تضحكني نبرة الحزن في أصوات (إعلاميين عرب) ومقدمي برامج على الفضائيات بسبب خسارة هيلاري كلنتون سباق الرئاسة وفوز ترمب، ويدهشني (خوفهم) مما سيفعله الرئيس الأميركي الجديد (سواء تجاه بلداننا العربية او عرب أميركا)!
ترى احدهم يحدثنا عن عنصرية ترمب وكرهه للإسلام وآخر عن علاقته المفترضة بروسيا وبوتين و "اسرائيل" واُخرى تكتب ان العالم ذاهب الى الهاوية بسبب هذا الفوز!
جميعهم يتحدثون وكأن أميركا ملاكٌ طاهر لم تزرع الا السلام والمحبة على ارضنا والعالم حتى يوم الثامن من تشرين الثاني، وان كلنتون كانت ستعيد القدس الى العرب وفوقها تعويضات لكل شهيد سقط جراء احتلالها بلدنا وقصفها مدننا!
يتحدثون متناسين (حروب كوريا وفيتنام وافغانستان والعراق "واحتلاله") ورامسفيلد و(ابو غريبه) وبوش (الطيب الذي خاطبه الرب (!) ليحتل العراق) واوباما (الشهم) صاحب بشار وكيمياويه (وخطوطه الحمراء)!
... تخيفهم (عنصرية ترمب وكرهه للإسلام) وينسون ان باراك حسين الذي خاطبهم بـ (السلام عليكم) ألّب العالم كله على (الإرهابيين الوهابيين/ الدواعش!، كما صار اعلامه واذنابه يصوّر السواد الأعظم من المسلمين) وأرسل طائراته لتحمي حشدا طائفيا مجرما ينهش أحشاء اهلنا ويحرق جثثهم يقوده (الحاج (!) سليماني) بعد ان فتح خزائنه لايران ومنحها (نووييها)!
أميركا (يا جماعة) قصفت ملجأ العامرية واغتصبت عبير الجنابي وأحرقتها وعذَّبت (وانتهكت أعراض) ائمة مساجد في العراق في (أبو غريب) ليبرر جنودها افعالهم بـ(أنهم لم يكونوا يظنون ان العراقيين بشرٌ)! ... كل هذا قبل ترمب (وعنصريته)!
اما الاسلام الذي تخافون عليه من ترمب، فهو مطاردٌ مشوهٌ في بلدانكم العربية (المسلمة) التي يهزها خصر نانسي وهيفا وتغريدات احلام وانستغرام غادة عبدالرازق، (فتتداعى) لنصرتهن (بالملايين) ولا يهمها صاروخ يتطاول على مسقط رأس محمد (عليه الصلاة والسلام) وموطن بعثته! ولا أوصال اطفال العراق والشام التي تقطعها براميل روسيا وقذائف أميركا!
ايها الخائفون على (اللاجئين/ المقيمين في أميركا او المحاولين الوصول اليها)، احملوا (انسانيتكم هذه) واذهبوا الى خيام اللاجئين/ النازحين على أراضينا والذين بات بعضهم يحفر قبوراً له ولأهله ويقيم فيها كي يضمن دفنه اذا قتله الجوع او العطش (او تخاذلكم) او قصف أميركا (الطيبة)!
والتفتوا (قبل التفاتكم الى ترمب، وهو اولا وأخيرا لا يدعي انه مسلم) الى "عمائم سنية" اجتمعت في غروزني واُخرى في المنطقة الخضراء لتبيع دين الله وتكفَّر اتباعه.
والتفتوا إلى "عمائم شيعية" تلعن ابا بكر وعمرا وعثمان وتطعن في عرض محمد، صلى الله عليه وسلم!
أخرجوا (قبل خوفكم على الاسلام من ترمب) ايران من مؤتمراتكم الاسلامية والعنوا دجاليها وتبرؤوا منهم ومن طوافهم حول قبر كورش و (مقام) أبي لؤلؤة قاتل الفاروق، رضي الله عنه.
..... انتخوا لعرب بلدانكم الذين باتوا بين مهجّر ومقتول ومعتقل... او ينتظر، قبل ان تقلقوا على (عرب أميركا) من حاكمهم الجديد!
يا (اعلامنا) الحريص علينا من ترمب وعنصريته وما قد يفعله بديننا ومجتمعاتنا وأوطاننا، أصارحكم، كعربية من العراق المحتل: انني اخشى (علينا) منكم ومن حكوماتكم واجنداتكم اكثر من خشيتي علينا من ترمب!