#الأمم_المتحدة: القسم الشرقي من #حلب قد "يتحول إلى مقبرة ضخمة"

حذر مسؤول أممي رفيع، الأربعاء، من أن القسم الشرقي من مدينة حلب في شمال سوريا قد "يتحول إلى مقبرة ضخمة" فيما تحدثت التقارير عن فرار أكثر من 50 ألف شخص من القتال العنيف بين القوات الحكومية وفصائل المعارضة المسلحة.

وفيما عقد مجلس الأمن الدولي جلسة طارئة في نيويورك لبحث القتال في حلب، دعت المعارضة السورية الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين.

وواصلت قوات النظام هجومها على الأحياء الشرقية بعد التقدم السريع الذي أحرزته بسيطرتها منذ السبت 24 تشرين الثاني/ نوفمبر 20169، على كامل القطاع الشمالي، وقتل الأربعاء 26 مدنيا على الأقل في شرق حلب وثمانية في غربها.

وقال مسؤول العمليات الإنسانية في الأمم المتحدة، ستيفن اوبراين، خلال الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن بطلب من فرنسا أن 25 ألف مدني فروا من شرق حلب منذ السبت باتجاه غرب المدينة التي تسيطر عليها القوات الحكومية السورية أو مناطق أخرى مجاورة.

وأشار إلى سقوط "عشرات القتلى في غارة جوية واحدة صباح اليوم"، بدون تقديم توضيحات موضحا أنه بسبب عدم وجود سيارات إسعاف "نقل جرحى في عربات خضر".

وأضاف اوبراين "باسم الإنسانية نناشد أطراف النزاع ومن لديهم نفوذ، أن يبذلوا ما بوسعهم لحماية المدنيين ولإتاحة الوصول إلى القسم المحاصر من شرق حلب قبل أن يتحول الى مقبرة ضخمة".

بدوره، طالب الائتلاف السوري المعارض، الأربعاء، الأمم المتحدة باتخاذ خطوات "فورية" لوقف الهجوم "الوحشي" على المدنيين في مدينة حلب، متهما النظام السوري وحلفاءه بتحويل الأحياء الشرقية إلى "تابوت حقيقي"، وفق ما أورد في رسالة وجهها الى المنظمة الدولية.

وناشد رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أنس العبدة في رسالته الأمم المتحدة بـ"اتخاذ خطوات فورية وحاسمة لحماية المدنيين في حلب ووقف الهجوم الوحشي على المدنيين فيها، من خلال إجبار نظام الأسد على الالتزام ببنود وقف الأعمال العدائية والسماح بوصول المساعدات الإنسانية والطبية لمدينة حلب بشكل فوري وبدون عراقيل ومحاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم".

وكان عدد سكان شرق حلب قبل بدء الهجوم أكثر من 250 ألفا يعيشون في ظل حصار خانق تفرضه قوات النظام منذ تموز/ يوليو ويعانون من نقص حاد في الغذاء والكهرباء والأدوية.

وقال مصور لوكالة فرانس برس إن عائلات بأكملها وصلت إلى حي جبل بدرو الذي استعادت قوات النظام السيطرة عليه الأحد، وانتظرت في طقس بارد وصول حافلات نقلتهم إلى الأحياء الغربية.

وظهر في صور لفرانس برس عدد كبير من الأطفال ورجال ونساء مسنين بعضهم يجرهم اقارب لهم على كراس متحركة أو يحملونهم على حمالات.

وشاهد مراسل لفرانس برس في الطريق إلى قرية جبرين في ريف حلب الشمالي الواقعة تحت سيطرة قوات النظام والتي تضم مركز إقامة موقتا للنازحين، عشرات السكان في سيارات شاحنة صغيرة "بيك أب" تحت المطر مع أطفالهم وحقائبهم.

وقال المتحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر بافل كشيشيك، لوكالة فرانس برس، الأربعاء، "هؤلاء الذين يفرون هم في وضع يائس. كثيرون منهم فقدوا كل شيء ووصلوا من دون أي حقائب. إنه لأمر محزن جدا".

وأوضح "أولويتنا حاليا هي مساعدة هؤلاء الاشخاص بأسرع ما يمكن".

 

أشلاء وحقائب متناثرة

وبعد سيطرتها على أكثر من ثلث الأحياء الشرقية منذ السبت، تواصل قوات النظام السوري وحلفاؤها تقدمها باتجاه القطاع الجنوبي من هذه الأحياء، بهدف استعادة السيطرة على كامل المدينة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بتقدمها الأربعاء داخل حي الشيخ سعيد في جنوب المدينة في موازاة استمرار الاشتباكات في حيي طريق الباب والشعار.

وقال مراسل فرانس برس في القطاع الجنوبي للأحياء الشرقية إن القصف المدفعي كان عنيفا الاربعاء مع تساقط القذائف "كالمطر".

وشاهد فتاة ممددة على الرصيف، يدها مقطوعة وأصيبت بشظية في رأسها إثر سقوط قذيفة بالقرب منها، قبل أن يعمل شبان على نقلها على دراجة نارية.

وتسبب القصف المدفعي لقوات النظام، الأربعاء، على حي جب القبة الذي تسيطر عليه الفصائل، بمقتل 26 مدنيا بينهم سبعة أطفال، وفق حصيلة للمرصد السوري.

كما قتل ثمانية مدنيين بينهم طفلان وأصيب سبعة أشخاص بجروح نتيجة قذائف أطلقها مقاتلو المعارضة على غرب حلب، وفق ما أوردت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا".

وذكر الدفاع المدني أو "الخوذ البيضاء"، وهم متطوعو إنقاذ وناشطون في الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة، أن القصف المدفعي استهدف مدنيين نازحين في جب القبة كانوا هربوا من مناطق أخرى في الأحياء الشرقية.

ونشرت الجمعية صورا مروعة عقب القصف تظهر جثثا وأشلاء متناثرة على طريق تحيط به أبنية مدمرة، بالإضافة إلى حقائب وأكياس متناثرة.

ويظهر في إحدى الصور شاب يجلس على حجر وهو يبكي فيما يمسك هاتفا بيديه وأمامه جثتان تمت تغطية الجزء الأعلى منهما، إحداهما على ما يبدو لفتاة ترتدي حذاءً أحمر.

ومنذ بدء قوات النظام هجوما في منتصف الشهر الحالي للسيطرة على كامل مدينة حلب، ارتفعت حصيلة القتلى في الأحياء الشرقية جراء القصف المدفعي والجوي إلى أكثر من 300 مدني، وفق المرصد.

وتسببت قذائف أطلقتها الفصائل المقاتلة على الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام بمقتل 48 مدنيا على الأقل في الفترة ذاتها.

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :135,628,083

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"