كشف المستور في فتوى #خميني بقتل سلمان رشدي 3-3

علي الكاش

‏((شكرا سيدي الإمام الجليل آية الله خميني فقد أوصلتني إلى مكانة وشهرة لم أكن احلم بهما في ‏يوم من الأيام، لك الفضل الأول والأخير بهما، وأنا مدين لك طوال عمري)).‏

‏ المحب لك دائما وأبدا ‏

سلمان رشدي

‏6. سلمان رشدي ومبدأ خالف تعرف

رشدي يأخذ بمبدأ خالف تعرف، ففي روايته (أطفال في منتصف الطريق) انتقد العادات والتقاليد ‏في الهند بطريقة بليدة وجارحة لشعبه. وصب جام غضبه على انديرا غاندي رئيسة وزراء الهند ‏حينذاك بسبب خطتها لتنظيم النسل في البلاد. فأقامت عليه دعوى قضائية وكسبتها. وبسسب ‏تهجمه على بلده والاسلام ـ لا غيره ـ منحته بريطانيا العجوز جائزة بوكر! وقد اعتذر رشدي ‏لأنديرا غاندي ولشعبه عما لحق بهما من ضرر فصرح لاحقا" إن الهند أصبحت دولة كالصين، ‏دولة شمولية". كما تضامن رشدي مع الغرب في حملته الظالمة على الحجاب فقد جاء في رواية ‏آيات شيطانية" جاءت الأنباء بأن مومسات الحجاب اتخذت كل واحدة منهن اسم زوجة من أزواج ‏‏(ماهوند) مما زاد من شبق ذكور المدينة". ويقصد زوجات النبي (ص).‏

من ثم إعتذر في نهاية عام1999 للمسلمين عما سببه من أذى لمشاعرهم بحجة قلة معرفته ‏بالتأريخ الإسلامي وكان عذره سخيفا! فمن جهة أن تخصصه الجامعي في التأريخ الاسلامي ينفي ‏جهله التام كما ذكر! ومن جهة أخرى يلاحظ في الرواية تفاصيل مهمة ودقيقة عن حديث الغرانيق ‏وصلح الحديبية ومصرح حمزة، وتفاصيل عن أمهات المؤمنين ومسائل أخرى مما يدحض عذره ‏ويسفه إعتذاره، بالطبع إن صح إعتذاره. ‏

ولو إفترضنا جدلا جهله بالإسلام فما عذره بأن يسبغ أسماء امهات المسلمين على بغايا وبنفس ‏العدد والمواصفات ولاسيما خديجة وعائشة؟ وهل جاء الإسلام " لتنظيم الفساء وطرق ممارسة ‏الجنس" كما ورد في روايته؟ أم كان أفضل نظام وشمولية لتنظيم الحياة البشرية والعلاقات ‏الإجتماعية بإعتراف أبرز كتاب الغرب ممن لا يصلح ان يكون رشدا نعالا بأقدامهم؟

هذا ليس رأينا كسلمين فحسب بل رأي من يفوقون رشدي علم ومعرفة وشهرة مثل كارل ماركس ‏وليو تلستوي وبرناد شو وتوماس كارليل ولامارتين صاحب المقولة الشهيرة" إن الإسلام هو ‏المسيحية المطهرة". وكارين أرمسترونج القائل" وجدت النبي محمد شخصية مثالية ولديه دروس ‏مهمة ليست فقط للمسلمين، وإنما للعالم كله". ‏

ذكر الشاعر الفرنسي لامارتين" إن حياة مثل حياة محمد وقوة كقوة تأمله وتفكيره وجهاده ووثبته ‏على خرافات أمته وجاهلية شعبه، وشدة بأسه في لقاء ما لقيه من عبدة الأوثان، وإيمانه بالظفر، ‏وإعلاء كلمته ورباطة جأشه لتثبيت أركان العقيدة الإسلامية، كل ذلك يدل على أنه لم يضمر ‏خداعا أو العيش على باطل، إنه فيلسوف وخطيب ورسول ومشرع وهادي الإنسان الى العقل، ‏وناشر العقائد المعقولة الموافقة للذهن واللب، ومؤسس دين لا فريه فيه، ولا صور ولا رقيات، ‏ومنشيء عشرين دولة على الأرض، وفاتح دولة روحية في السماء، تمتليء بها الأفئدة". ‏‏(المستشرقون والإسلام/272).‏

كما ذكر ويل ديوارنت" إذا حكمنا على العظمة، بما كان لعظيم من أثر في الناس، قلنا ان محمدا ‏كان من أعظم عظماء التأريخ، فقد تولى مسؤولية رفع المستوى الروحي والأخلاقي لشعب ألقت ‏به في دياجير الهمجية حرارة الجو وجدب الصحراء، وقد نجح في مهمته نجاحا لم يدانيه فيه أي ‏مصلح في التأريخ كله. إستطاع في جيل واحد ان ينشيء دولة عظيمة". (قصة الحضارة2/4/6).‏ 

7. مخلفات خميني ورشدي

كانت الضجة الجديدة التي إفتعلها حملة مشاعل الديقراطية والتعايش السلمي. وسقوط أحد هذه ‏المشاعل على طاولة مفاوضات حوار الأديان وحرقها بالكامل، من خلال إنتاج فيلم سينمائي ضخم ‏بعنوان(براءة المسلمين) يسيء لشخصية النبي محمد(ص) ويظهره كشخص مغرم بالنساء ويستغل ‏الأطفال جنسيا، ويسيء كذلك للمسلمين عامة، حيث يشبه الإسلام بمرض السرطان الذي لا حلٌ له ‏سوى الإستئصال. وقد بدأ الهجوم الجديد بعد الهدنة التي تلت حروب رسوم الكريكاتير المسيئة. ‏وقد أثار الفيلم الحمية والغيرة على الدين في ليبيا وإنتقل إلى بقية الدول العربية مسدلا الستار على ‏مسرحية حوار الأديان.  ‏

الفيلم المسيء كان من تأليف وإخراج الصهيوني( سام باسيل) وهذا ما أكدته صحيفة أيديعوت ‏أحرونوت الصهيونية، وصحيفة وول ستريت جورنال الامريكية. وقد جمع باسيل اكثر من خمسة ‏ملايين دولارا من متبرعين ومتطرفين صهاينة لغرض تحويل عمله القصصي الى فيلم سينمائي. ‏ووجه كلمة بهذه المناسبة قبل إن يختفي في مكان مجهول أسوة بنظيره سلمان رشدي ذكر فيها إن ‏فيلمه" هو رسالة للعالم لكشف عيوب الإسلام".  ‏

كان من المتوقع أن تظهر الشرارة المخفية تحت رماد نسخ القرآن الكريم التي أحرقها القس ‏المعتوه (تيري جونز) وتتحول إلى لهيب مستعر في هذه الفترة بالتحديد. أي بالتزامن مع أحداث ‏الحادي عشر من سبتمبر، فاليهود تعرف من أين تؤكل الكتف! وهم أذكى شعوب العالم قاطبة في ‏إستغلال عواطف الشعوب وكسب الشفقة والتعاطف الدولي مع أية قضية تخصهم. وكان القس ‏الحاقد جونز من أبرز المروجين للفيلم ودعمه بشكل كبير، لأن الحاقد للحاقد ولي حميم. هذا القس ‏العدواني عنصر فعال في كل عمل يسيء للإسلام. ولم يُطرد من حاضرة الفاتيكان إلى حظيرة ‏الخنازير كأبسط إجراء لإسترضاء العالم الإسلامي.    ‏

إجتاحت عاصفة الإحتجاجات أجواء ليبيا واليمن ومصر ووصلت الى دول أخرى وستمتد لدول ‏أخرى، وقد اخترق المتظاهرون حصون السفارات الامريكية في بلدانهم، وقُتل السفير الامريكي ‏في ليبيا‎ ‎‏(كريستوفر ستيفنز) وإثنين آخرين. وقد أرسل الرئيس الليبي مصطفى ابو شاقور رسالة ‏إعتذار لنظيره الامريكي عن الحادث المؤسف! وهو إجراء بروتوكولي لا إعتراض عليه ويستلزم ‏مراعاته في العلاقات الدولية. لكن يا ترى هل سيعتذر الرئيس اوباما لأكثر من مليار مسلم عن ‏الإساءة التي لحقت بهم؟  ‏

كل ما سمعناه عنه هو إتصاله بالرؤساء العرب الذين إشتدت التظاهرات في بلدانهم للإطمئنان ‏على أعضاء البعثات الدبلوماسية الامريكة فقط! معربا عن استيائه من التعدي على المقدسات ‏ومستدركا بنفس الوقت بأن هذا لا يبرر العدوان على الأشخاص والممتلكات‎ ‎‏(الامريكية)‏‎ ‎‏ هكذا ‏بكل وقاحة! كإنما الفيلم أنتج في كوكب المريخ وليس في بلده الديمقراطي! وهو يعلم جيدا بأن ‏الإستعدادات لإنتاجه بدأت منذ عام، ولم يحرك ساكنا لوقفه بحجة حرية التعبير والديمقراطية ‏الزائفة، التي ما تزال فلسطين العراق وافغانستان وسوريا يدفعوا ثمنها من دماء أبنائهم الزكية. ‏

علاوة على تصريح ضعيف من قبل وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي وصفت الفيلم بأنه" ‏مقرف ومدان، ويبدو إن هدفه هو السخرية الشديدة والإساءة إلى دين عظيم وإثارة الغضب". ‏مستدركة أيضا بأن حكومة بلادها لا علاقة لها بالفيلم! على العكس من الموقف الرسمي الامريكي ‏كان الموقف الرائع للمثلة الامريكية (انجلينا جولي) عندما هزت أكتاف علماء الدين المسلمين ‏لتوقظهم من نومهم وتهمس بإذنهم (هيا إنهضوا ودافعوا عن دينكم)! لقد ظهرت بالحجاب عن ‏قصد في التلفاز لتدافع عن الإسلام ضد اعدائه من أبناء جلدتها! ووصفت الفيلم بأنه" حرب على ‏الإسلام وإساءة كبيرة لأكثر من مليار مسلم" وطالبت بمعاقبة المنتجين. ‏

من الجدير بالإشارة إنه سبق اعتذرت دول أوربا للكيان الصهيوني عن المحرقة النازية لليهود ‏‏(أسطورة الهولوكوست). وقدم قداسة البابا يوحنا بولص الثاني اعتذارا رسميا بشخصه لحكومة ‏الكيان الصهيوني خلال زيارته عام2001.‏

أليس هذا العالم المسيحي نفسه مديناً للدول العربية والإسلامية بالاعتذار عن جبل من الممارسات ‏العدوانية ضدهم؟ إبتداءا من الحروب الصليبية مرورا بالحربين الكونيتين، وما تلاها من تقسيم ‏ظالم للعالم العربي وإستعماره ونهب خيراته وقتل أبنائه وتدمير هياكله الاقتصادية والثقافية ‏والاجتماعية. ونتائجه المدمرة من نهب كنوزه الحضارية، علاوة على ما خلفه من فقر وجهل ‏وتناحر مذهبي وعنصري ومشاكل حدود وغيرها. مرورا بوصف الإسلام بالعنف والإرهاب ‏وإعلان الحرب عليه. ومن زرع السرطان الصهيوني في فلسطين الى  إحتلال العراق وإفغانستان ‏وتقديم البلدين على طبق من ذهب لنظام إسلامي متطرف في إيران! وتدمير سوريا واليمن ‏وغيرها. وما تزال مستمرة، حملة شعواء للسخرية من رمز الإسلام  النبي محمد(ص) من خلال ‏الأفلام والرسوم والقصص، حيث نشرت مواطنة المخرج باسيل وهي الفنانة (تاتينا سوسكن) ‏لوحاتها المسيئة للرسول الكريم. واستمرت عدوى الرسوم المسيئة تنتقل من فنان لآخر بتشجيع ‏خفي من الحكومات الأوربية والماسونية العالمية. وأصابت العدوى أحد الرسامين المتجولين الذي ‏تلقفت لوحاته صحيفة جيلاندس بوست ونشرتها في عددها الصادر في 30/9/2005 وتسلمت ‏الصحيفة جائزة فكتور العالمية لدفاعها عن حرية الرأي! تصوروا مدى الحقد على الإسلام! ‏وإستذكروا تكريم الملكة البريطانية الشمطاء اليزابيث للضال سلمان رشدي صاحب( الآيات ‏الشيطانية)‏

وقد دافع رئيس الحكومة الدنماركية حينها (انسنو غاسموسن) ورئيس وزرائه (اندرس فوغ ‏راسموسن) عن الصحيفة على أساس أن "حرية التعبير ليست محلا للنقاش".

وكان الرد العملي ‏على كلامه أن "حرية مقاطعة البضائع الدنماركية ليست محلا للنقاش".

وتلقفت الصور صحيفة ‏ماغازنيت النرويجية، ونشرتها مع إطلالة عيد الأضحى المبارك بقصد مغرض! كأنها تهنئ العالم ‏الإسلامي والمسلمسن في النرويج بهذه المناسبة! (يأتي المسلمون بالمرتبة الثانية بعد المسيحيين ‏في النرويج).‏

وتلاها كاتب يُقطر حقد ونذالة يدعى (كرايك ونن) الذي نشر كتابه ( نبي الخراب) وقد شبه فيه ‏النبي محمد (ص) بقطاع الطرق! وتجاوزت الصفاقة حدودها لتشمل رجال الدين أنفسهم. ومنهم قائد ‏الكنيسة المعمدانية القس (جيري فاينز) الذي وصف النبي محمد(ص) ب"العنف والإرهاب" خلال ‏الاجتماع السنوي للكنيسة الذي عقد في ولاية ميسوري. كما حُرقت نسخ من القرآن من قبل القس ‏المعتوه( تيري جونز). وفي بلاد اوباما الديمقراطية أعلنت صحيفة ( هوستن برس) الامريكية ‏والصادرة في تكساس عن إنتاج فيلم اباحي جديد بعنوان( الحياة الجنسية للنبي محمد). ثم فاحت ‏الرائحة النتنة هذه المرة من السويد- قبلة العالم بالحرية والديمقراطية- من فنان يتغذى فكره ‏الممسوخ من مزابل الفن منافساً الكلاب السائبة، فقد أمسك الصعلوك (لارس فيلكس) ريشته القذرة ‏ليرسم صورة برأس إنسان وجسد كلب مشبهاً به الرسول الكريم؟ وقد عرض لوحاته المخزية مع ‏حرمة شهر رمضان الكريم! بالطبع لم تكن صدفة! وقد بيعت لوحاته بأسعار مرتفعة! فهم يبنون ‏شهرتهم وثروتهم من الإساءة لغيرهم.‏

الرحلة الأخيرة تجلت برمي نسخ من القرآن في حظيرة للخنازير (لاحظ خنازير)، وإتخاذ  القرآن ‏الكريم كهدف للرمي من قبل جنود المارينز في العراق. وإنتهكات وفضائح سجن أبو غريب التي ‏يندي منها جبين الإنسانية، وأخيرا وليس آخرا فيلم سام باسيل. وهناك الآلاف من الممارسات ‏العدوانية للولايات المتحدة وأوربا ضد العالم العربي والإسلامي، ممارسات تتواضع أمامها خجلا ‏‏(اسطورة الهولوكوست). فقد ألحقت ضررا كبيرا بالعرب والمسلمين وهم يستحقون عنها ليس ‏الإعتذار فحسب بل التعويض أيضا.‏

لكن لا تعويض ولا إعتذارللعرب والمسلمين! لماذا؟

لأن النظم العميلة الحاكمة والدول الضعيفة لاتستحق الإعتذار. والعبد ذليل دائما وأبدا، والسيد ‏محترم دائما وأبدا! الإعتذار للكبار فقط. الإعتذار لمن يستحقونه فعلا! هكذا يتعاملون معنا بكل ‏عنجهية وغطرسة، ويستخفون بمشاعرنا وقيمنا العليا! لِم لا وأنظمتنا الحاكمة تتمسح بأحذيتهم ‏وتنظفها بألسنتها. لم يبقِ حكامنا لشعوبهم كرامة وكبرياء.‏

على الرغم من كون نجوم هذه الممارسات العدائية كانوا من العالم المسيحي!  لكن العالم الإسلامي ‏حمل الحكومات مسئوليتها فقط، ولم يسحب المسئولية على الدين المسيحي؟ فأي من العالمين هو ‏المتسامح وغير العنصري، نحن أم هم؟

على العكس منا، تُحمل الولايات المتحدة ودول أوربا الإسلام مسئولية العنف والإرهاب الذي تقوم ‏به بعض الحركات المتطرفة المحسوبة على الإسلام. متجاهلين حقيقة إن القرآن الكريم يحث على ‏السلام والحب والمودة. ومتجاهلين أيضا إن معظم الحركات الإسلامية المتطرفة قد ترعرت في ‏حضن العالم المسيحي نفسه، من تنظيم القاعدة والأخوان المسلمين وحزب الدعوة الإسلامية وبقية ‏الأحزاب الدينية والأنظمة الحاكمة في العالم العربي. إنها صناعة من إنتاج الغرب أو من تجميعه!‏

لا أفهم لماذا لايفكر الشعب الامريكي والأوربيون بهذه الطريقة: ‏

لماذا لايقوم الفنانون المسلمون بإخراج أفلام مسيئة للسيد المسيح(ع) أو كتابة قصص أو رسم ‏لوحات مسيئة له كما يفعل فنانونا؟ ‏

لماذا لا يقوم علماء الدين المسلمون بحرق نسخ من الكتاب المقدس في الساحات العامة كما يفعل ‏قساوستنا؟ ‏

لماذا يحترمون نبينا وديننا ولا نحترم نبيهم ودينهم؟ ‏

لماذا يحظر قانوننا تكذيب الهولوكوست وإهانة السامية ولا يحظر إهانة الإسلام؟ اليست تلك هي ‏العنصرية بأبشع صورها؟

لماذا أقامت الكنيسة الأوربية الدنيا وأقعدتها وطلبت من المواطنين مقاطعة فيلم (شفرة دافنشي) بعد ‏أن تعرض  للسيد المسيح بصورة سيئة؟ وسكتت عن الإساءات المستمرة لنبي المسلمين؟

هل يعلم الأوربيون بأن معظم الدول الإسلامية قاطعت هذا الفيلم لأنه لم بجرح مشاعر المسيحيين ‏فحسب بل  مشاعر المسلمين أيضا! ‏

لماذا لا تتبنى دول أوربا دعوة الأمين العام للأمم المتحدة عام 2004 لوضح حد لتنامي ظاهرة ‏الإساءة للأديان؟ كما فعلوا مع الكيان الصهيوني عندما أخرجوه من خانة العنصرية.‏

لماذا لا يقوم المسلمون بإنتاج فيلم يعبر عن إكذوبة المحرقة النازية؟ وكيف ستكون ردة فعل ‏الولايات المتحدة والغرب لو أنتجوه فعلا؟

إذن مَن يسئ لمَن نحن أم هم؟

ونحن من جانبنا نسأل الغرب: أليست مثل هذه الإساءات من شأنها أن تغذي الحركات الإسلامية ‏المتطرفة؟ حيث تجد فيها فياغرا منشطة لردة فعل عنيف تجاه دول الغرب. فهم يزرعون بذرة ‏الإرهاب ويشكون أشواكها عندما تَزهر.‏

أليست هذه الممارسات المسيئة من شأنها أن تدفع المسلمين إلى كراهية امريكا والغرب، وتزيد ‏الهوة بينهما، وتنسف مصداقية حوار الأديان؟ ‏

ألا يخشى الأمريكان والغرب أن تنعكس هذه الأفعال المشينة على علاقة المسلمين بالمسيحيين؟ ‏خصوصاً المسيحيين الذين يعيشون في الدول العربية والإسلامية. ‏

إلا يعرف الغرب بأن دماء المسيحيين الذين قتلوا في العراق ومصر وغيرها. وآخرها مقتل ‏السفير الامريكي في ليبيا. ليست سوى ردود فعل عنيفة لأعمالهم المسيئة للإسلام؟

وتزامنا مع إساءة الصهيوني باسيل للنبي محمد(ص) جاءت إساءة ثانية للنبي (ص) وهذه المرة من ‏جارة تسمي نفسها (الجمهورية الإسلامية) ويحكمها رجال دين! إنها إساءة موجعة لأنها صادرة ‏من دولة تدعي الإسلام جهرا وتحاربه سرا.‏

ومثلما تزامن فلم باسيل مع احداث( 11 سبتمبر) كذلك تزامن عرض الفيلم الإيراني الذي يحمل ‏عنوان(محمد صلى الله عليه وسلم) في نفس الفترة! أهي صدفة؟

الفيلم من إنتاج المخرج الفارسي مجيد المجيدي. ويعتبر أول عمل فني ينتج في دولة إسلامية ‏يجسد شخص الرسول(ص) الذي حُرِم تجسيده حيا من قبل العلماء المسلمين والمؤسسات الدينية ‏كافة. صُورالفيلم في مدينة كرمان جنوب شرق إيران وتم بناء مدينة تتوسطها الكعبة المشرفة. ولم ‏تكن هناك بالطبع أية ردة فعلة من قبل المراجع الدينية والآيات والحجج التي تمتليء بهم حاويات ‏قم ومشهد والنجف وكربلاء. أما الحكومة الإيرانية فهي كما معلوم تقدم الدعم والتسهيلات لكل من ‏يسيء للإسلام. ولم نسمع يوما إنها عاقبت رجل دين أو فنان وشاعر وكاتب ممن أساء للإسلام ما ‏عدا قضية سلمان رشدي بسبب سخريته من خميني وثورته البائسة، وليس دفاعا عن الإسلام كما ‏توهم البعض كما أوضحنا.‏‎ ‎وقد حذر الشيخ الأزهري حسن الشافعي من عرض الفيلم، مطالبا ‏نظرائه علماء الدين في إيران بالتصدي له! ولا نعرف هل الشيخ الشافعي يعيش على الأرض أم ‏خارجها؟ وهل هو جاد في دعوته  أم يضحك علينا، أم على نفسه؟ ‏

لماذا لا يطلع الشيخ على المصادر الصفوية التي تدرس في الأزهر بعد إعترافه بالمذهب الإمامي؟ ‏الا توجد في مكتبة الأزهر مراجع الصفويين كاصول الكافي للكليني، والبحار للمجلسي، والتهذيب ‏للطوسي، والاحتجاج للطبرسي، وروضات الجنات للخوانساري، وتفاسير الفرات والعياشي ‏والقمي؟ ليعرف موقف هؤلاء المراجع الصفويين من النبي محمد(ص) والإسلام عموما؟ ‏

ألم يقرأ الشيخ كتابي خميني (الحكومة الإسلامية وكشف الإسرار) ليعرف أن مصير تحذيره ‏مكب النفايات؟ ‏

 

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,034,024

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"