شعار #إيران الجديد "كأس سم"

نزار السامرائي

يبدو أن العقل الإيراني الباطن يؤشر نحو هدف مركزي واحد وهو إزالة جبل ذل الهزيمة العسكرية والنفسية والإنسانية الجاثم على صدر إيران، وهي الهزيمة التي أرغمت الزعيم الهندي السيخي المتحول إلى آية الله العظمى الإيراني، الخميني على تجرع كأس السم.

 

هزيمة إيران في حرب الثماني سنوات بقيادة الرئيس صدام حسين رحمه الله، هي ليست الأولى التي تلحق بإيران على أيدي العراقيين، فمعركة ذي قار كانت المنازلة الأولى التي تجرعت فيها إمبراطورية فارس هوان الهزيمة على يد فرسان العرب من بني شيبان بقيادة هاني بن مسعود ومن تحالف معه من قبائل العراق العربية، ويبدو أن لبني شيبان خاصة والعراقيين عامة، فريضة خصهم الله بها من دون العالمين، وهي تأديب الفرس كلما أساءوا أدبهم وتطاولوا على أسيادهم، ففي معركة قادسية الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه، قاد المعركة في بدايتها القائد المثنى بن حارثة الشيباني فانتهى فيها عرش ساسان إلى الأبد.

ومن أجل أن يثبت الخميني إيرانيته المنتحلة "لأنه سيخي من الهند" فقد حرص بعد استيلائه على السلطة سطوا على تضحيات شعوب إيران، على رفع شعار تصدير الثورة واضعا العراق نصب عينه الطامعة بالزحف الإمبراطوري الجديد، ولكنه اصطدم بجدار شاهق من البطولة العربية لأبطال الجيش العراقي ذي السفر الخالد عبر تاريخه، فلقنوا جيش الخميني وحرسه الثوري هزيمة ما تزال تأكل وتشرب مع معممي إيران مع كل وجبة طعام أو شربة محرمة ومحللة، حتى حولت حياتهم إلى كابوس مرعب، لا يطيق واحدهم أن يواجه زوجته ليثبت لها أنه مجرد ذكر.

ومنذ أيام العرب المجيدة في معاركهم الثلاث، فقد صمم الإيرانيون على الانتقام ليس بشجاعة مقاتليهم أو كفاءتهم، بل ما تواصوا به وتوارثوه أبا عن جد من خبث وسوء الطوية، ولأنهم يعانون بسبب العراقيين من وجع الذل المستدام، فقد نقلوا جانبا كبيرا منه إلى أتباعهم من حملة الجنسية العراقية أو الجنسيات العربية الأخرى، وهذا ما نلاحظه من تصريحات بعض المتحدثين من أتباعهم وخاصة عندما يكيلون لزعماء إيران المغفلين كل ما يحمله قاموس التبجيل من عبارات.

وما قاله متحدث باسم مليشيا الحشد الحاقد، "إن قاسم سليماني باعتباره مستشارا ليس للحشد فقط وإنما لوزارة الدفاع والداخلية فإنه سيتولى قيادة معركة تحرير الموصل"، ولو حولنا فهم هذا المقطع لوجدنا أنه يقصد أن العراق فارغ من أية قيادة عسكرية على المستويين الاستراتيجي والميداني، وأن عامل البناء سليماني الذي لم يعرف له تاريخ قتالي غير ما كان يحصل عند تقدم قطعان الحرس الثوري وهو من بينهم خلال حرب الثماني سنوات ليواجهوا مصيرهم الأسود، إذ كان أبطال القادسية يحسونهم حسا فلا يبقون لهم ديارا إلا من لاذ بهرب عاجل من هول قيامة العراقيين على بلاد فارس.

مختصر ما أراده هذا الحشدي الرخيص هو توجيه إهانة للجندية العراقية، عسى أن يكون في ذلك ترياق لبلاد فارس من بأس العراق، ولكي يقول إن كبار القادة العسكريين العراقيين الذين أصبحت صولاتهم وخططهم تدرّس في أرقى المعاهد العسكرية العالمية، أضاعوا بوصلتهم وتلاشوا كسراب صيف، ولولا عامل البناء السابق والجنرال الحالي قاسم سليماني، ما حقق العراقيون نصرا.

على العموم هذه محاولة يائسة بائسة من جنرالات إيران المعممة سودا وبيضا، لإزالة شيء من مرارة الهزيمة المستوطنة في أعماق النفس الإيرانية من أية منازلة مع العراقيين، ولن يفلح أحد من النجاة منها بل ستقودهم جميعا إلى حتفهم سواء بتجرع كأس السم أو بالسرطان أو الأزمات العقلية أو القلبية وسيريهم الله آياته في الآفاق وفي أنفسهم.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,027,696

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"