نزار السامرائي
بعد تجربة العراق المرة تحت الاحتلال الإيراني الذي سيطر على كل مفاصل الدولة العراقية عبر ميليشيات مرتبطة بولاية الفقيه والتبعية العمياء لكل خزين أحقاد فارس على مر العصور على العرب والعراقيين خاصة فانخرطت في خطط ايران ومشاريعها لتدمير بنية العراق باعتباره السد العربي الشاهق المدافع عن بقاء الأمة ووجودها ومشروعها الحضاري الإنساني، انساقت عن وعي أو جهل مركب وانسياق بليد وراء الطائفية القومية التي نجحت إيران بزرعها بين أوساط الشيعة في بلدان العالم الإسلامي ليكونوا جواسيس وأدوات رخيصة بيد من يحكم إيران، بعد تجربة العراق لمدة 14 سنة عجفاء لم يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود فقط، بل ارتفعت شمس الحقيقة حتى غطّت الأرجاء، فلم يعد مجال لقبول عذر لمعتذر بأنه كان غافلا أو جاهلا بحقيقة نوايا إيران للوصول إلى أهدافها بكل السبل المشروعة وغير المشروعة بل الموغلة في الوحشية والتخلف والسقوط الأخلاقي، فدفع العراقيون أكبر الأثمان في تصديهم الشجاع له ووقفه، ولكن وقوف شعب أعزل إلا من الإيمان بعدالة قضيته، وسط عجز عربي معيب عن تقديم أي إسناد لهذا الشعب الذي كان يقاتل نيابة عن الأمة بل عن الإنسانية جمعاء بوجه الأعاصير الصفراء التي تريد اقتلاع كل ما هو جميل في المجتمع الإنساني، لا بل راح النظام الرسمي العربي يتسابق تحت طائلة الخوف من جحافل الغزو، لتقديم قرابين الرضا تحت أقدام الولي الفقيه الذي يخفي اسنانا تسيل من دماء حقد موروث على العروبة وتاريخها المجيد، فقد أسقط كل الأقنعة بعد نصره الزائل، نراه راح يتمدد من دون خوف وخاصة في الوطن العربي، مع طمع بلا حدود في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف كي تكتمل صورته المزيفة في تقديم نفسه للعالم بأنه يمثل الإسلام الذي نزل على صدر خاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم، وما كان له أن يخفيها وسط سكرة النصر فراحت قطعانه تضرب بعد العراق في سوريا واليمن ولا تخفي زعانف إيران حقيقة نوايا إيران الشر التي كان الخميني قد باشرها في المسجد الحرام عندما ارسل الحرس الثوري لاحتلال بيت الله العتيق عام 1987 فكانت فتنة وقى الله الأمة من نتائجها التدميرية لعاملين أساسيين الأول وجود السد العراقي الشامخ والثاني وجود ملك في المملكة العربية السعودية في ذلك الوقت وجد نفسه مستندا إلى جدار العراق فتم سحق تلك المحاولة في مهدها.





