نزار السامرائي
يحلو لكثير من سياسيي السنة في الزمن العراقي الرديء، مقارنة أي تنازل يقدمون عليه ويعرفون أنه سيجلب لهم لوما وتقريعا من جانب المواطن العراقي، بأنهم إنما يقتفون خطوة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عندما أقر "صلح الحديبية" مع مشركي قريش، ويعتبرون أن سلوكهم يؤكد أمرين أولهما أنهم سائرون على منهج النبوة، وثانيهما أنهم حريصون على مصالح المكوّن السني وعدم زجّه في معارك خاسرة ومواجهات غير متكافئة مع أدوات السلطة من ميليشيات وقوات حكومية وسلطة أحزاب دينية مدعومة من إيران ومال سياسي، سخّر كل ثروات العراق ووضعها في خدمة عملية سياسية أقيمت على قوائم معوّقة سياسيا وأخلاقيا وتاريخيا، ومع أن هذا المنطق إذا أخذ بشكل مجرد وبحسن نية، فإنه سيبدو في غاية التضحية بالنفس والسمعة والرصيد السابق "إن كان هناك رصيد حقيقي وليس مفترضا" دفاعا عن سلامة المكوّن السني وحرصا على ما تبقى من عراق متشظي ومنقسم على نفسه ويعيش صراعات مزدوجة لا يبدو أنه على طريق الخروج منه.





