#نينوى و #حلب تقتلان مرتين من ذوي القربى ومن العدوان

عمر الحلبوسي

لم يعد خافياً على أحد حجم المأساة التي تعيشها محافظتا نينوى العراقية وحلب السورية اللتان تتعرضان لعدوان فارسي غربي بحجة تحريرهما من الإرهاب، لكن إرهاب المحررين الجدد فاق حتى إجرام المغول التتار فلم ترقب قوات العدوان التي تسمى نفسها_ قوات التحرير_ في المدنيين إلاً و لا ذمة!

 

حيث اجتمع على تدمير محافظة نينوى أكثر من 60 دولة ومعهم الميليشيات الصفوية وقوات حكومة الاحتلال المجرمة مدججين بأفتك الأسلحة والصواريخ التي تطلق من الأرض أو تلقى من الجو فأوقعت مجازر كبيرة في صفوف المدنيين الأبرياء المحاصرين والذين يقدر عددهم أكثر من مليون مواطن مسلم، عربي وتركماني، معظمهم من النساء والأطفال، وهناك معلومات تشير أن عوائل أبيدت بالكامل وتحولت منازلهم إلى قبور لهم بعدما قصفهم طيران العدوان الدولي أو طيران حكومة الاحتلال العميلة وكل المعطيات تؤكد هذه المعلومات، فانظر لعدد الغارات التي دكت الأحياء السكنية وعدد القنابل ذات التدمير الكبير التي ألقيت على المدينة والفوسفور الأبيض ينذر بأن الموصل تظم في داخلها مجزرة كبيرة ستتكشف عنها الأيام القادمة ناهيك عن الجوع ونفاذ الدواء والغذاء والماء.

أما حلب الشهباء فوضعها لا يختلف عن وضع أختها الموصل فكلامها تعيشان نفس المأساة ونفس الإجرام ويقتلان لنفس السبب، فقد جمع المجرم بشار الوحش كل أشرار الأرض من مرتزقة أفغان ولبنانيين و باكستانيين وإيرانيين_ والقائمة تطول بذكر المجرمين_ ومعهم الشيطان الكبير بوتين الذي قدم من خلف البحار والمحيطات لقتل المسلمين الأبرياء في حلب لأنهم يقولوا ربنا الله، فأطبق الحصار على ربع مليون مسلم في حلب وطائراته وطائرات بشار تدك المدينة بالكيماوي والكلور والفوسفور الأبيض والبراميل المتفجرة بالإضافة للصواريخ البالستية وراجمات الشمس الحارقة التي تقصف المدينة ليل نهار فأوقعت مجزرة كبيرة خلال اسبوع واحد أكثر من 1000 شهيد وجريح معظمهم نساء وأطفال، ودُمِّرت المشافي والمخابز والأسواق لكي يقتل الناس في المدينة جميعا وشعارهم (إن لم نقتلكم بالقصف سنقتلكم جوعا ونقص دواء) وهو كذلك نفسه يحصل في الموصل.

لكن المدينتان، حلب ونينوى، تقتلان مرتين، كل مرة هي أشد من الأخرى وأبشع منها، فكلاهما إجرام وإن اختلفت طريقة الجريمة، المرة الأولى تذبح حلب ونينوى بخذلان عربي إسلامي على ما يحصل فيهما من حرب إبادة جماعية يندى لها جبين البشرية، والمرة الثانية جرم العدوان الغاشم الذي جاء محملاً بحقده على هاتين المدينتين اللتان تمتلكان تاريخا إسلاميا عظيماً، لكن القاتل الأول أشد وقعاً وتأثيراً على الضحايا وهم يرددون بيت الشاعر طرفة بن العبد (وظلمُ ذوي القربى أشدُّ مضاضةَ... على المرءِ من وَقْعِ الحُسامِ المُهنّد).

لقد تقاعس العرب والمسلمون عن نصرة المسلمون في نينوى الحدباء وحلب الشهباء واكتفوا بإطلاق أسلحتهم التي اعتدنا عليها وهي (الشجب والتنديد والاستنكار) وهذه هي أقوى ردود فعل العرب والمسلمين الذي تخاذلوا وخذلوا أهل الشام والعراق كما خذلوا فلسطين من قبل، فقد تعودت الأنظمة الحاكمة على التخاذل أمام العدوان الغربي الفارسي الصهيوني والركوع أمامه على الرغم من أن أمتنا تملك كل مقومات القوة العظمى لكن الحاكمين جبناء، والجبان يحب أن يرى الجميع مثله لكي يرد على ضميره إذا أنَّبه يوما، أنا اجزم بأنه لم يؤنبهم يوما، فقد دأبت الأنظمة الحاكمة على نشر الخذلان حتى في وسط المجتمع وصوروا العدو غولا لا يقهر!

لكن الأشد إجراما أن الأنظمة كانت وما زالت تدعم سرا المجرمين وحتى علناً في بعض الأحيان ، فنحن في العراق وإخواننا في الشام لا نعتب على عدو خارجي له ثأر يريد من أجله قتلنا وله أطماع بأرضنا، بل نعتب على إخوة اللسان والدين الذين فقدوا الحمية والنخوة وهذا لم يحصل حتى في عصر الجاهلية التي كان فيها العرب في أوج نخوتهم وشيمتهم ومن ثم جاء الإسلام وعزز الإخوة وأمر بنصرة المسلم مظلوماً كان أو ظالماً، فلأجل إمرة مسلمة اعتدى عليها يهودي من بني قينقاع  في السوق سيَّر لها رسول الله، صلى الله عليه وسلم، جيشا كان هو في مقدمته لنصرتها وأجلى يهود بني قينقاع من المدينة، وكذلك المعتصم الذي انتفض لحرة مسلمة استصرخته فلبى ندائها، واليوم كم من حرة مسلمة تغتصب تهان تساق للسجون تعذب تقتل تستصرخ المسلمين لكن لا حياة لمن تنادي؟!

أما العدو الصليبي الصهيوني الفارسي فعنده قتل المسلم واستباحة محرماته جزء من عقيدته وتربيته، فقد دأب أعداؤنا على تربية أبنائهم جيلاً بعد جيل على كره المسلمين والتلذذ بقتلهم وتدمير ديارهم، فخمينى أوصى بأن يورث الكره للعرب المسلمون للأبناء والأحفاد ويربوا عليه ويتحينوا الفرص لتدمير بلاد المسلمين والتآمر عليهم، وهو اليوم حاصل في بلاد العرب والمسلمين، وكذلك الصهاينة الذين يحملون حقدا كبير على المسلمين العرب منذ أن اختار الله تعالى خاتم أنبيائه من العرب ولم يختره من يهود، فتآمروا وتحالفوا مع كل عتاة المجرمين لقتل المسلمين وسفك دمائهم وصولا لعام 1897 عندما ذهب وفد من الصهاينة إلى بريطانيا وألمانيا وقالوا لهم (نحن من يستطع أن يخل توازن العرب و نعطل نهضتهم ونشغلهم بشأنهم الداخلي مقابل أن تدعمونا، وأقاموا لهم كياناً غاصباً على أرض فلسطين العربية الإسلامية للتمهيد للمشروع الكبير تدمير الأمة وهو ما نراه اليوم يحل بنا)، وكذلك الصليبيون الذين انتكسوا في الكثير من المواجهات مع العرب والمسلمين.

التقت المصالح وتلاقحت أهداف أعدائنا فتجمعوا لقتلنا وحشدوا كل أشرارهم ونارهم لقتلنا في عقر دارنا بحجة تحرير ديارنا مما يسمونه الإرهاب، ونحن نعلم أنهم يسعون لتدمير بلداننا وسفك دمائنا وجعلنا تحت وصايتهم وهذا ما تمهد له الأنظمة المنبطحة التي تسببت بالدمار للأمة وجلبت لها الويلات، بل الأدهى والأمر أنهم يدمرون بلداننا ويقتلوننا بأموالنا وفوق هذه الجرائم ندفع لهم الضرائب لكي يرضوا عنا وتثميناً لقتلنا، فأي ذل وخذلان هذا؟! وأي زمن أصبح فيه الضحية يدفع لقاتله ثمن قتله؟!

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,032,922

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"