كردنة المنطقة بعد تهويدها وتشيعها

نزار السامرائي

جون كيري وزير خارجية الولايات المتحدة قام بعملية جر أذن قوية وسريعة التأثير لنظيره الروسي سيرجي لافروف عندما قال في مؤتمر صحفي له "إن لصبر بلاده حدودا من موقف روسيا بتوجيه ضربات جوية لتنظيمات مسلحة متعاونة مع واشنطن" ومن باب التعريف بها فإنها حصرا ما تسمى "قوات سوريا الديمقراطية" وقطعا هي لا تختلف عن كل عملاء أمريكا  في العراق الذين سخرتهم لتحقيق أغراضها وأهدافها بعيدة المدى والذين جاءت بهم تحت لافتة نشر الديمقراطية في الشرق الأوسط.

 

بعد تهديد كيري مباشرة اعتذرت روسيا وقالت إن الأمر حصل نتيجة تداخل القوات المعارضة للنظام وتوقف القصف الجوي الروسي على قوات سوريا الديمقراطية التي كانت تتقدم باتجاه مدينة منبج العربية، وهي جزء من خطة أكبر بكثير من هذه المدينة، فقبلها تقدمت "البيشمركة" التابعة لحزب العمال الكردي التركي، والمجنّدة أصلا من نظام بشار نحو مدينة عين العرب وتل أبيض، هي ما زالت تحتل تل رفعت.

وفي معرض نفيه للطابع الكردي لقوات سوريا الديمقراطية، يطرح المسؤولون الأمريكيون وقيادة التمرد الكردية السورية، أن نسبة عالية من مقاتلي الحركة هم من العرب، وهذه لازمة مشتركة بين ما تطرحه الحكومات الطائفية في المنطقة الخضراء عن أعداد الضباط وأعداد مليشيا الحشد العشائري من السنة، وما يطرحه المتمردون الأكراد عن عدد العرب في صف قواتهم، فالعرب السنة في كلا التجربتين هم من المرتزقة الذين بدأت تجربة تجنيدهم من قبل الولايات المتحدة في الصحوات الفاسدة عام 2007 لمواجهة حركة المقاومة الوطنية المسلحة تحت شعار الحرب على القاعدة، ثم ونتيجة عزلهم سياسيا واجتماعيا وعشائريا فقد وجدوا أن الاستمرار في طريق الخيانة هو الطريق الوحيد لهم ولمن ارتبط بهم.

أما العرب في التجربة السورية فهم من الذين أجّروا بندقيتهم لطرف سيعرفون لاحقا ما هي أخطار حماقتهم التي أقدموا عليها، وذلك عندما يتحولون إلى ماسحي أحذية أو عمال نظافة في البلديات من دون أية فرصة لتطوير واقعهم، لأنهم سيصبحون رعايا من الدرجة الرابعة أو الخامسة.

السلطة الحقيقية بيد من خولته قوى خارجية مثل أمريكا وإيران وروسيا لإصدار الأوامر وليس للغلبة العددية الميكانيكية التي تتحرك ببلاهة وبلادة لتقطع أوصال وطنها خدمة للمشروع الصهيوني الأمريكي بتقسيم الدول العربية والذي بدأ بالعراق ولا يراد له أن يتوقف حتى عند أقاصي المغرب العربي وأقصى جنوب الجزيرة العربية.

أليس مضحكا أن يكون هناك 15 ضابطا هم القادة الميدانيون الأكراد لحركة التمرد في شمالي شرقي سوريا وهناك 3 فقط من العرب الذين يشعرون بالدونية وذل العمالة للمشروع الأمريكي، وذهب معهم عدد من الشعوبيين والشيوعيين المتساقطين كما حصل قبلا في التمرد الكردي في العراق؟

هل يصدق عاقل أن أمريكا جاءت بكل هذا الحشد العسكري في المتوسط والخليج العربي من أجل سواد عيون السذج من أكراد سوريا والأكثر منهم سذاجة من العرب الذين وضعوا أنفسهم في خدمة شياطين إيران والولايات المتحدة وروسيا.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,038,354

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"