مشهد بات مألوفا ومستشريا في العراق.. فأينما تجولت ترى أسراب الجراد، عفوا أسراب "المتسولين" وهم يقطعون عليك الشارع من مختلف الاعمار اطفالاً ونساءً وشيوخاً ومعوقين، كل يستجدي المارة للحصول على ما تجود به ايادي المحسنين.
وعلى الرغم من عدم وجود ارقام رسمية لعدد المتسولين في العراق الا ان المؤشرات تؤكد حصول زيادة كبيرة في اعدادهم خاصة بعد تعزيزهم بالمتسولين الباكستانيين الذين جاءوا لنجدة اخوتهم اصحاب المهنة واكسابهم خبرات جديدة في فن التسول، الذي بات علماً من العلوم الاقتصادية في العراق، من المحتمل ان يدرس في المدارس والجامعات العراقية، ومن المحتمل ان يكون الاقبال على الدراسة في هذا الاختصاص كبيرا، خاصة بعد فشل الحكومة في ايجاد فرص عمل للشباب خريجي الجامعات من الاختصاصات العلمية والانسانية..
ويقال والعهدة على القائل ان الحكومة تسعى حاليا لتوسيع العلاقات مع دول لها خبرة في هذا المجال كالباكستان مثلا لعقد صفقة او بروتوكول تعاون لإيفاد مزيد من المتسولين الى العراق اضافة لما موجود منهم حاليا..
ويقال ان العراق يعتزم توقيع بروتوكول تعاون مع الدولة الصديقة، الباكستان، لزيادة عدد الموفدين الباكستانيين من المتسولين، حيث سيتم بموجب هذه الصفقة استقبال الفوج الاول من الموفدين وتوزيعه على مفترقات الطرق بدءاً بحي المنصور ومن ثم التوسع بالتجربة لاستقدام افواج اخرى وتوزيعهم على بقية مناطق بغداد..
ويقال ان عملية استقدام المتسولين الباكستانيين سيتم بموجب صفقة تجارية يتم بموجبها تحديد عدد الموفدين في ضوء ما سيتم استيراده من مواد صناعية من باكستان كل حسب نوع المادة المستوردة..
وسيسهم هذا الاتفاق في سد حاجة السوق المحلية من المتسولين الباكستانيين الذين ملأوا الشوارع..
ورغم التفاهم الايجابي على بنود الاتفاق الا ان الوفد العراقي اعترض على احد بنوده وينص على تزويد المتسولين الباكستانيين الموفدين للعراق بكميات من البهارات مع علب البخور لبيعها اثناء عمليات التسول عند تقاطعات المرور، على اعتبار ان هذا البند سيؤدي الى حرمان المتسول العراقي من فرص بيع ما متوفر له من حاجيات، المناديل الورقية او علب المياه او اقداح الشاي او المعجنات!
لكن هذا الخلاف، بحسب مصادر، تمت تسويته وتعديله بالاتجاه الذي يخدم الجانب العراقي حيث ستكون عمليات التوزيع بين الجانبين العراقي والباكستاني وفق مبدأ الشراكة.
ووفق هذا البروتوكول الموقع مع حكومة الباكستان بات مشهد المتسولين، وهم يجوبون الشوارع او يقفون عند التقاطعات المرورية ليهرعوا الى سائقي السيارات لأخذ ما تجود به ايديهم، مألوفا يتفرد به العراق عن بقية دول العالم.. وهذا الوضع بدأ مؤخرا بالتفاقم بعد حصول تزاوج مع الجانب الباكستاني الذي يمتلك خبرة ومهارة في ممارسة هذه النوع من الفنون.
ووفقا لذلك بات المطلوب من الدولة العثور على حلول ومعالجات لهذه الظاهرة التي تفاقمت مؤخراً.. وان تبدأ هذه الحلول من معرفة طريقة دخول المتسولين الباكستانيين الى العراق وبهذا العدد الكبير قبل توقيع بروتوكول التعاون..