اختتم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي زيارته طهران بلقاء رئيس «مجمع تشخيص مصلحة النظام» هاشمي رفسنجاني.
وقال أحد أعضاء «المجمع» إن «إيران مستعدة لمساعدة العراق في مواجهة داعش، ولن تتأخر في إرسال قوات برية إذا طلبت بغداد ذلك». وأكدت مصادر موثوق فيها أن «القيادة الإيرانية أبلغت إلى العبادي عدم اعتراضها على استعادة العراق علاقاته العربية وتعزيزها، خصوصاً مع السعودية».
وقال عضو «مجمع تشخيص مصلحة النظام» النائب غلام رضا مصباحي، بعد لقاء العبادي رفسنجاني، إن «الأمن العراقي والإيراني متلازمان، ومواجهة داعش مهمة بالنسبة إلينا». وأكد استعداد طهران «لمساعدة بغداد، بالاستشارات (العسكرية) والتدريب وتأمين السلاح الذي تحتاجه. ونحن جاهزون لإرسال قوات برية إذا طلب العراق ذلك»، مشدداً على «أهمية المشاورات التي يجريها الخبراء في المجال العسكري بين البلدين».
وكانت الأوساط الإيرانية اهتمت بتصريحات خامنئي، خلال لقائه العبادي، خصوصاً تلك المتعلقة بأمن البلدين باعتباره مرتبطاً بالأمن الإقليمي. ورأت في زيارة رئيس الوزراء العراقي الجديد المرجع الديني علي السيستاني، قبل ساعات من توجهه إلى طهران، تأكيداً للنهج الذي تسير عليه حكومته في تنسيقها مع المرجعيات الدينية، خصوصاً أن السيستاني كان امتنع عن لقاء سلفه نوري المالكي خلال الأعوام الأربعة الماضية.
وعلى رغم أن بعض الأوساط الإيرانية أبدت تخوفها من رغبة العبادي في فتح صفحة جديدة من العلاقات مع الدول الإقليمية، وتحديداً مع المملكة العربية السعودية، بعد إعلان رئيس الجمهورية فؤاد معصوم نيته زيارة الرياض، معتقدة أن العبادي قد يرجح العلاقات مع الرياض على حساب طهران، قالت مصادر موثوق فيها إن «القيادة الإيرانية أبلغت إلى العبادي أنها لا تعارض تحركه في اتجاه الدول العربية، وإقامة أفضل العلاقات معها باعتبارها المحيط الذي ينتمي إليه العراق».
وكان العبادي أوضح لخامنئي، خلال الخلوة التي سبقت اللقاء العام، أهمية الفتوى التاريخية التي أصدرها االسيستاني لمواجهة تنظيم «داعش»، ما ساهم في عدم تقدمه في مختلف المدن العراقية، خصوصاً في آمرلي وطوزخرماتو وجلولاء، وأكد له أن حكومته عازمة على الاعتماد على الجيش والقوى الشعبية ولن تسمح بالتدخل الخارجي.