ملاحظة تمهيدية من هيئة تحرير وجهات نظر: كاتبنا القس لوسيان جميل يقدم في هذه المقال رؤية انثروبولجية لظاهرة الشر وفق قراءاته للانجيل، ومحاكمته للنصوص الدينية التي يؤمن بها، وبالتالي فهذه الرؤية لا تتعرض لفكرة الشر كما وردت في نصوص الأديان السماوية الأخرى، وانما هي رؤية محكومة بنصوص الانجيل الذي يؤمن به القس جميل.
ظاهرة الشر، نظرة انثروبولوجية بنيوية
القس لوسيان جميل
اعزائي القراء!
المقال الذي اكتبه الآن عن الشر، لا يتناول الناحية الأخلاقية ولا الناحية الراعوية ولا ناحية الأذى الذي يمكن ان يعمله الشر للبشر، ولكنه سوف يتناول مشكلة الشر، من حيث طبيعته، اي من حيث انه ظاهرة Phénomène، يسعى البشر في مختلف حقبهم الانسانية، الى معرفة حقيقة ماهيتها.
غير ان ظاهرة الشر، في الواقع، قد لا تكون مشكلة حقيقية دائما، لكنها ليست او لم تعد سرا وأحجية Enigme تتطلب فك رموزها، وانما تتطلب معرفة حقيقة هذه الظاهرة، من خلال تحليل Analyseانثروبولوجي معمق، وليس اكثر من ذلك. اما عقائدنا ونصوصنا المقدسة، فليست مكتوبة من اجل فك كل الطلاسم والأحجيات، وفتح كل الأقفال المغلقة، يعني مفتاح باسبارتوتPassepartout.





