اجتماع إرهابي في عاصمة #الإرهاب الدولي

نزار السامرائي

لم يكن نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل قد غادر موسكو إلى فلسطين المحتلة، إلا وكانت إيران قد وجهت الدعوة لوزراء الدفاع في كل من سوريا وروسيا والعراق لحضور اجتماع مع وزير الدفاع الإيراني الجنرال المهمل حسين دهقان، وبسبب الطبيعة العسكرية لزيارة نتنياهو إلى موسكو وهو أحد أكبر رؤوس الإرهاب الصهاينة، واجتماعه مع فلاديمير بوتين أحد رجال الكي بي جي السوفيتية الإرهابية السابقة، فإن المراقب يستطيع الجزم من دون أدنى تردد من أن إسرائيل حاضرة في اجتماع طهران من خلال إملاءات نتنياهو، أما وزير دفاع العبادي، خالد العبيدي فلأنه يعرف حجمه الحقيقي وربما بأمر من العامري، فقد اكتفى يبأن يمثله الجنرال قاسم سليماني.

 

ولكن ما هي أهداف الاجتماع الذي تم تحت لافتة تعزيز الحرب على الإرهاب؟

لا يشك مراقب دقيق الملاحظة أن إيران على وشك أن تغرق في المستنقع السوري، وانعكاس خسائرها الهائلة على بدء حالة التململ الشعبي في الشارع الإيراني الذي إن تحرك فلن توقفه قوة الحرس الثوري، فخسائر إيران في حرب هدفها شخصي بحت وهو تعزيز مكانة مزعومة للولي الفقيه على المستوى الإقليمي، وكأن هذه الغاية تستدعي تضحيات بشرية ومادية من شعب لا يؤمن معظمه بها.

من يرجع إلى مسارات الحرب العراقية الإيرانية فإنه لن يتعب إذا ما بحث عن انعكاساتها على أوضاع إيران السياسية والمالية والاجتماعية، وبعد ثلاث سنوات من نهاية الحرب وعندما كنا في معسكر قوجان للأسرى العراقيين اطلعت على عدد قديم من جريدة الشهادة التي كان يصدرها المجلس الأعلى للثورة الإسلامية في العراق الذي كان يرأسه محمود هاشمي شاهرودي الذي صار رئيسا لمجلس القضاء الأعلى في إيران، قرأت فيه تحقيقا لصحفي قال فيه إنه حضر مجلس عزاء على عدد من عناصر مليشيا بدر أقيم في قم، كانوا سقطوا أثناء الاشتباكات مع القوات العراقية، أن الحضور طردوا صحفيي الجريدة ورفعوا أصواتهم بأن الحرب هي حرب إبادة وليست حرب شهادة كما يزعم الخميني.

لقد استنزفت الحروب إيران الولي الفقيه ولا تكاد تخرج من واحدة إلا وتجد نفسها منساقة إلى مغامرة أكثر حماقة، وهذا ما أدى إفقار الشعب الإيراني وتجويعه وحصول ردة بمستوى العليم والخدمات الطبية، هذا الشعب الذي يعيش معظمه تحت خط الفقر، ويبدو أن نعوش القتلى الإيرانيين الملفوفة بالعلم والتي لا يمر يوم من دون أن تشهد مدينة إيرانية أو أكثر تشيعا حزينا لعدد منها بدأت تترك آثارا مدمرة على النظام القائم هناك وبسبب وجود معظم قوات الحرس في الخارج فإنها باتت قلقة على أمنها الداخلي.

هنا تكمن دوافع تحرك إيران في اجتماع طهران بحثا عن مخرج من المصيدة التي أوقعت نفسها فيها، خاصة وأن حزب الشيطان اللبناني لم يعد قادرا على تأدية الأدوار المرسومة له، كما أن الحوثيين صاروا عبئا على إيران بدلا من أن يكونوا ظهيرا لها.

أما العراق فقصته  قصة ستتحول إلى حكايات في مستقبل الأيام يتسلى بها السامرون، فمكاسب إيران فيه تحولت إلى كابوس مرعب جراء ما تتكبده من خسائر مادية وبشرية لدعم عملائها الذين ظنوا أنهم قادرون على قهر إرادة العراق وإخضاعهم لهيمنة الولي الفقيه.

إيران تشعر أنها بدأت تتكبد خسائر كبيرة نتيجة اتساع رقعة ورطتها في المنطقة، ومهما تظاهرت بأنها في أفضل حالاتها، فإنها تكابر كثيرا وتظن أن كسب معارك في أكثر من ساحة ساخنة ومعادية لها، ليس أكثر من موعظة جوفاء لمعمم دجال يرتدي عمامة سوداء ويحمل لقب آية الله العظمى، أو ليست أطول الزمن الذي يستغرقه صنع سجادة كاشانية.

دول مثل الولايات المتحدة اعترفت أنها لم تعد قادرة على خوض حربين في وقت واحد فكيف الحال بالنسبة لبلد منهك مثل إيران؟

صحيح أن خسائر إيران معظمها من حملة جنسيات عراقية ولبنانية وأفغانية ويمنية، لكن نتائج مغامراتها ستؤجج نارا الانتقام عند كل من تعرض للظلم على يد قوات إيرانية أو مليشيات تم تصنيعها في طهران.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,052,946

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"