فوجئ سكان العاصمة اليمنية، صنعاء، مساء السبت بإطلاق النار بشكل كثيف في سمائها ترافق مع ألعاب نارية في محيط المدينة ومواقع متفرقة في شوارعها وإشعال النيران في عدد من التلال والمناطق المرتفعة، الأمر الذي تسبب في إثارة قلق لسكانها، وسرعان ما كشف الستار لهم بأنه احتفال لجماعة "أنصار الله" الحوثيين بصنعاء لأول مرة بيوم الغدير.
وذكر سكان في حي الزراعة القريب من جامعة صنعاء ومنطقة الدائري حيث ساحة الاعتصام التي شهدت احتجاجات بدأت عام 2011 وأطلق عليها "ساحة التغيير" بأنهم شعروا بالخوف في بداية الأمر نتيجة المعارك التي شهدتها المنطقة بين مسلحي جماعة الحوثي والفرقة الأولى مدرعة بقيادة الجنرال علي محسن الأحمر في الآونة الأخيرة، ومنهم من استغرب من كونه احتفالا في غير مناسبة متوقعين أن يكون اليمن توافق على رئيس حكومة خاصة بعد أن فشل الرئيس عبد ربه منصور هادي وومستشاروه من ممثلي القوى السياسية في تسمية رئيس الحكومة وتنظيم احتجاج الخميس الماضي اسفر عن يوم دام كان ضحيته 47 قتيلا بينهم أطفال وعدد من الجرحى.
وقال عادل بدو من سكان حي الزراعة "كنا في البيت وشعرنا بالخوف والقلق في بداية الأمر عندما سمعنا أصوات الانفجارات وإطلاق الرصاص لأن ما نسمعه هذه الأيام هو انفجارات وكوارث، مشيراً إلى أنه وبعد مشاهدة الألعاب النارية توقعوا أن تكون البلاد قد توافقت على رئيس حكومة جديد بعد "مخاض عسير" حسب قوله .
من جانبه قال سيف مجاهد في منطقة الجراف "اعتقدت في بداية الأمر أنه عرس وبعدها قلت ربما يتعلق الأمر بوصول مجموعة من الحجاج ويحتفل بهم أهاليهم ومع تزايد الألعاب النارية استغربت والتبس علي الأمر فاليوم ليس مناسبة وطنية وبعد الاتصال بالزملاء عرفت بأن الحوثيين يحتفلون بيوم الغدير وهو يوم لم نعتد الاحتفال به من قبل وأنا من سكان العاصمة."
من جانبه انتقد بسام السقاف من سكان منطقة هايل الاحتفال بيوم الغدير معتبراً ان الحوثيين يفرضون طقوس ومناسبات خارجه عن ما اعتاد عليه اليمنيين. وقال "استمر إطلاق النار والألعاب النارية على العاصمة إلى وقت متأخر من الليل وهذا إزعاج للسكان وهو أمر مرفوض فلاحتفال ليس له طابع ديني باعتقادي وإنما لأغراض سياسية بحتة." لكن أسرار نعمان اعتبرت احتفال الحوثيين بالغدير أمرا يدخل في إطار الحريات في ممارسة الأفكار والمذاهب بحرية وتأمل بأن لا يفرض ذلك على الناس مستقبلاً .
ويحتفل الشيعة بيوم الغدير الذي يصادف اليوم الثامن عشر من ذي الحجة حيث يقول الشيعة إنّ الرسول محمد صلى الله عليه وسلم أوصى في مثل هذا اليوم وبعد حجة الوداع بالولاية من بعده لعلي بن أبي طالب، بينما يعتبر أهل السنة الاحتفال بالغدير "بدعة ابتدعها" معز الدولة ابن بويه سنة (352هـ) في العراق عندما أمر أن يحتفل بهذا اليوم، وذلك حسبما ورد على لسان الإمام ابن كثير في تاريخه.