خالد الدخيل
سيدخل مساء الجمعة الماضية كلحظة فارقة في تاريخ تركيا والمنطقة. في تلك الليلة حصلت محاولة إنقلاب عسكري على حكومة منتخبة ديموقراطياً، ثم فشلت بسرعة لافتة. الفارق في ذلك أن المحاولة كانت في حقيقتها مواجهة مع الشعب وليس الحكومة لا سابقة لها في تاريخ تركيا منذ زمن أتاتورك. جاءت المحاولة على يد مجموعة في الجيش التركي مهددة بعودة ظاهرة الانقلابات كوسيلة وحيدة للتغيير السياسي. هل ينجح الانقلاب أم يفشل؟ احتبست الأنفاس في الساعات الأولى. بدا المشهد التركي حينها مربكاً. الأخبار الأولى تقول إن الجيش استولى على سلطات الدولة، وعلى المحطة التلفزيونية الرسمية. رئيس الأركان تم وضعه تحت الإقامة الجبرية. مصير الرئيس رجب طيب أردوغان بدا غامضاً لأول وهلة. كان في منتجع بودروم السياحي، لكن لا أحد يعرف ماذا حصل له، ولا أين هو في تلك اللحظات الحرجة. كان بن علي يلدريم، رئيس الوزراء، هو الوحيد من بين أعضاء الحكومة الذي يتواصل مع الإعلام مؤكداً حصول محاولة الأنقلاب وتماسك الحكومة في وجهه. انتشرت دبابات الجيش في شوارع أنقره وإسطنبول، وأغلق أكبر جسرين على البوسفور. ثم جاءت الأخبار بتحليق طائرات ومروحيات عسكرية في سماء أنقرة، وضرب مقر المخابرات العامة في العاصمة. وأخيراً أعلن الانقلابيون بيانهم الأول من على شاشة التلفزيون الرسمي، معلنين سيطرتهم على السلطة، وفرض حظر التجول في كل أنحاء تركيا.





