مسرحية جديدة!

الصورة: الغبان خلال ممارسته الإرهاب ضد جيش العراق الوطني في ثمانينات القرن الماضي. أرشيفية.

نزار السامرائي

وزير داخلية نظام المنطقة الخضراء، محمد الغبان، قال إنه سلم استقالته للعبادي، يقصد أنه ينتظر إعلان العبادي رفضها، لأن المحاصصة القلقة داخل التحالف الشيعي أكثر تعقيدا من توازنات المحاصصة بين الشيعة والعرب السنة والأكراد، والتي صممتها مؤتمرات الخيانة في لندن وصلاح الدين وثبتها الحاكم الأميركي المجرم بول بريمر.

 

يبدو أن هذه الخطوة إشعار من مليشيا القتل والجريمة "غدر" بالانحياز إلى الفاسد الأكبر ومرجع الجريمة الأعلى نوري المالكي الذي أعلن عن استعداده للعودة إلى رئاسة الحكومة إذا ما اتفق التحالف الشيعي على اختياره، مصورا نفسه بأكبر عدسات العالم بأنه منقذ العراق الأوحد، وكأن العراقيين عميان أو طرشان أو فقدوا ذاكرتهم بهذه السرعة الخرافية، أو أن ما يحصل فيه من أحداث كبرى قد أدخلته في مرض الزهايمر المركب والمستعصي على الشفاء، والمالكي هنا يؤكد أنه عبد للسلطة وما توفره له مال ووجاهة وتحكم بمصائر البلاد والعباد، وكأن العراقيين قد غفروا له ما سلف كي يضيف إلى رصيده الملعون المزيد من النجاسات.

يجب أن يعلم المالكي أنه مطلوب أمام الله والشعب وأمام القانون الدولي بجريمة سرقة مليارات الدولارات هو وحاشيته العائلية المقربة وعصابته من داخل كتلته السياسية ومن اشتراه من السنة خاصة وهم معروفون للقاصي والداني.

أما وزير داخلية مافيا بدر محمد الغبان فهو مجرد هارب من العراق إلى العدو في زمن الحرب وحكمه هو حكم أي خائن، نعم إنه إيراني الأصل والولاء، ولكنه تنّكر لخير العراق وخبزه فخان وارتمى في حضن الولي الفقيه وآمن بكل ما يؤمن به من انحرافات دينية وأخلاقية وفي بدايتها المتعة التي عمم انتشارها بين أسر القوات التابعة له كمليشياوي أو وزير.

الأمر ليس بهذه البساطة أن ترحل أيها القاتل، كل زبالة العملية السياسية يجب أن نحفر لها مكبا عميقا ونلقيها فيه ونريح العراقيين من روائحها النتنة ومن أفعالهم الأكثر نتانة.

المغبون أو الغابن أو الغبان، اشترط لسحب استقالته إجراء "تطهير" في الأجهزة الأمنية، أي بعبارة أخرى تسليم الملف لمافيا بدر لتجعل من العراق سوقا للبغاء السياسي ومبغى عاما لأسياده مقاتلي الحرس الثوري وغيرهم سواء اللابثين في العراق أو المارين به إلى سوريا، ومع ذلك فإن الاستقالة ليست أكثر من مزحة ثقيلة على الأذن والعين العراقيتين الأصيلتين لن يتوقف عندها عراقي حقيقي، أما قوله بأن مفخخة الكرادة جاءت من ديالى، فهذه إدانة له وللمافيا التي ينتمي إليها، وتأكيد على أن مافيا بدر هي التي جلبتها، لأن ديالى تحت سيطرتها الكاملة أمنيا وإداريا وهو قرار إيراني قاطع، وربما يريد أن يقول بأن ما تبقى من مناطق سنية في ديالى خارج سيطرة مليشيا الحقد يجب أن تدفع ثمن دماء ضحايا تفجير الكرادة.

هذه هي عقدة الشحن الطائفي وعندها تسكن كل العبرات، ويريد الغبان تأجيج نارها لأن إيران تريد لديالى محافظة حدودية مصممة على مقاسات دولة الولي الفقيه، وعلينا انتظار الصفحة القادمة.

اطمئن سيادة الوزير المغبون، حيدر العبادي لا يمتلك خيار تغييرك إلا بعد أخذ الأمر من رئيس العراق الحقيقي والقائد العام لقواته المسلحة الجنرال قاسم سليماني، وقد يطيح به ويبقيك فاشكر لولي نعمتك موقفه الثابت.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,033,462

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"