قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إنه عندما أطلق على بعض المهاجرين غير الشرعيين وصف ”حيوانات“ إنما كان يشير إلى العصابات الإجرامية، غير أن هذا الوصف أثار انتقادات واسعة وقالت حكومة المكسيك إنه غير مقبول.
وأدلى ترمب بهذه التصريحات يوم الأربعاء أثناء اجتماع مع قيادات الحكم المحلي في كاليفورنيا الذين يدعمون مسعاه لجعل الحدود الأميركية منيعة أمام الهجرة غير الشرعية.
وقال ترمب ”هناك أناس يدخلون البلد أو يحاولون الدخول، ونحن نوقف كثيرا منهم ولكننا نخرج أناسا من البلد. لن تتصوروا مدى سوء هؤلاء. إنهم ليسوا بشرا.. إنهم حيوانات“.
وقالت الحكومة المكسيكية إنها قدمت شكوى دبلوماسية إلى وزارة الخارجية الأميركية احتجاجا على هذه التصريحات قائلة إنها لا تحترم حقوق الإنسان.
وقال وزير الخارجية المكسيكي لويس فيديجاراي لقناة تليفيزا المحلية أمس الخميس ”الرئيس ترمب أشار إلى بعض المهاجرين على أنهم حيوانات. ربما كانت تدور في ذهنه صورة عصابات إجرامية كحيوانات لا كأشخاص.. لا أعلم“. وأضاف ”وجهة نظر الحكومة المكسيكية أن هذا غير مقبول على الإطلاق“.
وحين سئل ترمب الخميس عن التعليقات قال إنها انتُزعت من سياقها.
وقال للصحفيين ”أشير وأنتم تعلمون أنني أشير إلى عصابات (إم.إس-13) التي تأتي إلينا. كنت أتحدث عن (إم.إس-13) وإذا دققتم بعض الشيء في التسجيل سترون ذلك“.
ولم يكتف ترمب بذلك بل صعد تصريحاته السابقة إذ قال ”إم.إس-13.. هؤلاء حيوانات. نريد قوانين هجرة قوية. لدينا قوانين هجرة محل سخرية. لذا عندما تأتي (إم.إس-13) إلينا وعندما يأتي أفراد العصابات الأخرى إلى بلدنا فإني أشير إليهم بالحيوانات. وسأفعل دوما“.
وقالت وزارة الخارجية المكسيكية في وقت لاحق الخميس إن تصريحات فيديجاراي ما زالت سارية.
وتقول وزارة العدل الأميركية إن (إم.إس-13) بدأت أنشطتها في لوس انجليس في الثمانينات ثم تحولت إلى منظمة إجرامية عابرة للحدود تتخذ قيادتها من السلفادور مقرا لها. وأوضحت الوزارة أن المنظمة تضم 30 ألف عضو في جميع أنحاء العالم من ضمنهم 10 آلاف في الولايات المتحدة.
وخلال اجتماع الأربعاء، حملت نبرة ترمب عداء للمكسيك التي تسعى لمشاركة الولايات المتحدة وكندا في مسعى غير مسبوق لاستضافة بطولة كأس العالم لكرة القدم تقام في 3 دول في عام 2026. والمكسيك طرف في اتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية التي هدد ترمب بإلغائها إذا لم تتحسن شروطها وفق رؤيته.
وقال ترمب في الاجتماع ”المكسيك لا تسدي لنا صنيعا. المكسيك تتحدث لكنها لا تفعل شيئا لنا خاصة على الحدود. وهي بالتأكيد لا تساعدنا كثيرا في التجارة“.
ورغم تصريحات ترمب، تسعى المكسيك جاهدة لتنال رضا إدارته في مجالات مثل الدبلوماسية والهجرة على أمل الوصول إلى صيغة مناسبة لاتفاقية التجارة الحرة لأميركا الشمالية التي يرغب في تعديلها.
وشددت المكسيك منذ عام 2014، عندما كان الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما في البيت الأبيض، إنفاذ القانون على حدودها الجنوبية واعتقلت ورحلت عشرات الآلاف من المهاجرين الذين وفد إليها كثير منهم من هندوراس وجواتيمالا والسلفادور.