المسلمون يواجهون ألف هولوكوست وأكثر!

الصورة: مشهد من هولوكوست سوريا الذي تنفذه دول كثيرة حول العالم. أرشيفية

طلعت رميح

هي حالة أقرب إلى ما حدث مع السكان الأصليين في أمريكا واستراليا من أعمال إبادة حضارية شاملة، لكن دعونا نوصفها ونقارنها مع ما هو معترف به ورائج على نحو تاريخي وسياسي وقانوني مستحكم في العالم الغربي.

 

فما يجري ضد المسلمين هو الهولوكست الحقيقي، إذ سقط فيه من الضحايا - حتى الآن – ما يفوق أو أضعافا مضاعفة لتلك الأرقام التي تذكرها اسرائيل لأعمال القتل والإبادة التي جرت ضد اليهود على أساس عنصري وديني وسياسي واقتصادي في زمن هتلر.

وما يجري ضد المسلمين هو الأشد وحشية، إذ تجري إبادتهم بالغازات الكيمياوية السامة واليورانيوم المنضّب الذي يظل ينتج السرطان الناهش في الأجساد- ويزرعه في التربة- لعشرات الأجيال، والإبادة الأكثر اتساعا بمئات المرات مما جرى في ألمانيا، باعتبارها إبادة تجري للمسلمين في عشرات الدول، وفي وسائل القتل والتعذيب فهي الأشد لاعتمادها على ما حققه العلم!

والهولوكوست الجاري ضد المسلمين تقوم عليه دول عظمى وأخرى إقليمية، وعلى أيدي جيوش هي الأشد امتلاكا لوسائل الفتك والتدمير والإبادة وعلى يد ميليشيات تعيد أعمال الإبادة والتهجير والقتل والتعذيب لوحشية القرون الوسطى.

لقد جرى الهولوكوست ضد اليهود في دولة واحدة وبقيادة الزعيم النازي، فيما الهولوكست ضد المسلمين يجري في عشرات الدول وتقوم به أقوى جيوش العالم، من الولايات المتحدة وما قامت وتقوم به قواتها في أفغانستان والعراق وسوريا، إلى روسيا وما قامت به في الشيشان إلى سوريا، إلى فرنسا وما قامت به قواتها في أفريقيا الوسطى وغيرها.

وتقوم به جيوش دول إقليمية هي الأشد عدوانية، كما هو حال ما يفعل الجنود الإسرائيلون والمستوطنون في فلسطين، وكما جرائم الحرس الثوري والميلشيات الإيرانية في العراق وسوريا واليمن.

وهو هولوكوست ما تقوم به دول أخرى لا يعرف الكثيرون مواقعها على الخريطة الجغرافية أو السياسية، كما هو الحال في أراكان بميامار ..الخ، فضلا عن أعمال التمييز العنصري والديني والعرقي الجارية في دول أمريكا وأوروبا والصين ضد المسلمين لمجرد أنهم مسلمون أو عرب، والأشد مرارة وانفلاتا هو ما تقوم به بعض الحكومات التابعة للغرب والشرق في دولنا نفسها!.

وإذا كان هولوكست اليهود، قد جرت خلاله أعمال طرد وتهجير - وبعيدا عن ما هو معروف من قصص تعاون قادة الصهاينة في أعمال طرد اليهود لإنفاذ مشروع احتلال فلسطين - فقد تكثفت جهود الدول العظمى وتبادلت الأدوار من بريطانيا إلى روسيا إلى إمريكا إلى فرنسا – على حقب زمنية متباعدة - لتمكين اليهود من احتلال فلسطين وطرد شعبها، ومن بناء دولة قوية عسكريا واقتصاديا وعلميا، فيما المسلمون المهجرون خلال الهولوكوست الجاري ضدهم، توصد أمامهم حتى أبواب الهجرة، ويموتون في كل بحار العالم من المتوسط إلى بحر الصين الجنوبي، بل حين تطرح بعض الدول الإسلامية التي ما تزال تقف على أقدامها، إمكانية مساعدة الثوار لإسقاط نظام قاتل مجرم أو لمواجهة وصد أعمال الإبادة، تقوم الدول الكبرى بمنع السلاح عنهم وكأن قرارا متخذ بتسليم كل الرقاب للذبح.

وحين تطرح بعض تلك الدول – الواقفة على أقدامها - تشكيل منطقة آمنة لمن بقي على قيد الحياة ولا يريد – أو لا يقدر – على مغادرة أرضه، تمنع الدول الكبرى ذاتها إقامة المنطقة الآمنة، لتظل الإبادة على حالها.

والهولوكوست ضد المسلمين لا يجري ضد أقلية، كما كان حال اليهود في ألمانيا، بل هو يجري ضد مواطنين يزيد تعدادهم عن المليار نسمة، وفي ذلك تبدو المفارقة التي لا يقل عنها إثارة للدهشة أن الدول الكبرى والإقليمية التي ترتكب الإبادة، قد سلحت الأقليات وموّلت ميليشياتهم لتتسع دوائر القتل أضعافا.

أليس هذا هو الهولوكوست الحقيقي؟.

 

نشر المقال هنا

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,036,911

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"