هيفاء زنكنة
في الأشهر التي سبقت غزو العراق عام 2003، أطلقت منظمات انسانية دولية، التحذير تلو التحذير، عن كارثة انسانية مقبلة سيعيشها المدنيون إذا ما تم شن الهجوم العسكري بدون الأخذ بنظر الاعتبار حياة المدنيين. لم تصغ الدول العظمى صاحبة القرار، أو الدول العربية التابعة لها، اذ لم تكن حماية المدنيين ومستقبلهم من اولوياتها، وأقصى اهتمام أولته للضحايا، عبر سنوات الاحتلال، وتنصيب حكومات محلية تحمي مصالحها، هو اعتبار المدنيين «ضحايا ثانويين» في مخطط يستحق التضحية بالملايين، ان اقتضى الأمر. ليطبقوا بذلك مقولة مادلين اولبرايت، وزيرة الخارجية الامريكية في فترة الحصار، في التسعينيات، بأن محاولة تغيير نظام صدام حسين، نعم، يستحق موت نصف مليون طفل عراقي.
نعيش، هذه الأيام، استنساخ سياسة اولبرايت، بمستويات متعددة.





