"الدفاع" العراقية تحل مشكلة رواتب الميليشيات باللجوء إلى «غنائم» المناطق السنية

أكد مصدر من ميليشيا «السلام» التابعة لمقتدى الصدر توصلهم إلى اتفاق مع «وزارة الدفاع» يقتضي بتمويل نشاطاتهم ودفع رواتب مقاتليهم عن طريق غنائمهم من المناطق الحاضنة لتنظيم «داعش»، وذلك بسبب عدم اقرار الموازنة المالية للعام الحالي، ما ادى الى عجز في توفير السيولة النقدية المخصصة لتنظيم الحشد الشعبي والذي تشكل «السلام» احد اركانه الرئيسة.

وقال ابو زهراء القريشي الذي يشغل منصب مساعد قائد منطقة جنوب بغداد في ميليشيا «السلام»، إن اجتماعا موسعا جرى في مبنى وزارة الدفاع في بغداد، وضم القادة الميدانيين في قوات الحشد الشعبي وضباط من مكتب قائد الاركان وقسم الميره (التمويل) في الوزارة، لتدارس مشكلة تأخر رواتب المقاتلين المتطوعين المتأخرة منذ اكثر من شهرين.

واضاف أن ميليشيا السلام أعادت تقديم مقترحها باللجوء مؤقتاً الى التمويل عن طريق «الغنائم» التي يحصلون عليها من المناطق الحاضنة لتنظيم «داعش»، وذلك من اجل دفع رواتب المقاتلين وتأمين الطعام وتوفير حاجتهم من الذخيرة والتجهيزات العسكرية، التي بين ان النسبة الأكبر يحصلون عليها عن طريق السوق السوداء.

ومع اقرار القريشي بأن الحصول والاستيلاء على الغنائم موجود في الوقت الحاضر، الا انه يوضح بان الاتفاق ينص على التصرف بالغنائم يكون من صلاحية خادم السرية «قائد وحدة من 50 مقاتلا»، وهو الذي تتجمع لديه الاشياء التي يتم الاستيلاء عليها ويتولى توزيعها بين افراد وحدته مع اقتطاع نصيب يخصص للوحدات غير الميدانية في ميليشيا «السلام».

وتابع المساعد الميداني، أن لجنة عسكرية من مكتب «مقتدى الصدر» ستتولى مهمة مراقبة هذا الاجراء، وستقوم بزيارات الى مناطق تواجد وحداتها العسكرية من اجل ضمان توزيع عادل للغنائم بين المقاتلين، وكذلك تقوم باستلام حصة للوحدات الساندة لهم وغير الموجودة في مناطق يمكن الحصول على غنائم مماثلة فيها.

إلى ذلك، أكد مجلس عشائر منطقة اليوسفية في جنوب بغداد، أن عناصر قوات الحشد الشعبي صعدوا وبشكل من حالات السرقة والنهب على المنازل التي هجرها اهلها بسبب حدة المواجهات في مناطقهم بين مقاتلي «داعش» من جهة والجيش الحكومي والميليشيات الشيعية المساندة له من جهة أخرى.

وقال الشيخ عيفان القره غولي، إن عربات مصفحة ومروحيات للجيش قامت بتأمين الحراسة لقافلة من 23 شاحنة كبيرة محملة بالاثاث والمواشي التي سرقها عناصر الميليشيات من انحاء المنطقة، وتم نقلها الى مجمع مشروع الطاقة النووية الواقع غرب اليوسفية، والذي تتخذه الميليشيات الشيعية نقطة تجمع لكل فصائلها.

وأوضح أن الاجزاء الواقعة تحت سيطرة الجيش والميليشيات في اليوسفية تمت سرقة منازلها واسواقها ومخازنها بشكل كامل، مشيراً الى ارسال مجلس العشائر رسالة بهذا الخصوص الى قائد الفوج الاول في الجيش والمسؤول عن حماية المنطقة ولكنهم لم يتلقوا اي جواب منه.

ويكشف المزارع خليل كريم المفرجي عن طريقة جديدة يقوم بها قادة وعناصر الميليشيات للحصول على المال، وهي بيع ما سرقوه من اثاث وسيارات ومواش الى اصحابها الاصليين، مشيراً الى ان ابن عمه اشترى 3 أبقار سرقت من مزرعته ودفع مبلغ الف دولار مقابل استردادها بواسطة جندي في ميليشيات «الحشد».

وبين أن الوسطاء يقومون بمهمة عقد الاتفاقات بين سكان المنطقة وقيادات في الميليشيات وحتى وحدات الجيش من اجل اعادة المسروقات مقابل مبالغ تحدد بحسب قيمة وثمن الاشياء المستعادة، لافتاً الى ان عناصر الجيش والحشد يفضلون المبالغ المالية على الاثاث وغيرها من الاشياء التي تحتاج الى تكلفة ومجهود واجراءات ادارية من اجل نقلها الى بيوتهم ومناطقهم.

وكانت بغداد وعدد من المحافظات الجنوبية، شهدت عدة تظاهرات من منتسبي الميليشيات الشيعية والذين احتجوا على عدم تسلمهم رواتبهم ومخصصاتهم المنصوص عليها في قرار رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، والذي أمر عقب سيطرة داعش على مدينة الموصل في حزيران الماضي، بتشكيل مؤسسة الحشد الشعبي لاعطاء صيغة قانونية لمقاتلي الميليشيات الشيعية الذين يحاربون في صفوف الجيش.

 

المصدر

comments powered by Disqus
خدمة RSS LinkedIn يوتيوب جوجل + فيسبوك تويتر Instagram

عدد الزوار :136,038,348

تطبيق الموبايل

-->

آخر الزيارات

مساحة اعلانية

الأكثر قراءة

الأكتر مشاهدة

تابعنا على "فيس بوك"