نصيحة لحمقى يقامرون بغدهم

صلاح المختار

العراقي عندما يقرر يحرر

واقعة تاريخية

في مقالي الموسوم (ما الذي تخبئه أميركا لنا في نينوى ومابعدها؟) المنشور يوم 28 تشرين الاول 2016 (انظر هنا) سلطت الاضواء على الدور الأميركي المباشر والرئيس في التسبب في كوارثنا وادامتها ورفض انهائها قبل اكمال تدمير القومية العربية في كافة اقطارها خصوصا في سوريا والعراق، التوأمين السياميين.

والان لدينا مؤشرات بالغة الاهمية تقع ويتكرر ظهورها بطريقة تشير الى عدم فهم بعض الاطراف لما يترتب على سلوكهم الانفرادي الحالي من عواقب خطيرة جدا عليهم ، وسلوكهم نتاج تشجيع أميركي متعمد لاجل توريطهم في مواقف سوف لن تنجم عنها الا كوارث اخرى تصيب تلك الاطراف وكافة العراقيين والعرب ، وهو الهدف المطلوب أميركيا واسرائيليا لاجل تواصل عملية توليد الالغام وابقاءها مزروعة وتفجر في اوقات لاحقة .

فمثلا هناك من يتسابق مع الزمن لضم وقضم اراض عراقية صرفة بدفع أميركي صريح ومباشر اضافة لاطراف اقليمية اخرى تشجعه وتقدم له الوعود بالحماية والدعم ، وهناك من يحتل مدن ومحافظات من اجل تغيير طابعها السكاني الطائفي والعرقي لاكمال اهداف اطراف اقليمية معادية للعراق والامة العربية ، وهناك من يقتل وينهب ويعذب  ويهجر العراقيين بطريقة ساذجة لا تضع للغد اي اعتبار مع ان تاريح البشرية يقول ويكرر القول ان الحال لاتدوم ولابد من تغير الاوضاع وعندها سيدفع من اعتدى ونهب ثمن جرائمه  مهما طال الزمن.

نشير الى كل ذلك وغيره والموصل تتعرض الان لاكثر من عدوان على مواطنيها وعلى اراضيها وعلى هويتها العربية مثلما يتعرض باقي العراق لنقول مرة اخرى وبلا كلل وننبه ونحذر وننصح من لم يفهم بعد العاب أميركا رغم انها تتكرر وتعاد حرفيا بين فترة واخرى بان ما يقومون به سوف يرتد عليهم كوارث لم يعرفوا مثلها من قبل وان العراق ارضا وشعبا وهوية سيبقى عصيا على النهب والتهجير وتغيير الهوية القومية للشعب واعادة رسم جغرافية الارض ، وان من يقوم بذلك عليه ان ينتبه الان الى ان أميركا تورطه كما ورطته وورطت غيره سابقا في اعمال بدت له في وقتها سهلة التنفيذ لكنها تحولت لاحقا الى كوارث اصابته واصابت كل العراق .

أميركا وهي تشرف مباشرة على عملية تفتيت العراق وتقسيمه ونزع الاراضي وزرع الكيانات الزائفة والمصطنعة والوقتية وسرقة الاموال وتغيير الهوية القسري بالتمويه او علنا ومن خلال الاصرار على مواصلة تنصيب الحرامية والفاسدين والمفسدين والطامعين حكاما وقادة ميليشيات مجرمة هدفها الواضح – اي أميركا - هو زرع الغام للمستقبل وهي تعرف ان كل ما يغير الان في الارض وفي الهوية سيزال لاحقا وقريبا فالعراق ليس ولاية أميركية تبيع هويتها لمن يدفع انه عراق الثمانية الاف عام ، وهوية الالفيات لا تباع ولا تشترى ولا تغير بالقوة ولا بالمال وشراء الذمم.

ولهذا ومرة اخرى واخرى ننصح ونحذر وننبه ونلفت النظر الى ان كل من يضم اراض ليست له سواء كانت دارا او مدينة او محافظة او اقليما ، وكل من يعتدي على عراقي او عراقيين وينهب مالهم لن يفلت من العقاب وسيعاد كل شيء الى حالته الاصلية التي كانت موجودة قبل عام 2003 ، وليتذكر هؤلاء جميعا بأن أميركا لن تكون هناك لحمايته بل انها حتى لو بقيت هنا اوهناك فسوف تتخلى عنه او تسلمه للعدالة مضطرة كما فعلت سابقا لانها تبيع وتشتري ، وكل من ينفذ اوامر أميركا مصيره المزابل بما في ذلك دول اصابتها سكرة الدعم الأميركي لها فراحت تعربد وهي مخمورة وتتقيأ ما كانت تخفيه طوال قرون ، ولا ترى انها تتجه نحو هاوية مميتة كما حصل لها في حرب الثمانينيات .

جغرافية العراق كلها وبلا استثناء اي شبر منها للعراقيين وللعراقيين فقط وهي واحدة لا تتجزأ وليست لاي اعجمي سواء كان حنطي اللون او اشقرا ، ولئن كنا نهزج ونحن اطفال باللهجة العراقية ايام الاعياد والمناسبات ( هاي الكاع ما ننطيها سبع سنين نحارب بيها- المعنى : هذه الارض لن نعطيها لاحد وسوف نحارب فيها سبع سنوات  ) فاننا نقول الان بعد ان كبرنا وكبرت معنا ارادتنا وتحولت من فولاذ الى ماس ، وهو اقوى مادة في الكون ،  وغطستنا أميركا واسرائيل الشرقية رغما عنا ببحار من الدم والدموع بان ارضنا العراقية من ابراهيم الخليل شمالا الى نهاية البصرة جنوبا ومن قصر شيرين  شرقا الى النخيب غربا ليست للبيع والشراء والمساومة وسوف نقاتل الاف السنين لاستعادة اي شبر منها يقتطع من قبل اي طرف او جماعة مهما كان اسمها او رسمها ، ولن ننظر لثمن تحرير اراضينا وحماية هويتنا القومية مهما كان غاليا ، كما ان ذلك سيجبرنا على فتح كافة الملفات  الخطيرة على الاخرين  والتي كنا نتجنب فتحها لعدة اسباب .

وليتذكر الجميع اهم دروس التاريخ المعروفة وهي ان العراقي عندما يقرر يحرر ، وامامنا خميني الاكثر عنادا وصلابا من بين كافة قادة العالم والذي تمتع بما لم يتمتع به اي قائد اخر في العالم من طاعة الملايين من الايرانيين له وكانت الالاف تهاجم العراق لتموت ! ومع ذلك ورغما عنه هزمناه والحقنا عار الهزيمة به وبنظامه وعصابته العنصرية وقام العراق ، كل العراق من البصرة حتى ابراهيم الخليل ، بدس السم القاتل كما وصفه هو شخصيا في فمه ، فدفنت احلامه الامبراطورية 15 عاما الى ان احيتها أميركا مرة اخرى بغزوها العراق وفتح كل ابوابه للايرانيين لدخوله واحتلاله ، ليتذكر ذلك كل من يظن بان العراق لن يعود كما كان لانه سيعود اقوى واعظم واكثر تأثيرا وفي اقرب وقت .

معركة الموصل معركة الهوية القومية العربية ولهذا فاننا لن نتساهل مع طامع مهما كان اسمه او لونه في وطننا العراقي الصغير ولا في وطننا العربي الكبير فنحن امة بدأ فيها التاريخ وهي من ستسجل الصفحات الانصع فيه قريبا . فليبقي من تجرأ على العراق وهويته وحقوقه خط رجعة ولا توهمه الحماقة بان أميركا ستحميه ، أميركا تورطه الان بمواقف اكبر واخطر منه بكثير ، وتترك الامر لمن يحسم ونحن من سيحسم . وهذا القول موجه ايضا لمن يظن بان اسرائيل الشرقية سوف تحميه وتقبله لاجئا ونذكرهم بأن طهران عاملت الخونة الذين ذهبوا اليها قبل الغزو كعبيد اما من ارتكبوا جرائم بشعة من افراد الحشد الشعوبي المجرم او الميليشيات الطائفية المسعورة فان طهران سوف تغلق الحدود بوجوههم ولن تقبل منهم الا من كان ايراني الجنسية اصلا فاين المفر ؟ ابقوا خط رجعة الان وقبل فوات الأوان.

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,029,387

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"