ‏عن شارع الطوسي»، في إشارة منه إلى قتلى الحرب الدائرة مع «داعش».‏

ويشاطر اياد حسن، وهو سائق لإحدى العربات الجنائزية في العتبة، علاء الحسيني الرأي قائلاً ‏‏«منذ احتلال «داعش» للأراضي العراقية في الشمال والغرب بدأت تتوافد جثث القوى الامنية ‏بكثافة على وادي السلام»، مبيناً أن «معدل الجنائز في اليوم الواحد بلغ ما بين 300 إلى ‏‏500 جنازة، غالبيتها لشباب المقاتلين ضد التنظيم المتطرف في الناحية الغربية من البلاد».‏

وأشار حسن إلى «انخفاض معدل الجنائز هذه الأيام إلى 100 جنازة وذلك بعد تحرير مدينة ‏الرمادي، في الثامن والعشرين من كانون الأول العام الماضي، حيث تختلط جنائز الموتى ما ‏بين مقاتلين أو متوفين بطريقة طبيعية»، موضحاً أن «العتبة نظمت عملية استلام الجنائز إذ ‏يتم السير بها نحو الضريح المقدس والصلاة عليها، مجاناً على عكس ما كان عليه في ‏السابق من أخذ جباية مالية في الصلاة على الميت ونقله من وإلى الضريح».‏

وختم الحسيني أن «الوضع الأمني في البلاد هو مقياس تزايد أو انخفاض أعداد الموتى ‏القادمة جنائزهم إلى مدافن النجف»، لافتاً إلى أن «أكثر الفئات العمرية التي تستقبلها المقابر ‏هي فئة الشباب لا سيما منتسبي القوات الأمنية العراقية والحشد الشعبي».‏

وتعد مقبرة وادي السلام والتي تقع في مدينة النجف في العراق، من أكبر مقابر العالم، حيث ‏تحتوي حسب التقديرات على ما يقارب ستة ملايين قبر وأدرجت ضمن قائمة التراث العالمي، ‏وقد حظيت المقبرة بشهرة واسعة بسبب الأحاديث والروايات التي رويت عنها. وكان لمجاورتها ‏مرقد الإمام علي بن أبي طالب الدور الأكبر في منحها هذه المكانة الكبيرة. وقد اعتاد زائرو ‏العتبات المقدسة المرور بوادي السلام وقراءة سورة الفاتحة للموتى هناك.

وتضم المقبرة رفات الكثير ‏من الشخصيات العلمية والدينية والسياسية والاجتماعية من أبناء الطائفة الشيعية.‏

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,622,711

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"