حزب الله قام، ووفق اتفاق مبرم، بنقل عناصر داعش واغلبهم من القيادات والعناصر المتطرفة الى دير الزور السورية التي تبعد 100 كيلومتر فقط عن الحدود مع العراق، الامر الذي ازعج رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي مطالباً بالتوقف!
هذا هو الخبر الابرز خلال شهر آب/ اغسطس.. فما الذي يعنيه هذا القرار ومخاطره؟!
1ـ انه تأكيد على ان داعش، كما هو حزب الله من ابرز حلفاء إيران الستراتيجين، وتنطبق عليه كل ما تنعت به داعش، وكما توجد قيادات وعناصر من داعش في لبنان مع حزب الله، فان اعداداً منهم وقياداتهم وعوائلهم يعيشون داخل إيران.
2ـ ان قرار نقلهم من شمال لبنان الى دير الزور السورية لم ولن يتم دون موافقة إيران، فحزب الله تابع ولن يخالف ارادة الملالي، ألم يقاتل عناصر حزب الله الى جانب الإيرانيين في سوريا والعراق لصالح نظام (بشار الأسد) والسلطة الفاسدة في العراق.
3 ـ من يدعّي انه لا يعلم بهذا القرار ممن يعنيهم الملف السوري سواء من الإيرانيين او الروس وحتى الأميركان المشاركين للروس فيما يتعلق بسوريا، وممن هو في حرب معلنة على داعش فهو كاذب، لان الحرب عليها مازال يخدم مصالحهم ومخططاتهم في المنطقة.
4 ـ نقل عناصر داعش وتجميعهم في دير الزور السورية اقرب نقطة حدودية مع العراق والمتصلة مع الشريط الحدودي لمدن غرب العراق وصولاً الى الحدود مع الاردنـ يعني اطالة عمر الإرهاب والتهديد به واشغال المنطقة بالحرب ضده واتخاذه ذريعة لادامة الفوضى في المنطقة والهلع عالمياً، وان الخاسر هم العراقيون والسوريون والعرب عامة.
5ـ ان الحرب مع داعش وازهاق ارواح المئات من الشباب وهدم المدن وتشريد الأهالي لن ينتهي بانتهاء عمليات تلعفر بل ستنتقل الى الغرب لمدن أعالي الفرات (عانة وراوة) هذا اذا لم تعد الى الموصل والفلوجة.
6ـ ان وجود قيادات وعناصر داعش المتطرفة لدى حزب الله دليل اخر على ان الاخير لا يختلف عنها وعن المنظمات والميليشيات الارهابية المماثلة التي يمدها بالبقاء ملالي إيران وهي من صنيعة وتحت اشراف ورعاية حرسه الثوري.
7ـ انه سيناريو مماثل لفعلة (نوري المالكي) الخيانية عندما اطلق سراح كل عناصر داعش مع 300 من ابرز قياداتهم من سجن ابو غريب، ومن ثم اوامره للجيش بالانسحاب من الموصل ليحتلوها! وهذه المرة ستزهق الحرب على داعش أرواح الابرياء وتهرق المزيد من الدماء مع تدمير وتشريد سكان مدن الأنبار المتبقية ودير الزور ومدن أخرى على طول الشريط الحدودي.
8ـ واخيراً.. اما كان بالامكان تمرير الصفقة دون اعلانها؟! فالاعلان يعني انه مقصود من قبل إيران التي وراءه! لإثبات انها مازالت قوية وممسكة وموجودة في العراق وسوريا واليمن ولبنان، وانها قادرة على تحريك ما لديها من اوراق رداً على انباء انفراط عقد حلفائها في العراق وخروجهم على طهران بعد انشقاق (عمار الحكيم ) عن المجلس الاسلامي، وزيارات (مقتدى الصدر) للسعودية! وما يقال عن التحرك الأميركي بالحوار مع حزب البعث لحل الاوضاع في العراق! كما انه يخدم حليفها حزب الله من انه مازال مصدر تهديد وورقة إيرانية قوية على الساحتين اللبنانية والعربية.