أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أن "النظام السوري هو المسؤول الأول عن ظهور "بلاء داعش" في المنطقة، وكبر حجمه بهذا الشكل الذي نراه، والعالم بأسره يعرف هذا جيدا.
جاء ذلك في كلمات ألقاها، الرئيس التركي، السبت، على هامش مشاركته في مأدبة عشاء مع قدامى المحاربين، وأسر الشهداء، ورجال الأعمال، وممثلي المنظمات الأهلية، وفي جامعة أردوغان، والذي نظمته ولاية ريزة شمال البلاد، التي يزورها حاليا لافتتاح عدة مشروعات خدمية للجمهور.
وشدد اردوغان على أن "تركيا لم تدعم في أي يوم من الأيام أي تنظيمات إرهابية، تحت أي ظرف، فهذا لا يمكن أن يحدث لسبب بسيط وهو أننا نحارب تنظيما إرهابيا داخل تركيا منذ 30 عاما، وفقدنا نحو 40 ألف قتيل خلال تلك الحرب".
وأشار إلى أن ما يقرب من 200 ألف لاجئ جاءوا إلى الأراضي التركية، بعد اندلاع الأحداث في "كوباني - عين العرب"، في الـ19 من الشهر الماضي، مضيفا "فتحت تركيا أبوابها لكل اللاجئين بغض النظر عن مشاربهم وخلفياتهم السياسية والعقائدية، لكن بالرغم من هذا خرج المخربون في وجه الدولة واعتدوا على الشرطة والجيش والممتلكات، ولعلكم جميعا شاهدتم ما فعله هؤلاء الإرهابيين" لافتا إلى أن "الهدف من كل هذه الأعمال الإرهابية، والتحركات التي تشهدها الشوارع في العديد من المدن، هو زعزعة الاستقرار والأمن في البلاد، بل ويريدون تعطيل مسيرة السلام التي تهدف إلى إنهاء أعمال العنف والإرهاب التي شهدتها تركيا على مدار عقود، ولقد أظهرت لنا تلك الأحداث مدى تعاطف الكيان الموازي مع التنظيم الإرهابي".
وأكد الرئيس التركي أن بلاده ليست جمهورية موز، كي يسعى البعض لتعكير صفوها بتعليمات من الخارج، مضيفا "إن صفونا لا يتعكر، ولكن الذين يسعون لذلك وأدواتهم سيتعكر صفوهم كثيرا".
وأوضح أردوغان أن الإرهابيين الذين نزلوا إلى الشوارع ومثيري الشغب، لا علاقة لهم بالمواطنين من أصول كردية، لا من قريب ولا من بعيد.
وشدد على أنه من الخطأ تحميل كافة الأكراد جريرة ما يفعله هؤلاء المخربون في الشوارع، مشيرا أن "كوباني مجرد ذريعة، والهدف الحقيقي هو اخضاع تركيا، وزعزعة اقتصادها، الذي حقق نمواً كبيراً، وديمقراطيتها التي تطورت كثيراً، ولوقف نموها وقوتها المتزايدة"، مضيفا "إنهم يريدون القيام بهذا، ومن المؤسف أنهم يستخدمون بيادقهم التي في داخل تركيا". مشيرا الى أن عناصر منظمة "بي ك ك" الإرهابية، والحزب السياسي الذي يعد دُميتها (في إشارة إلى حزب "الشعوب الديمقراطي" الذي غالبيته من الأكراد)، تعتدي على من يؤدي تحية الإسلام، والصلاة، ويرخي اللحى، واللواتي يرتدين الحجاب، من الأكراد، وينكلون بهم بكل دناءة، رغم أنه لا علاقة لهم بداعش، مضيفا "ما هو الفرق بينكم وبين داعش؟ كلاكما ارهابي".
من ناحية أخرى، لفت أردوغان إلى أن العمل على إظهار تركيا كدولة داعمة للإرهاب بصورة مخالفة للحقيقة تماما، إنما هو من عمل أعدائها، لكن هناك أيضا بعض وسائل الإعلام والأحزاب السياسية في الداخل تلجأ لذلك، متابعا "حتى بعض منسوبي القضاء والسلك الأمني، من أتباع الكيان الموازي، يلعبون دورا في محاولة الخيانة تلك، حيث قاموا بتوقيف شاحنات المخابرات التي تحمل مساعدات إلى التركمان (تركمان سوريا)، وتزويد الجهات المعادية لتركيا بالأكاذيب".
يشار إلى أن الحكومة التركية، تصف جماعة "فتح الله غولن"، المقيم في الولايات المتحدة الأميركية بـ "الكيان الموازي"، وتتهمها بالتغلغل في سلكي الشرطة والقضاء، والوقوف وراء حملة الاعتقالات، التي شهدتها تركيا في 17 كانون الأول/ ديسمبر (2013)، بذريعة مكافحة الفساد، كما تتهمها بالوقوف وراء عمليات تنصت غير قانونية، وفبركة تسجيلات صوتية.