*من مجموعة مقالات "الحركة الاحتجاجية لسكان مدن الجنوب وبغداد، ماذا وإلى أين؟" والجزء الأول هنا.
مالذي أنجزه ال الحكيم لرفع المظلومية المزعومة على الشيعة؟!
كما ذكرنا في الجزء السابق ان تعاون باقر الحكيم واخوه عزيز وابنه عمار مع المحتل كان احد اهم علامات الزندقة والانحراف عن فقه ال البيت الذي يحرم التعاون مع غزاة غير مسلمين لارض او دولة اسلامية ، وتحجج باقر الحكيم في هذا التعاون انه اخذ الاذن من الولي الفقيه بذلك. وليس من حق الفقيه ان يكسر امرا مما قال به الامام الرابع عند الشيعة الاثنى عشرية .
لم تتوقف زندقة ال الحكيم عند هذا الحد، لكنها كانت سيرة متواصلة من الانحرافات عن فقه ال البيت ، يمارسونها باسلوب من الدجل والنفاق والكذب على انفسهم وعلى الناس . فبعد ان كانوا يُظهرون التشدد بالالتزام بالشريعة، وبالقران وسيرة النبي والائمة كمصدر للتشريع ، فان عزيز الحكيم ارتضى العمل في ظل دستور لا اسلامي ، شرعه اليهودي الصهيوني نوح فيلدمان . وسوَّقه بريمر على انه من وضع عدنان الباججي .(لاحظ مذكرات بريمر ص :273-274) ، لكن ما هو اكثر نفاقاُ وزندقة ما تظاهر به عزيز الحكيم من رفض لوضع توقيعه على مسودة الدستور باعتباره دستوراً لا يستند للشريعة الاسلامية ، وفوض عادل عبد المهدي بالتوقيع نيابة عنه رغم انه كان حاضرا في حفل التوقيع .
نفاق غريب، والا ما الفرق ان يوقع هو او عادل بالنيابة عنه؟! فعادل بالاصل ليس من المرشحين للتوقيع على المسودة!
كان عزيز ايضا الوحيد الذي طالب بتاسيس اقليم الجنوب الشيعي، في تطلع واضح الى انه يهدف الانفراد في التسلط على خيراته، او بهدف إلحاقه بايران.
ان الحديث عن نهج الزندقة والانحراف عن الاسلام التي مثل مسار عائلة ال الحكيم ، حديث تطول تفاصيله، سنوجز هنا بعض وليس كل انجازات هذه العائلة الشعوبية المشحونة عداءً لكل ما هو عربي ومسلم شيعياً كان ام سنيا ، تلك الانجازات التي حققوها لرفع المظلومية عن الشيعة .
أولا: قتل الشيعة
يبدو ان ال الحكيم اختزلوا كل الشيعة والتشيع بانفسهم. فهم لا يفهمون من المظلومية غير النهب والسرقة، وتدمير العراق بشيعته وسنته تحقيقا لاطماع ايرانية قديمة . وكما سبق ان كتبت عام 2005، بدأ عزيز الحكيم يعاونه بذلك اخس اتباعه من ابناء الجالية الكردية الفيلية، باقر صولاغ، يساندهم بعض الشعوبيين الذين وجدوا بالطائفية مصدرا للعيش برفاهية، تعويضا عن فشلهم في الحياة . بدأت هذه العصابات تتعاون في تنفيذ سياسة القتل الجماعي للشيعة بتفجير المفخخات في مناطق تجمعهم وسكناهم ، ونسبة هذه المفخخات لجماعات سنية متطرفة!
اتذكر احد التفجيرات الكبيرة التي حصلت في كربلاء عام 2004 ، وشهود العيان يؤشرون لمراسل قناة الجزيرة عن الجهة التي جاء منها الصاروخ، وما زال الناس ينقلون جثث الضحايا التي لم تجف دمائهم بعد، ولم يجر اي تحقيق او دراسة لطبيعة التفجير، ظهر على نفس القناة موفق الربيعي ليقول ان الزرقاوي كان وراء التفجير ، وبدأت وسائل الاعلام تغير من تفاصيل الحادث على اعتبار انه تفجير من عمل الزرقاوي وليس صاروخاً جاء من بساتين كربلاء كما قال شهود العيان!
كما اعتاد صولاغ يوم كان وزيرا للداخلية ان يرسل دوريات متحركة على طريق بغداد النجف تحمل صور الامام علي وتطلب من الزوار البصاق على الصورة وقتل من يرفض منهم، يكمل عزيز الحكيم خيوط اللعبة، بالظهور في وسائل الاعلام يستنكر هذه الممارسات، التي لم تتوقف حتى كتبت عنها موضوعا بعنوان "تبت اياديهم انهم يقتلون الشيعة على الهوية" ( تم نشره في مجلة المستقبل العربي ، العدد311 ، كانون ثاني 2005 ،كما يمكن العثور عليه في النت)، مؤشرا الى هوية المستفيد من مثل هذه الممارسات .
لاشك ان الغاية من قتل الشيعة كانت تخدم عدة اهداف:
1: تخويف الشيعة من ابناء جلدتهم من العرب السنة ، ليروا في ايران مصدر للحماية لهم من عمليات الابادة التي كان يمارسها عزيز وعصاباته ضدهم وينسبها للجماعات السنية المتطرفة .
2: لا يمتلك ما يسمى بالمجلس الاعلى للثورة الاسلامية اي مشروع سياسي او اجتماعي لحكم العراق، وكل بضاعتهم هي الترويج للطائفية والصراخ ب (مظلومية الشيعة)، ومثل عمليات القتل هذه ستدفع بعض جهلة الشيعة للالتفاف حول من جاء يريد رفع المظلومية عنهم.
3: لا أستبعد ان تكون عمليات التفجير هذه تمت بالاتفاق ايضا مع الموساد ، لتنفيذ حلم صهيوي تم الكشف عنه عام 1982 بمشروع كتبه في حينها كل من شارون وايتان ، تحت عنوان (استراتيجية اسرائيل في الثمانينات والتسعينات القرن العشرين) ، يخطط لتقسيم العراق الى ثلاث دول شيعية وسنية وكردية .
نشر موقع القوة الثالثة عام 2006 ، وثائق بالصورمأخوذة من على مواقع الانترنت التابعة لعمار الحكيم ، عن لقاء عمار لوفد تابع لجمعية صهيونية تعمل تحت شعار تحقيق السلام في الشرق الاوسط، لا تخفي هويتها او هوية مؤسسيها وقادتها واهدافهم على موقعها الخاص على النت، جميع قادتها من اليهود مزدوجي الجنسية، بعضهم تبوأ مناصب مرموقة في الكيان الصهيوني.
ولا أعتقد ان هذا الاجتماع او اللقاء كان الاول، ولن يكون الاخير، فالمعروف ان الموساد دخل بقوة وبشكل مكشوف الى العراق مع بدايات الاحتلال، ولاتختلف التوجهات الشعوبية لآل الحكيم، الحاقدة على العرب والعروبة في جوهرها كثيرا مع التوجهات الصهيونية .
والموضوع لا يخلو من مقدمات تاريخية تعود لايام الاب حليف الشاه طيلة فترة مرجعيته، والشاه كان حليفا للكيان الصهيوني، والمصدر الاساس في تزويده ما تحتاجه من النفط ، ولم يعترض محسن الحكيم او يستنكر اعتراف الشاه بـ(اسرائيل)، ولم تتأثر او تتغير علاقة الحكيم مع الشاه بسبب هذا الاعتراف ، او ما كان قائما بين البلدين من علاقات استراتيجية ، ما يعني رضى الحكيم على الموضوع .والحكيم الاب كان محسوباً على الخط الأميركي، وحتى دلالات فتواه ضد الشيوعية كانت تؤشر الى هذا الانتماء ، والتي كانت سبباً في زيارة السفير الأميركي للحكيم في مقره في النجف بعد اسبوع من تاريخ الفتوى ، ليشكره عليها ، ويبدو ان الارتباط بالأميركان بدأ منذ ذلك الوقت. ولو ان عزيز الحكيم يعترف ان علاقاتهم السرية بالغرب تعود بداياتها الى عام 1991 فقط!
المعروف جدا لمن عاصر تلك المرحلة ان علاقة الحكيم واولاده بخميني في فترة اقامته بالنجف اتسمت بالعداء وتبادل الاتهامات، فخميني لم يكن يخف اتهامه لمحسن الحكيم بالتحالف والولاء لأميركا والغرب، بالمقابل يتهم ال الحكيم خميني بالولاء والعمالة للاتحاد السوفيتي، وكان باقر نفسه يدبج البيانات المعادية لخميني ، والادهى من ذلك ان محسن الحكيم الذي يستند اولاده الآن لتاريخه في احقيتهم لتبوء مكانة مرموقة في قيادة شيعة العراق، كان نفسه لا يؤمن او يقول بالولاية العامة للفقيه، التي تبناها ابناؤه بعد انتصار خميني في ايران، وانقلبوا على اجتهادات وفقه ابيهم ، تماما كما عادوا فانقلبوا على شعار الحكومة الاسلامية تحت امرة الولي الفقيه (خميني) والتي ظل باقر الحكيم يسميها ب "القيادة الربانية"، في جميع خطبه في ايران، واستبدلوه بشعار مظلومية الشيعة.
ثانيا: سرقة الاموال العامة للدولة العراقية
1: اول مشروع او منجز حققه عمار الحكيم في بدايات عام 2004 لرفع المظلومية عن الشيعة ، أن قام بشراء الملعب الرياضي البلدي لمدينة النجف ، وبناية شرطة المرور ، وبناية المحافظة الواقعتان بمركز المدينة ، اللتان تعرضتا لبعض الاضرار فتم شرائهما على انهما خرائب لايمكن اصلاحها . بسعر 1000 دينار للمتر الواحد (الدولار في حينها كان يعادل اكثر من 2000 دينار عراقي) ، اي بسعر نصف دولار فقط . في حين كان سعر متر الارض يصل الى ( 1000-1500 دولار) . ثم جاء مقتل باقر الحكيم مصدرا خير جديد ليتاجر به عمار، فبنى له ضريحاً يضاهي بسعته ضريح الامام علي او اي من الاضرحة الاخرى للائمة من ال البيت، بناية ضخمة تمتد على اكثر من4- 5 كليومتر مربع. أحاطوا المدفن بشباك مزركش من الذهب والفضة بما يساوي عشرات الملايين من الدولارات .
والاغرب من هذا، أطل علينا مرة، المنافق الاخر او ما يسمى بخطيب الجمعة الخاص بجماعة الحكيم، صدر الدين القبانجي ليقول ان باقر الحكيم زاره في الحلم يشتكي من ضيق قبره ويطلب توسيعه. بدلالة لا تقبل الخطأ انهم يريدون الاستيلاء على الارض المجاورة للقبر.
2: نشر موقع (اخبار كربلاء مدينة الحسين) على فيسبوك من مصادر قال انها موثوقة، ان ارصدة عمار الحكيم في بنوك الكويت فقط وصلت الى 800 مليون دولار، ولا شك ان لعمار ارصدة اخرى في سويسرا وبقية دول اوربا . وما موجود في الكويت ليس الا مصرف جيب يومي عند الحاجة
3: استولى عزيز الحكيم وابنه عمار على بيت السيد طارق عزيز في الجادرية، ومجموعة من الدور الحكومية المجاورة .
ان ظاهرة الاستيلاء على بيوت الغير واملاك الدولة تكشف حقيقة ان عزيز الحكيم وابنه عمار، وكل عائلتهم، لايؤدون الصلوات الخمسة المفروضة. فهم يعلمون ان الفقه الشيعي يقول ببطلان الصلاة في ارض مغصوبة. او ارض الغير دون اخذ موافقة اصحاب الارض ، ولاتصح الصلاة الا بموافقتهم .(راجع فتاوى كل من < خامئني ، اجوبة الاستفتاءات ، ص : 114 > و < فضل الله ، الفتاوى الواضحة ، ص :306 ، 331 > ،< الشيرازي، المسائل الاسلامية ، ص:177 > ، < السيستاني ، المسائل المنتخبة ، ص : 120 > ، < محمد باقر الصدر ، الفتاوى الواضحة ، ص :502 -503 >) الكل يقول ببطلان الصلاة في الارض المغصوبة، وعدم جواز الصلاة في ارض الغير ما لم يتم اخذ الاذن منه وموافقته على ذلك، ويذهب محمد باقر الصدر بعيدا في اجتهاده بهذا الموضوع الى حد القول "اذا كان المكان مشتركاُ بين شخصين ، فلا يسوغ لاحدهما أن يتصرف فيه أذن شريكه ولو صلى وسجد عليه بدون اِذن كانت صلاته باطلة".(ص:503 )
ولأهمية الموضوع عند المراجع الشيعية المختلفة فانهم يخصصون عادة باباُ خاصة تحت عنوان (مكان الصلاة) . فهل ياترى اخذ ال الحكيم الاذن من الاستاذ طارق عزيز للصلاة في منزله؟!
لعل الادهى من كل هذا، وما يثير العجب والدهشة ، ان محسن الحكيم (والد عبدالعزيز وجد عمار) كان قد أقام الدنيا مستنكراُ قانون الاصلاح الزراعي عام 1959، باعتبار ذلك إغتصاب لاراضي الغير، وحرم الصلاة بالارض التي وُزِعتْ بموجب القانون على الفلاحين. وكرر نفس الامر تجاه القوانين الاشتراكية التي اعلنتها حكومة عبدالسلام عارف عام 1964 .
ها هم اولاد محسن الحكيم، الذي شارك بعضهم بحملته هذه، وباسمه لا بقدراتهم او بأدوار شخصية خاصة بهم ، يتمتعون الان بكل هذه الامتيازات . الا انه يبدو ان كل شئ جائز ومقبول وحلال عند ال الحكيم ما دام يصب بمصلحتهم ، ومحرم على الغير وكفرا اذا اتى به سواهم . فهم فوق الشريعة وخارج دائرة الحلال والحرام ، اولاد الله الذين يحق لهم تجاوز شريعته، او ان دينهم كان نفاق وزندقة ، وهذا هو الاحتمال الارجح .
4: يبدو ان ال الحكيم كما هي السلوكيات والسياسات التي عُرفت بها الحركة الشعوبية على مر التاريخ ، اختطوا هذه القيم الاخلاقية الفاسدة كمنهج لهم يعممونها على اتباعهم، ويلزمونهم بها، والا ما كان لعادل عبد المهدي أن يقوم بـ(اجرأ) عملية شجاعة لرفع المظلومية عن الشيعة العرب في العراق، بارسال حمايته لسرقة مصرف في منطقة الزوية ببغداد يوم 28/ 7 /2009 ، قتل السارقون فيها ثمانية من الشرطة من حماية البنك، وسرقوا مبلغ 8 مليار دينار عراقي (الدولار يساوي في وقتها 1200 دينار) ، وخبأهم عادل مع الاموال المسروقة، هذا المتمسك جدا بحب ال البيت وبقيم الاسلام ، في مقر جريدته (العدالة)!
عادل هذا معروف بأنه نموذج غريب من الانتهازيين والمرضى النفسانيين المحكوميين بعقد النقص، فعادل عبد المهدي الذي اصبح الان يملك الفلات ومزارع العنب في مدينة بوردو الفرنسية ليبيع اعنابها على مصانع الخمور والنبيذ، كله بفضل آل البيت ومظلومية الشيعة، كان رجلا غريب الاطوار، وشخصية مأزومة بعقد النقص، فتنقل في انتماءاته من بعثي الى بعثي يساري، الى ماركسي ثم ماركسي متطرف يرى أن كل الشيوعيين منحرفين عن الماركسية الا هو وعبد الحسين الهنداوي (وهما كل قيادة وقاعدة التنظيم) الذي سموه بوحدة القاعدة، الى ان وفقه شيطانه بصداقة واحد من حماية القائد الكردي الايراني عبدالرحمن قاسملو، فكان يتعرف من خلاله على تنقلات قاسملو ليوصلها للايرانيين، الذين انعموا كمكافأة له على خدماته الاستخبارية بفرضه على باقر الحكيم عضواً لقيادة التنظيم، وفجاة تحول من الرفيق عادل الى السيد عادل ، لص دنيء لم يتورع عن سرقة اموال بنك الزوية بوضح النهار ، دون ان يتعرض لمحاسبة اسياده من ال الحكيم حاملي راية الاسلام وفقه ال البيت زورا!
لا يكتمل الحديث عن فضائح عصابة ال الحكيم دون ذكر حالة باقر صولاغ. فمن هو باقر صولاغ؟
كان صولاغ عند اول وصوله الى سوريا لاجئا في عام 1980، وبعد اندلاع الحرب العراقية - الايرانية ، يهرب علناً من اي جلسة يتحدث فيها احد ضد النظام السابق، يقول بصراحة انه جاء مهزوما من الخدمة العسكرية (اي جندي فار) ، ولا يحب التدخل بالسياسة مخافة ان يتعرض اهله لقمع النظام . يستجدي صدقات رجال الدين واهل الخير في السيدة زينب، ويعتاش على ما تقدمه الحسينيات في المساء من طعام للفقراء والمحرومين ، ولكي يتخلص من جوعه وحرماناته قدم طلب للانتماء لحزب الدعوة فتم رفضه ، سألت المالكي في حينها عن صحة الخبر فاجاب "سيدنا احنا حزب سياسي مو تجمع شلايتية"، ثم جاءته الفرصة الذهبية عندما وصل باقر الحكيم الى سوريا يريد تشكيل تنظيم سياسي وكان صولاغ من اول الملتحقين به.
شهده العراقيين جميعا كيف كان يقف بالاستعداد امام باقر الحكيم عند زيارته لسوريا ، يقدم له حذاءه امام الناس في المجالس العامة، ويهرول ليفتح له باب سيارته عند قدومه وترحاله. يعني خادم مطيع ذليل.
كان يقدم التقارير عن العراقيين الى المخابرات السورية ، ويمتنع عن تقديم اي خدمة للعراقيين (باعتباره ممثل الحكيم في سوريا) الا مقابل 100 دولار .. .
كانت واحدة من خبراته وانجازاته في حل مشاكل السكن في العراق، ورفع المظلومية عن الشيعة، بناءه فندق بكلفة 260 مليون دولار في السليمانية، والذي حضر افتتاحه في اذار 2014 متباهيا بهذا الانتصار لمظلومية الشيعة!
والسؤال لماذا في السليمانية وليس في النجف وكربلاء.حيث يمكن على الاقل ان يستفيد بعض من فقراء المدينتين من خدمات الفندق، يبدو ان اصوله الكردية الفيلية اقوى عنده من انتماءاته الطائفية. فهو لا علاقة له بما سرقه من لقب (زبيدي) هو من الاكراد الفيلية، ولولا دونيته وسقوطه واحساسه العميق بالنقص ما كان تخلى او تنكر لأصله فالاكراد الفيلية جماعة اثنية تتميز بالطيبة وحسن الاخلاق، الا ان فقر الحال في مناطقهم دفع البعض للهجرة الى بغداد واستغل بعضهم ما تميزوا به من قوة جسدية في العمل كحمالين في سوق الشورجة. وكان جبر والد باقر معروف بمهنته هذه كحمال في سوق الشورجة التجاري في بغداد!
بفضل مظلومية الشيعة، التي لم تخلصه، على ما يبدو، من ضغط الاحساس بالدونية والشعور بالنقص ، يدعي في برنامج على قناة العراقية ، انه صار الآن خبيراً امنياً يمكن ان يحل المشاكل الامنية حتى في افريقيا، وعسكرياً يمكن ان يعطي ضباط الاركان في العالم كله دروسا في الاستراتيجية، وجيوبوليتيكيا، واداريا، وصناعيا، واعلاميا، وفنانا ممثلا، وعامل لحيم في ميناء البصرة (واعتقد ان هذه كانت مهنته الحقيقية، ما يكشف أنه لم ينه دراسته في كلية الهندسة او انه لم يدخلها بالاصل بل هو خريج أحد المعاهد الفنية) وغير هذا من الصفات العبقرية الاخرى، ويضفي المعجزات على نفسه في انه يمكن ان يحل كل مشاكل العراق في اربع سنوات، بأمل ان يتم تعينه رئيس للوزراء. وتوحي مراقبة حديثه وطريقة كلامه أثناء المقابلة بأنه كان قد تناول شيئا من حبوب الهلوسه قبل المقابلة، او ان عقله لم يستوعب ما وصل له من الغنى والعناوين، وهو يتذكر ايام السيدة زينب، وانه ابن حمال في الشورجة، فراح يهلوس بطريقة المرضى النفسانيين!
لعل الحديث عن هذا الثلاثي يكفي ليعطي صورة عن الاخرين من صغار التنظيم مثل صدر الدين القبانجي، وجلال الدين الصغير ومن لف لفهما .
تلك كانت بعض من انجازات ال الحكيم برفع المظلومية عن الشيعة، الشعار الذي يرتكز عليه تنظيمهم باعتباره شعاراً مركزياً ، الا ان احدا لم يسمع يوما ان مدرسة جديدة او مستشفى او حيا سكنيا لحل ازمة السكن لفقراء الشيعة تم تحقيقه في اي من مدن الجنوب، هناك مشاريع وهمية يعلن عنها بين الحين والاخر تخصص لها الملايين ثم تختفي هي وملايينها، مقابل فقدان الخدمات الاساسية كالماء والكهرباء والصحة والغذاء والنقل، فاصبحت حياة المواطن في مدن الجنوب، ممن لا ينتمي للعصابات الطائفية ، جحيما!
بالمقابل اصبح عمار الحكيم وصولاغ وعادل عبد المهدي وجلال الصغير وغيرهم من سقط المتاع وحثالة المجتمع من اغنى اغنياء العراق. مقابل حالة الفقر والجوع والعوز التي يعيشها ابناء الطائفة ، لا احد منهم يفكر في مشروع خدمي او استثماري بما يمتلكه من الاموال التي نهبها باسم الطائفة ، سوى اوقات الانتخابات ، توزع البطانيات او بعض الحاجيات الكمالية مقابل ضمان صوت المواطن الذي عليه ان يقسم بالطلاق في اعطاء صوته مقابل هذه البطانية او الشيء التافه!
كان ابناء الطائفية الشيعية يخبرون سلوكيات الزندقة الشاذة هذه عند ال الحكيم وعصاباتهم ، ويشهدون بعضها بأعينهم. لذلك جاء توصيف الشعار الذي طرحه المحتجين في كربلاء توصيفا دقيقاً لهذه الحالة (ياعمار يازبالة.. يا قائد النشالة- يعني اللصوص) . وطالبوه ان ينزع العمامة هذا الغطاء الذي يخفي تحته كل اشكال الزندقة واللصوصية والكفر بالشعار الاخر (ياعمار يادودة .. ذب (ارم) العمامة السودة) . و (باسم الدين باكونا (سرقونا) الحرامية) وغيرها من الشعارات التي توصف طبيعة عمار وعصاباته توصيفا دقيقاً تعكس معرفة ابناء الطائفة بحقيقته .
انطلق المارد من قمقمه، واصبح اللعب على المكشوف. وان غداً لناظره لقريب، ولن تحتاج الجماهير المحتجة غدا الى حبال كما مع حالة نوري السعيد بل ستستفيد من عمائمهم لسحلهم بها .
الحديث طويل ، وقد اطلت على القارئ، اختمها بنكة شائعة في العراق، يقال إن فتاة اشتكت لأخويها من أن شيخاً معمم تحرش بها، فراحوا يتصيدون الشيخ في الشارع ليوجعوه ضربا، ونجحوا في ذ1ك، وبالصدفة كانت هناك سيارة تاكسي مارة بالطريق فنزل منها سائق التاكسي ليشارك الاخوين بضرب الشيخ. عندما جاءت الشرطة وعرفت السبب، توجهت الى السائق بالسؤال: وانت لماذا شاركتهم بضرب الشيخ؟ أجاب السائق: والله تصورت ان انقلاباً قد وقع فاردت ان انتقم.