#أميركا اختارت "التشيع"!

نزار السامرائي

في جلسة وراء أبواب مغلقة جرت بين مسؤول أميركي ووفد الحوثيين إلى مفاوضات الكويت  التي يرعاها حاكم الكويت نفسه ويحرص على استمرارها كحرص إسماعيل ولد الشيخ أحمد أو أكثر، اعتذر محمد عبدالسلام بخنوع وذلة لأميركا عن رفع شعار الموت لأميركا وقال إن "الأمر لا يعدو عن كونه شعارا سياسيا من دون قصد".

 

علينا أن نعي جيدا الولايات المتحدة مستعدة أن تدفع بأي مسؤول أميركي أن يهتف بالموت لها فيما إذا اقتضت مصلحتها العليا، وبالتالي فهي لا تكترث للشعارات وإنما للأفعال الحقيقية على الأرض، فإيران الخميني هي مخترعة شعار الموت لأميركا وهي التي جعلت منه بضاعة مطروحة في الأسواق العربية، ومن بين من تبنى هذا الشعار بقوة عملاء أميركا في العراق، وكذلك حزب الشيطان اللبناني الذي اعترف رئيسه بأن الحزب يتنفس ويأكل ويشرب من الخزينة الإيرانية، ومع أن واشنطن تضعه على لائحة الإرهاب فإنها تقدم الدعم لمقاتليه في الفلوجة الدعم الجوي.

بعد الاجتماع بين الطرفين أعلن أن الحوثيين تعهدوا في غضون دقائق لأميركا بالانسحاب من مناطق معينة وتسليم بعض الأسلحة، وهو ما عجز عن انتزاعه المفاوض الأممي أو المفاوض الحكومي، فماذا جرى؟

غالب الظن أن الحوثيين حصلوا على تعهدات أميركية بدفع ثمن سياسي لهم على مستوى دور في السلطة المقبلة أكبر بكثير من حجمهم وثقلهم ونسبتهم السكانية، ومما قدموه من وعود لم يتأكد منها شيء على الأرض.

ما كان ينبغي وقف العمليات العسكرية والتي أوشكت أن تجهز على الحوثيين وصالح لولا الضغط الأميركي على التحالف العربي بقبول وقف العمليات الحربية والذي مكّن الحوثيين من إعادة انتشار لقواتهم وتحقيق مكاسب حقيقية على الأرض كادت أن تعصف بنتائج عمل التحالف العربي لسنة كاملة من الجهد والتضحيات والمعاناة.

إن الخطيئة الكبرى التي ربما تتحمل مسؤوليتها دولة الإمارات العربية المتحدة في عدم رفع الحصار عن مدينة تعز والتوجه بدلا من ذلك إلى المكلا، هي التي أعطت الحوثيين وصالح طول أمل بقدرتهم على شق التحالف العربي وفرض إرادات وخيارات متباينة داخله.

لو أن تعز تحررت من الحصار لتحولت إلى أكبر خزان بشري معاد للحوثيين وصالح ولتحولت إلى قوة هائلة في خدمة المجهود الحربي من خلال مقاتليها أشداء وخبرات أبنائها العسكرية وانتمائها الوطني والمذهبي الذي لا يمكن أن يقبل بالتشيع على نظرية الولي الفقيه، ومن المؤكد أن معركة المكلا لم يكن هناك داع لفتحها ومن ثم بدء تقديم التضحيات من خلال العمليات الانتحارية التي ينفذها تنظيم داعش، فتأكل من قدرة القوة العسكرية للشرعية في معارك عبثية لم يكن لها مبرر في وقت اشتداد المعارك على جبهات أخرى، فمن دون حسم المعركة مع طرف لا يجوز فتح معركة أخرى وإلا كان ذلك انتحارا.

على العموم إذا كان الطرف الحكومي والتحالف العربي، في حالة اضطرار للتعاطي مع قضية اليمن من منظور القانون الدولي وعدم التصادم مع منطق الحوار لحل الأزمات الدولية والإقليمية، فإن الواجب يقضي بأن يرفع التحالف شعار " نقاتل ونتفاوض في وقت واحد"، وربما عندما استأنف جيش الشرعية عملياته على مشارف مطار صنعاء، أراد الحوثيون تدارك الموقف وتقديم التنازل لأميركا وليس للأمم المتحدة أو للشرعية أو لإيمانهم أنهم مطالبون بجعل الشعب اليمني يعيش هدوء واستقرارا بعد طول عنت.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,042,894

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"