بشير نافع
في لحظة حقيقة نادرة، نطق الجنرال، مستدعيا حكمة أجيال من الجنرالات الانقلابيين الذين مضوا من قبله، قائلا: «شرف المقاتل أنه لا يتآمر ضد الرئيس ولا يرتب لعزله». نعم، شرف المقاتل ليس أن يدافع عن تراب وطنه، مهما كان حجم التضحيات، لا أن يحرس سيادة دولته وسلامة شعبه، ولا أن يحترم الدستور والقوانين، شرف المقاتل هو شيء غير ذلك تماما، شرفه ألّا يتآمر على رئيسه ولا يعمل من أجل الانقلاب عليه. فأي تيه هذا الذي يخوض غماره الجنرال، أي تيه أنزل عليه هذه الحكمة الفريدة، أي تيه دفعه إلى الوقوف عاريا أمام شعبه والعالم، ليس ثمة ما يستر عوراته؟





