محمد زاهد غُل
كانت القيم والأفكار الغربية من بين القيم والأفكار والأسباب التي دفعت الأتراك وهم في أواخر العهد العثماني للمطالبة بالإصلاح والديمقراطية، باعتبار أنها قيما إنسانية وتمنح الشعب حرية أكبر في تقرير مصيره وإدارة شؤون حياته بقناعاته، وكانت إقامة النظام الجمهوري على تلك القيم على خطى الاقتداء بالقيم الأوروبية تعني أن تركيا قد دخلت مرحلة تقارب وانتماء إلى أوروبا، ورغم وقوف الأتراك 53 عاما على أبواب الاتحاد الأوروبي ينتظرون دخول الاتحاد الأوروبي، إلا أن الأوروبيين لا يقابلون الأتراك بالترحيب ولا يقابلون الود بالود، فالقلوب الأوروبية غير الأقوال، بل بلغ فيها الحال ألا تتضامن مع تركيا بالأقوال أثناء انقلاب 15 يوليو 2016، وكأنها - أي الدول الأوروبية - كانت تتمنى أن ينجح الانقلاب، أو ألا ينجح الشعب التركي بالدفاع عن دولته وديمقراطيته وحكومته الشرعية المنتخبة، ولذلك انتظرت كثيرا حتى أعربت عن رفضها للانقلاب، بل كانت أكثر حرصا على حماية حقوق الانقلابيين، وكأنهم كانوا في رحلة صيد ولم يتمكنوا فيها إلا من قتل 240 مواطنا تركيا، وجرح أكثر من ألفي جريح، فضلا عن قصفهم بالطائرات الحربية بمقار الدولة المدنية والعسكرية بطريقة لم تعرفها الدولة التركي في انقلاب عسكري سابق.





