نزار السامرائي
مع الوقت صارت سقيفة بني ساعدة كابوسا مرعبا خيم بظلاله على المسلمين جيلا بعد جيل ويستبطن كل خزين الفرس من الضغينة والحقد على المسلمين الذين أسقطوا إمبراطورية فارس في معركة القادسية، وثأرا منها استطاعت فارس زرع هذا الشعور بالغبن لدى الشيعة العرب، من خلال اظهار حب آل البيت والمبالغة في ذلك الحب والولاء حد الهوس الخارج كل قيود العقل الراجح، فزايدوا في مكانتهم على الأنبياء والرسل وأعطوا أئمتهم "المعصومين" مكانة ومعجزات لا يجاريهم فيها أحد من الأنبياء والرسل عليهم السلام بمن فيهم الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فسالت دماء غزيرة منذ ذلك اليوم وما تزال، وما زال السؤال الذي يتجدد بأكثر من صيغة "من أحق بالخلافة أبو بكر أم علي؟ ويطرح بصيغة أخرى هل تجوز تولية المفضول على الأفضل؟"، وبالمقابل كانت تخلق حافزا لدى الطرف الآخر للدفاع عن عقيدتهم التي تمثل جوهر قيم الإسلام وعن رموزه وعن النفس في وجه حملات الإبادة التي تعرّض لها كل من لا يقر بالبراءة من صحابة الرسول الكريم أو لا يقر بالولاية، وخاصة بعد وصول الصفويين إلى الحكم في بلاد فارس مطلع القرن الثامن عشر الميلادي وما ارتكبوه من فظائع وجرائم إبادة من أجل فرض التشيّع بالقوة الغاشمة وليس بالإقناع.





