مازن الشيخ
تناقلت وكالات الانباء خبرين لحادثتين حصلتا في يوم واحد لكنهما وقعتا في بلدين مختلفين !!
ما يجمع الحادثتان انهما تعلقا بنواب في البرلمان استحقوا عقوبة الجمهور!
وكم نحتاج هنا في العراق الى غضبة على شاكلة ما جرى في الباكستان واوكرانيا لكي يدرك نواب الغفلة انهم ليسوا مطلقي اليد في النهب والسرقة واستصغار واحتقار الجمهور واستغلالهم وممارسة الكذب عليهم واعتماد التقية لتسريحهم بالقنافذ، كما يقول المثل العراقي البارع!
نعود الى الخبرين لكي لا يبقى القارئ في دوامة ما تقدم، فقد ذكر الخبر الأول الذي يعود الى السادس عشر من ايلول/ سبتمبر الجاري:
أمسك رجال خارج مبنى البرلمان الأوكراني بأحد النواب، وأمطروه بالسباب واللعنات، ثم ألقوا به في صندوق للقمامة، الثلاثاء. وكان النائب فيتالى زوراسكاى عضوا فى حزب الرئيس السابق فيكتور يانوكوفيتش، قد صاغ مشروع قانون في يناير/ كانون الثاني الماضي يشدد بدرجة كبيرة القيود على التظاهر ضد الحكومة، وزوراسكاى الآن عضو في حزب التنمية الاقتصادية، وكان يسير بجوار حشود من المواطنين تجمعت خارج مبنى البرلمان عندما أمسك الناس به. ثم دفعه الرجال داخل صندوق للقمامة، وسكبوا عليه الماء وألقوا حقيبته وإطار سيارة فوقه.
اما الخبر الثاني الذي تناقلته وكالات الانباء بذات التاريخ فمسرحه طائرة الخطوط الجوية الباكستانية في مطار كراتشي الجنوبي:
ذكر تقرير إخباري في إسلام أباد، الثلاثاء أن الركاب الغاضبين قاموا بإخراج نائبين بالبرلمان الباكستاني من داخل طائرة، تعبيراً عن تذمرهم من تأخر الرحلة الجوية التي كانوا يعتزمون القيام بها لمدة ساعتين.
وكانت رحلة طائرة الخطوط الجوية الباكستانية الدولية (بى.آى.أيه) رقم (بى.كيه-370) قد تقرر إقلاعها من مدينة وميناء كراتشي الجنوبي إلى العاصمة إسلام أباد في الساعة السادسة مساء (1300 بتوقيت جرينتش).
وأوضحت صحيفة إكسبرس تريبيون أنه في الساعة الثامنة والنصف مساء ظهر اثنان من الركاب المتأخرين واستعدا لركوب الدرجة الأولى من الطائرة، وهما النائب البرلماني راميش كومار عن حزب الرابطة الإسلامية- جناح نواز شريف الحاكم في باكستان، وعبدالرحمن مالك عضو مجلس الشيوخ عن حزب الشعب الباكستاني المعارض وزير الداخلية السابق.
وقال تقرير الصحيفة إن الصور التي التقطها ركاب الطائرة بهواتفهم المحمولة أظهرت كومار وهو يتم إخراجه من الطائرة من جانب الركاب الذين وجهوا إليه عبارات غاضبة واحتلوا مقعده، بعد أن اتهموه بالتسبب في تأخير الرحلة، بينما قوبل مالك بعاصفة من العبارات المهينة عند باب الطائرة عندما كان يهم بدخولها وتم منعه من ركوبها.
وأضاف التقرير أن كومار جادل بأنه كان ينتظر خارج الطائرة، وفسر تأخر قيام الرحلة بأن الطائرة كانت "تنتظر شخصا آخر".
من جانبه نفى مالك أي مسؤولية له في تأخير الرحلة الجوية، وقال في تغريدة له على موقع "تويتر": إنني أتمتع بالشجاعة المعنوية للاعتذار إذا كنت قد تسببت في تأخير الطائرة، ثم ما هو النفوذ الذى أمتلكه تجاه شركة الخطوط الجوية الباكستانية لكى آمرها بتأخير رحلتها؟" وأضاف "إنني شاهدت راكبين يستغلان سلطتهما للضغط على الشركة الباكستانية، رأيتهما ثم عدت إلى استراحة المطار".
وأوضح التقرير الإخباري أن طاقم الطائرة كان قد أخبر الركاب في البداية أنه حدث عطل فنى، وقال متحدث باسم شركة الخطوط الباكستانية لصحيفة إكسبريس نيوز إن الطائرة وصلت متأخرة من رحلتها السابقة. غير أن بعض أعضاء طاقم الطائرة سرّبوا للركاب معلومة تفيد أن الطائرة تنتظر بالفعل وصول اثنين من كبار الزوار. وأشار التقرير الصحفي إلى أن شركة الخطوط الجوية الباكستانية أوقفت عن العمل اثنين من موظفيها بسبب الحادث.
طبعا الخبر نقلته كما هو ولا صلة له بفضيحة نجل وزير النقل السابق هادي العامري الذي اعاد طائرة الركاب اللبنانية الى مطار بيروت ومنعها من دخول الاجواء العراقية كأن اجواء العراق تركة ورثها من جده فرحان، لأن الطارة اللبنانية لم تنتظره بينما كان يعبث في السوق الحرة للمطار!
والده وزير النقل الذي انتهت صلاحياته مع رئيس مجلس الوزراء السابق حيث كان بينهما زواج كاثوليكي، تعهد بدفع تكاليف الرحلة من حر ماله غير انه حمل خزينة العراق التي ينهبها الحرامية ممن على شاكلته تكاليف زيارة رسمية الى لبنان للالتقاء بوزير النقل اللبناني زيارة غير مقررة اصلا ولم تكن مسوَّغة وغير مدرجة على جدول مهامه ولم يتلق دعوة من نظيره اللبناني لتلبيتها!
وقبل التغيير الوزاري الذي جاء بحيدر العبادي رئيسا لمجلس الوزراء العراقي، بإرادة دولية اي اميركية، كان العامري يفتخر بأنه يدير الوزارة والخطوط الجوية العراقية والمطار بالهاتف الجوال لأنه مشغول مع سيده قاسم سليماني قائد فيلق قدس في فك الحصار عن امرلي، في هذا الوقت كانت فضائية عراقية تبث شريط فديو عن معاناة المسافرين الذين حملوا حقائب السفر على ظهورهم وتسلقوا درجا لكي يصلوا الى باحة المطار بسبب عطل المصاعد الكهربائية بينما جنرال نقل يزاحم جنرالات الجيش في المهام الموكلة بهم!
ما علينا فقد انتهى المطاف به نائبا في البرلمان العتيد بعد ان ضاعت احلامه ولم يظفر بمنصب وزير داخلية او دفاع او حتى بلديات!
اما خلفه صولاغ فقد واجهته، في أول ايام استيزاره، فضيحة دولية هي فضيحة بجلاجل كما يقول الاشقاء في مصر!
واصل الحكاية ان جنرال الجوازات في مطار بغداد انتحل شخصية جنرال استنساخ وطيَّر في عالم الفضاء الرقمي صورة لجواز سفر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند وعليها تأشيرة الدخول الى العراق عبر منفذ مطار بغداد والانكى من ذلك، اللغة المستخدمة في ملء حقول التأشيرة والخط الذي كان خريجو محو الامية في السبعينات يخطون افضل منه بكثير!
لا اريد ان استطرد ولكن بالله عليكم ألا يستحق هؤلاء بكل جدارة ان يرميهم الجمهور بسلة المهملات والنفايات؟
هل هؤلاء نواب او مسؤولون يتقدمون شعب العراق في المحافل الدولية ويتصدروه في المواقع الوزارية والنيابية والقضائية والمؤسسات الاخرى؟
عديدة هي المرات التي اظهرت كاميرات التلفاز نوري المالكي ينقب في انفه، مع كل الاحترام والتبجيل لمنقبي الاثار الذين ازاحوا تلال التراب عن الشواخص المادية لحضارة العراق، فماذا كانت نتيجة التنقيب المقزز للمالكي في انفه؟!
لقد عرف عن بوش الصغير انه كان يتلمس انفه في كل مرة يكذب فيها وما اكثر اكاذيبه، لكن حالة العراقيين مع انف المالكي حالة وربما لم تجد قراءة جريئة من علماء واطباء الطب النفسي حتى يومنا هذا لكي يفككوا ألغازها!
خلاصة الامر اننا نحتاج الى سلال قمامة ونفايات بعدد الوزراء والمسؤولين في حكومات الاحتلال المتتابعة منذ 2003، ربما اكثر بقليل لأن الكيل طفح..
فشكرا لشعبي الباكستان واوكرانيا، لعلنا نسترشد بهم ونزيل ما علق بنا من ادران وقاذورات بشرية!





