#بابل.... (إسرائيل) قدوتها ومثلها الأعلى!

نزار السامرائي

قبل مضي شهر واحد على آخر جمعة في شهر رمضان وهو اليوم الذي اختاره روح الله خميني يوماً عالمياً للقدس، ومن باب تأكيد الترابط بين فكر خميني وعلاقته بالممارسات (الإسرائيلية)، اتخذ مجلس محافظة بابل قراراً تاريخياً بتهديم بيوت من يثبت تورطهم بعمليات (إرهابية) وتهجير عائلاتهم، تأسيا بما تنفذه (إسرائيل) ضد من يقاوم خططها للاستيلاء على مزيد الأراضي!

 

لكن (إسرائيل) كانت أكثر (تمدناً) في خطوات تهويد الأراضي الفلسطينية وأكثر (إنسانية)، فقد نصت قوانينها على تنفيذ الحالات التي تقع بعد تشريع القانون المذكور، أما قانون محافظة بابل "لتهويدها" فقد نص على أثر رجعي، أي أنه يشمل الحالات التي وقعت منذ عام 2003، وهذه الإنسانية والنظرة المتحضرة الفريدة لا يمكن للمراقب أن يراها إلا في قوانين الاحتلالين الأميركي والإيراني وسلطة التمذهب الإقصائي، ويبدو أن بعض الرياء وليس الخجل "لأن هؤلاء لا يخجلون من عيب" هو الذي دفع بالمشرّع البابلي إلى أن يجعل التشريع لعموم محافظة بابل من قبيل ذر الرماد في العيون، ولم يحصرها كما كان يفكر وهو يحمل البندقية المصوبة نحو الأعضاء السنة في المجلس إن وجدوا حتى الآن، والذين فقدوا بوصلتهم بعد أن فقدوا غيرتهم وشرفهم، كان يفكر بشمال محافظة بابل حيث المدن السنية التي قاومت ببسالة الرجال، الاحتلال الأميركي وقدمت عشرات الآلاف من الضحايا والمشردين والمغيبين، نعم كانت أبصاره تنظر نحو جرف الصخر والمحمودية واللطيفية والإسكندرية والمسيب والمناطق السنية في المحافظة حصرا.

حسنا هذا حكم القوي على الضعيف، ولكن ما هو الإرهاب ومن هو الإرهابي الذي سيخضع هو وعائلته لمثل هذا القانون "المعبر عن جوهر الفكر الشيعي" والحضاري الذي ستحسدنا عليه سويسرا والسويد ودول العالم الأخرى الأكثر تطورا؟ وهل سيخضع "الإرهابيون" المفترضون لمحاكمات عادلة؟ أم أنهم سيوضعون على لائحة التصفية ويتم قتلهم جماعياً من قبل ميليشيا حشد الجهاد الكفائي؟ ومن ثم تصدر بحقهم أحكام الإعدام أو "التدمير"؟.

ومن باب وضع الأمور في إطارها الصحيح فإننا نشير إلى أن التقاضي في (إسرائيل) أكثر نزاهة ودقة مما يحصل في العراق، وأن من يتعرض للظلم في (إسرائيل) هم الفلسطينيون فقط والذين تريد (إسرائيل) اقتلاعهم من الأرض لوضع شعار "يهودية الدولة الإسرائيلية" موضع التنفيذ، أما ما يحصل في العراق فهو من قبل "أخوة في الدين والوطن والقومية"!

فهل جاء تزامن تشريع هذا القانون المحلي لمحافظ بابل مع "تشريع" رئيس الوزراء حيدر العبادي لقانون اتحادي بتحويل الحشد الشيعي إلى قوة رسمية موازية لقوات مكافحة الإرهاب بمحض الصدفة؟ أم هي خطوات متعاقبة ومدروسة لتشييع العراق يشرف عليها الولي الفقيه وسط شعارات عالية من النفاق والتقية؟

نقولها بصوت عالٍ وليسمعه الإيرانيون ومعمموهم من حملة الولاءات والجنسيات المتعددة، سواء كان مقرهم في النجف وكربلاء أو في طهران وقم، إنكم تراهنون على سراب فالعراق الذي فتح في زمن الفاروق عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لن يفقد بوصلته نحو عاصمة ساسان أبداً، وأن سنة العراق رقم صعب ولن يتاح لكل من هب ودب وأساء الأدب ممن امتلك السلطة والبندقية والمال، أن يحذفه من الخارطة.

إنكم ترسمون خط نهايتكم بأيديكم، وطالما أنكم تصرّون على ركوب بغلة الباطل، فعليكم أن تتوقعوا أن كل من سيستهدف بعقيدته وماله وعرضه، فإنه سيهب للدفاع عن تلك القيم، وطالما أنه محكوم عليه بالموت فإنه سيختار طريقة الموت بنفسه وبشرف بدلا من الموت بذل، وحينها لات ساعة مندم.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,051,595

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"